| تعداد نشریات | 43 |
| تعداد شمارهها | 1,791 |
| تعداد مقالات | 14,617 |
| تعداد مشاهده مقاله | 38,788,144 |
| تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 15,100,564 |
دراسة نقدية في ترجمة الترکیب القرآني " غضبان أسفا " عند المترجمین الفرس المعاصرين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| بحوث في اللغة العربية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| مقالات آماده انتشار، پذیرفته شده، انتشار آنلاین از تاریخ 14 آبان 1404 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| نوع مقاله: المقالة البحثیة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2025.143311.1556 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| محمد ابراهیم اخوان دردشتي1؛ ماجد نجاريان* 2؛ محمد رحيمي خويگاني3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| 1طالب الدکتوراه في علوم القرآن والحديث، فرع أصفهان (خوراسگان)، جامعة آزاد الإسلامیة، أصفهان، إيران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| 2أستاذ مساعد في قسم علوم القرآن والحديث، فرع أصفهان (خوراسگان)، جامعة آزاد الإسلامیة، أصفهان، إيران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| 3أستاذ مشارك في قسم اللغة العربیة وآدابها بجامعة أصفهان، أصفهان، إيران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| مما لا شك فیه، أن البنی الصرفیة للكلمات في اللغة العربیة تلعب دورا مهما في خلق معانٍ جديدة. وعندما ترد هذه الصیغ والتراکیب في القرآن الكريم، فإنها تكتسب أهمیة مضاعفة، وتتطلب عناية کبیرة. لذلك، تكون ترجمة هذه الصیغ والتراکیب القرآنیة دائما مهمة صعبة، وتشكل تحديا للعديد من المترجمین. يعتمد البحث الحالي علی المنهج الوصفي التحلیلي المقارن، وذلك بهدف تقديم معادل مناسب للترکیب القرآني "غضبان أسفا"، وفق الدلالات البنیوية والصرفیة والدلالیة، ويحاول أن يتناول الدلالات المعجمیة والصرفیة لهاتین المفردتین القرآنیتین، وأن يتطرق إلی دراسة هذا الترکیب القرآني في أشهر الترجمات الفارسیة المعاصرة للقرآن الكريم، منذ بداية القرن الهجري الحالي حتی يومنا هذا، وأن يعرض معادلاته، ساعیا إلی تحديد الترجمة الأد ق والأقرب إلی معنی هذا الترکیب. وقد خلصت نتائج هذا البحث إلی أ ن کلمتي "غضبان" و"أسفا" تعتبران صفة مشبهة من حیث البنیة الصرفیة، وتتمیزان بمعنی الشدة؛ ولذلك، ينبغي علی مترجمي القرآن الكريم أن ينتبهوا إلی دلالة بنیتیهما الصرفیة ودلالتهما علی الشدة، بالإضافة إلی ملاحظة المعنی اللغوي والترکیب النحوي. وبنا ء علی النتائج التي تم التوصل إلیها في هذا البحث، فإن حوالي ٤2 % من المترجمین المعاصرين للقرآن الكريم إلی اللغة الفارسیة لم يوفقوا في تقديم معادلات مناسبة للبنیة الصرفیة لهذا الترکیب القرآني. وبالإضافة إلی ذلك، وبالنظر إلی استخدام هذا الترکیب القرآني في سورتي في الآية 1٥0 من الأعراف والآية 8٦ من سورة طه، فإن حوالي 2٥ % من مترجمي القرآن الكريم لم يتمكنوا من تقديم معادل موحد لهذا الترکیب القرآني. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| القرآن الكريم؛ الترجمة الفارسیة للقرآن؛ التراکیب الصرفیة؛ الصفة المشبهة؛ "غضبان"؛ "أسفا" | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نظراً لاهتمام المجتمع القرآني الخاص بترجمات القرآن الكريم، وخاصة في القرن الرابع عشر، فقد كتبت العديد من المقالات حول موضوع النقد والتعريف بترجمات القرآن الكريم، والتي كانت فريدة من نوعها في جميع فترات تاريخ الترجمة الفارسية للقرآن الكريم والتي تمتد إلى 1400 عام. إن كتابة نحو ألف مقال في نقد هذه الترجمات والتعريف بها، وتأليف عشرات الكتب، وإصدار عدة مجلات متخصصة في مجال ترجمة القرآن الكريم، ما هي إلا جزء من هذه الحركة البحثية القرآنية في التاريخ المعاصر، مما يدل على الاهتمام الكبير الذي يحظى به المجتمع الإسلامي. وهذا الجزء المهم من علوم القرآن يبشر بظهور تراجم عظيمة وخالدة في المستقبل البعيد أو القريب (آشوري تلوكي، 1400هـ .ش، ص 175). ومن بين هذا الکم الهائل من المقالات، فإن التراكيب الصرفية ودورها الفريد في فهم مراد الله من نزول كلمات القرآن الكريم، لم تتم دراستها بالقدر الذي تستحقه. ومن بين البنى الصرفية، سيكون لموضوع المشتقات وفهم الباحثين للمادة وصيغة الكلمة المشتقة أثر كبير في ترجمة القرآن الكريم وتفسيره. ومن بين المشتقات الصرفية، فإن الصفة المشبهة تبدو في غاية الأهمية. وفي الواقع فإن ما يميز الصفة المشبهة عن غيرها من المشتقات هو اختلاف وتنوع معانيها ووظائفها. والواقع أن التراكيب المختلفة للصفة المشبهة في اللغة العربية ليس لها نفس الوظيفة وأحيانا تختلف عن بعضها البعض تماماً (السامرایي، 1428هـ، ص 65-91). ولذلك ينبغي عند ترجمة كلمات القرآن الكريم التي جاءت بصيغة الصفة المشبهة الانتباه إلى هذه النقطة المهمة، في حين يبدو أن هذه المسألة لم تحظ کما يجب باهتمام الباحثين القرآنيين. إن ترکیب "غضبان أسفا" القرآني الذي ورد في موضعين من القرآن الكريم كلاهما یتحدث عن نبي الله موسى، ووفقا للتركيب الصرفي للكلمتين اللتين وردتا على شكل صفة مشبهة، یتضمن هذا الترکیب دلالات دقیقة ينبغي الانتباه إليها من قبل مترجمي القرآن الکریم. وبناء على ذلك فقد قام بعض المترجمين للقرآن الكريم بترجمته دون النظر إلى بنية هذا التركيب القرآني، أو أنهم ترجموه في الموضعين بترجمتین مختلفتین، وهو ما يُعَدّ خطأ فادحاً لا يمكن غض الطرف عنه. يهدف هذا البحث إلى دراسة التركيب القرآني "غضبان آسفا" في أشهر الترجمات الفارسیة المعاصرة للقرآن الکریم منذ بدایة القرن الهجري الحالي ولحد الآن وفقا لبنيته الصرفية التي هي على شكل صفة مشبهة. ويتناول البحث في مرحلته الأولى بيان دلالة وزني "فَعْلان" و"فَعِل" في الصفة المشبهة، وتحقيق أفضل ترجمة لهذا التركيب وذلك حسب بنيته الصرفية ومن ثم تقييم المترجمين المعاصرين للقرآن الكريم واختيار الترجمة الأدق لهذا التركيب القرآني. وفي النهاية سيتم الإجابة عن هذین السؤالین: أولا، ما هي الوظائف التي يقوم بها الوزنان "فَعْلان" و"فَعِل" في الصفة المشبهة ؟ وثانياً: إلى أي مدى تمكن مترجمو القرآن الكريم من تقديم معادل أكثر دقة لتركیب "غضبان آسفا" بحسب معناه ووظائفه؟
مما لا شك فيه أن ترجمة القرآن الكريم وتقديم معادل مناسب لمفردات القرآن يمكن اعتبارها من أهم اهتمامات علماء القرآن وباحثوه في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق تمت كتابة العديد من المقالات والرسائل العلمية من أجل الوقوف على مدى دقة مترجمي القرآن الكريم في تقديم المعادل المناسب لكلمات القرآن الكريم منها: - مقال للمؤلفين گلي، فاطمة ؛ شكراني، رضا وابن الرسول، سيد محمد رضا (2013م) بعنوان "دلالة مفردة "بين" في القرآن ومعادلها في اللغة الفارسیة(بمنهج نحوي)"، قدم في المؤتمر الدولي الثامن لجمعية اللغة الفارسية وآدابها في محافظة زنجان. تناول الباحثون في هذا المقال دلالة الكلمة القرآنية "بين" وتوصلوا إلى ترجمة واضحة ومعبرة لهذه الكلمة القرآنية استنادا إلى القواعد النحوية وعلاقات المجاورة والاستبدال. - مقال: للمؤلفة تاج آبادي، فرزانة (2018م)، "تحليل تحديات معادلة أسماء الحسني في الترجمات الفارسية للقرآن الكريم" منشور في مجلة دراسات ترجمة القرآن والحديث، العدد 11. تمت في هذا المقال دراسة التحديات التي واجهها المترجمون في مقارنة أسماء الله الحسنى في اللغة الفارسية، وتبين نتائج البحث أن مترجمي القرآن الكريم في مقارنة هذا الترکیب في 11 من أصل 43 حالة تم فحصها خالفوا مبادئ وأساسيات الترجمة. - مقال: ميرابوالحسني، رضا؛ شكراني، رضا (2013م) "دراسة ونقد معادل "أصبح" مع الفعل المضارع في الترجمات الفارسية للقرآن الكريم" الذي نشر في شتاء 2013م في العدد الرابع من مجلة "فنون أدبي". في هذا المقال، ومن خلال دراسة المعنى البنيوي لفعل "أصبح" في القرآن الكريم، يسعى المؤلفون إلى تقديم معادل مناسب له في اللغة الفارسية. - أطروحة: ملكوتي، سيد سعيد (1379هـ.ش) "نقد وتحليل معادل المفعول المطلق في الترجمات الفارسية للقرآن الكريم" بإشراف الأستاذ الدکتور فشاركي محمد علي والتي تمت مناقشتها بجامعة تربيت مدرس. وقد عرض الباحث في هذه الأطروحة الأنماط المناسبة في ترجمة المفعول المطلق المؤكد والنوعي والعددي، وقد تناول في الفصل الأخير معادلات أقسام المفعول المطلق في ترجمات مختارة للقرآن الكريم. - رسالة: توكلي، محسن (١٣٨٩ هـ.ش) "دلالات نحوية "إن وأن في القرآن الكريم ومعادلهما بالفارسية" تحت إشراف الأستاذ الدکتور شكراني رضا، كتبت في جامعة أصفهان وفي قسم علوم القرآن والحديث". يرى الباحث في هذه الرسالة أن على مترجم القرآن الكريم أن يسعى أولاً إلى الحصول على رؤية واضحة لهاتين الكلمتين ومعرفة الترجمة التي يجب أن يقدمها في كل حالة من هذه الحالات حتى تكون ترجمته صحيحة وقريبة إلى مفهوم آیات القرآن الكريم. ومن بين حجم الرسائل والمقالات التي تم عرض بعض منها، ورغم أن عدة مقالات انتقدت أيضًا ترجمة القرآن الكريم من منظور علم الصرف، إلا أنه لا يزال دراسة المعادلات القرآنية مع التأكيد على الدلالة الصرفية للألفاظ القرآنية قد أهمل من قبل كثير من المترجمين وعلماء القرآن. وبناء على ذلك، لم يتم العثور على أي بحث يدرس الترکیب القرآني "غضبان أسفا" من خلال النظر إلى دلالته الصرفية.
ولا بد من الإشارة إلى أنه في العالم العربي تم الاهتمام بشكل خاص بدور الدلالات الصرفية في معاني الكلمات، ويمكن أن نذكر منها الأبحاث التالية: - رسالة الماجستیر: زياد سلطي نهار مستريحي (2003م) "الصفة المشبهة في القرآن الكريم دراسة نحوية صرفیة دلالية" تمت مناقشتها في جامعة اليرموك الحكومية بالأردن. وقد رتب رسالته في مقدمة وثلاثة فصول. وقد قام الباحث في هذا البحث بدراسة معاني الصفات المشبهة ودلالاتها في القرآن الكريم. - مقال: " علي، نور مبارك عبد القادر وبشیر، مبارک حسين نجم الدين" (2020م) "الدلالة الصرفية لمشتقات الأسماء في سورة البقرة" في مجلة العلوم والبحوث الإسلامية والتي تتناول مشتقات الأسماء المشتقة في سورة البقرة ويبحث معاني كل منها وقد صور تأثيرها في تفسير القرآن. وعلى الرغم من الأبحاث المذكورة أعلاه، فإن تركيب "غضبان أسفا" القرآني لم يدرس في العالم العربي من حيث بنيته الصرفية.
استخدم هذا التركيب القرآني مرتین في القرآن الكريم والذي یُعبّر عن واحدة من أهم المقاطع في حياة النبي موسى وكيف عاد من مناجاة الله تعالى من جبل الطور إلى بني إسرائيل. وتصوّر آيات سورة الأعراف150:7 وطه86:20 قصة ذهاب موسى إلى مكان الاجتماع مع عدد من ممثلي بني إسرائيل ومن ثم اختیارهم عجلا للعبادة من قبل بني إسرائيل أثناء غيابهم وذهاب موسى إلى جبل الطور ليحصل على وصايا عدیدة من التوراة ويرافقه مجموعة من بني إسرائيل في هذه الرحلة حتى تنكشف لهم فيها حقائق جديدة عن معرفة الله والوحي في هذه الرحلة الإلهیة. لكن في هذا اللقاء امتدت تجليات الرب الروحية من ثلاثين ليلة إلى أربعين ليلة بناءً على المصلحة الإلهية. لكن المجالات المختلفة التي كانت موجودة بالفعل بين بني إسرائيل ترکت أثرها. أدرك الرجل السامري هذا الانحراف، فاستخدم الأدوات فصنع عجلًا ودعا الناس إلى عبادته. وعلى كل حال ففي نفس الملتقى قال الله تعالى لموسى ﴿قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ﴾ (طه86:20) وفي هذه اللحظة عاد موسى إلى قومه في حالة من الغضب والحزن الشديدين. هذه الحالة التي عاشها النبي موسى عندما عاد من جبل الطور إلى قومه، والتي وردت في سورتي (الأعراف150:7) و(طه86:20)، أنزلها الله تعالى بصفة "غضبان" و"أسف": ﴿ولما رجع (فرجع) موسی إلی قومه غضبان أسفا ...﴾. وتجدر الإشارة إلى أن كلتا الكلمتين في هذا التركيب القرآني، إحداهما على وزن "فَعْلان" والأخرى على وزن "فَعِل"، قد نزلتا وفق البنية الصرفية للصفة المشبهة، وسوف نستعرض أكثر الوظيفة الدلالية لهذین الوزنین.
هذه الكلمة مشتقة من جذر "غ ض ب" الذي يعني "الغضب والمرارة" ويستعمل مقابل "الرضا والعفو" (ابن منظور، 1414هـ، ج1، ص 649-648؛ ابن دريد، 1987م، ج1، ص 354). ويرى صاحب معاجم اللغة أن لهذه الكلمة أصلا يدل على الشدة والقوة، وفي الحقيقة هذه الكلمة تعني الحجر الصلب. ولهذا سميت هذه الحالة النفسية بالغضب، لأن الإنسان في هذه الحالة يصل إلى الحد الأقصی للغضب وعدم الرضا. ويرى أن درجة "الغضب" أعلى بكثير من درجة "السخط" (ابن فارس، 1401هـ، ج4، ص 428). وأشار الزبيدي أیضا إلى أحد مكونات الغضب وهو الانتقام بقوله: "إن غليان دم القلب للانتقام يسمى الغضب" (الزبيدي، 1994م، ج2، ص 289). ومن جهة أخرى ينبغي أن نعلم أن هذه الكلمة تستعمل للمخلوق والخالق معاً. فالغضب في الخلق يعتبر من الصفات اللاأخلاقية، إلا أن الغضب المحمود یوجد أیضا في دين الإسلام. فقد تكررت هذه الكلمة ومشتقاتها 24 مرة في القرآن الكريم، تحدثت 18 آية منها عن غضب الله تعالى على قوم عاد وفرعون وبني إسرائيل. والغضب المنسوب إلى الله تعالى على عباده في هذه المجموعة من الآيات تعني عدم رضاه عنهم وبالتالي معاقبتهم (الطريحي، 1985م، ج2، ص133). كما أنه من حالات استخدام كلمة الغضب في القرآن الكريم وردت حالة واحدة منها بصيغة اسم الفاعل في باب مفاعلة "مغاضبا" عن النبي يونس في الآية 87 من سورة الأنبياء: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ...﴾ ووردت مرتین أيضا بصيغة الصفة المشبهة "غَضْبان" في الآية 150 من سورة الأعراف: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ...﴾، والآِیة ال86 من سورة طه: ﴿فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا...﴾، ووردت حالة واحدة بصيغة المصدر عن النبي موسى في سورة الأعراف و تحدیدا في الآیة الـ 154: ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ...﴾ کما وردت مرة واحدة بصيغة الفعل الماضي في بیان صفات المؤمنین وذلك في سورة الشورى الآیة الـ 37: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ ووردت مرة واحدة بصیغة اسم المفعول «المغضوب» وذلک في الآية السابعة من سورة الحمد: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
للصفة المشبهة في اللغة العربية وظائف مختلفة، وتختلف هذه الوظائف باختلاف أوزانها. ولذلك فإن هذه الصفة لا تعني الثبات والديمومة والاستمرارية إلى الأبد. يذكر فاضل صالح السامرائي في كتابه معاني الأبنیة في العربية في أوزان الصفة المشبهة ثلاثة دلائل على أن بعض أوزان الصفة المشبهة لها معنی الثبوت والاستمرار، وبعضها لا تكون فيها هذه المیزة، وبعضها تتمتع بدرجة من الثبوت والاستمرار (السامرائي، 1428هـ، ص67). ووزن (فَعْلان) هو من الأوزان التي لا تدل على الاستمرارية ولا علی الثبوت، بل تشير إلى حدوث صفة وتجددها (الحملاوي، 1426هـ، ص 78). وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا الوزن يعبر أيضاً عن کثرة الصفة وشدتها (أبو البقاء الكفوي، بيتا، ص192). "وقد جاء في لسان العرب أن كلمة "غاضب" تعني من يغضب سريعا أو یغضب شديدا "وغَضْبانُ: يَغْضَبُ سريعاً، وقيل: شديد الغَضَب" (ابن منظور، 1414هـ، ج1، ص 649). وقال صاحب تفسیر الكشاف والزجاج في كتابه عن تفسیر"الرحمن الرحيم" عند الإشارة إلى قاعدة "زيادة المباني تدل على زيادة المعاني": المبالغة في كلمة "الرحمن" أكثر من "الرحيم"، وکغضبان الممتلئ غضبا (الزمخشري، 1367هـ، ج1، ص 34؛ الزجاج، 1998م، ج1 ، ص 43). يضاف إلى ذلك أن بناء (فَعْلان) في الصفة المشبهة تدل على الحرارة الداخلية وفيضان الصفة في الشخص (الاسترابادي، 1996م، ج 1، ص 144؛ سيبويه، 1411هـ، ج 4، ص 1؛ الطباطبائي، ١٣٩٠هـ.ش، ج ١٤، ص ١٩١) مما يؤكد علی دلالة الشدة فيه. وبالإضافة إلى المصادر اللغوية والأدبية المذكورة أعلاه، فإن كتب التفسير أيضاً تشهد بذلك. كما انتبه معظم مفسري القرآن الكريم إلى دلالة بناء (غَضْبان) فعبروا عنها بألفاظ مثل: شدید الغضب، وشدة الغضب، وغيرها، تحت الآيتين المذكورتين في سورتي الأعراف وطه (أبوعبیدة، 1381هـ، ج1، ص 228؛ الطبراني، 2008م، ج3، ص 197؛ أبوحیان الأندلسي،1420هـ؛ ج5، ص380؛ النسفي، 1376 هـ.ش، ج1، ص320؛ الطبري، 1412 هـ.ش، ج 9، ص 44؛ قمی مشهدی، 1368 هـ.ش، ج5، ص 185 و...). ورغم أن بناء (فَعْلان) هو من أوزان الصفة المشبهة، إلا أنها يمكن اعتبارها أيضا من أوزان المبالغة. ولذلك اعتبره بعض المفسرين مبالغة وکلمة (غضبان) مبالغة في الغضب (أبوحیان الأندلسي، 1420هـ، ج4، ص 395؛ الطبري، 1412هـ، ج18، ص 350؛ الثعالبي، 1418هـ، ج 3، ص 78). وبحسب ما سبق فإن المعادل الفارسي لكلمة غضبان في الآيتين الکریمتین 150 من الأعراف و86 من طه، يجب أن يدل على شدة أو كثرة صفة الغضب في النبي موسى، وبالتالي على المترجم الفارسي أن یأتي بمعادل فارسي یغطي هذه الدلالة البنيویة الصرفیة.
قال تعالى في سورة الأعراف في وصف النبي موسى عندما خرج إلى قومه بعد أن ناجی ربه: ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا...﴾ (أعراف150:7) واللافت للانتباه أن هذا التعبیر استخدم مع تغيير طفيف أيضا في سورة طه الآية 86 ﴿فرجع موسی إلی قومه غضبان أسِفا﴾ فعلی هذا ورد هذا التعبیر مرتین في القرآن الکریم. أما بخصوص ترجمة كلمة "الأسف" في الجملة السابقة فلا بد من الإشارة إلى نقطتين: النقطة الأولى تتعلق بترجمة كلمة "أسِف". يرى ابن فارس أن لها أصل واحد تدل على ضياع الشيء. لذلك يحدث الحزن والأسى في الإنسان بعد فقد شيء ما وترکه. حيث إن هذه الصفة تطلق على الأرض أيضًا في اللغة العربية، والأرض التي لا يزرع فيها الزروع تسمى "أرض أسیفة أو أرض أسافة" وذلك لأن هذه الأرض قد فقدت زرعها (ابن فارس، 1401ق، باب الهمزة والسین ومایثلثهما). ولهذا السبب ربما كان سر استخدام هذه الكلمة في الآية التي تمت مناقشتها وحزن النبي موسى هو ترك بني إسرائيل أوامر الله سبحانه وتعالی. في المقابل، يرى بعض اللغويين، ومنهم الخليل بن أحمد الفراهيدي، أن كلمة "أسَف" تعني "الغضب" و"الحزن" وذلك أن هذا الندم إذا كان من العالي إلی الداني يسمى "غَضَبا" وإذا كان من الداني إلی العالي فإنه يسمى "أسَفَا" وأخيراً فسر كلمة "الأسِف" في الآية المعنية على أنها تعني الحزن الشديد (الفراهيدي، 1409هـ، ج 7، ص 311). كما فسر صاحب كتاب لسان العرب هذه الكلمة على أنها مبالغة في الحزن والغضب (ابن منظور، 1414هـ، ج 9، ص 5). 1-5. دلالة بناء "فَعِل" في اللغة العربية تكمن أهمية النقطة الثانية في بنية مفردة "أسِفا"، فمما لا شك فيه أن جزءًا من المراد الاستعمالي بل المراد الجدي لله تعالى يدخل في بنية كلمات القرآن الكريم المنزلة. وقد وضع الدکتور فاضل السامرائي هذا الوزن ضمن أوزان الصفات المشبهة بالفعل، ومن ثم تناول دلالة وزن "فَعِل" وبالتالي توصل إلی أن هذا البناء لا يدل على الاستمرارية بل يدل على الهیجان والشدة (السامرائي، 1428هـ، ص72-73). ونتيجة لذلك فإن تضمین دلالة الشدة في ترجمة كلمة "أسِف" بالإضافة إلى معناها الحرفي، فإنه بلا شك سیقدم معنى أكمل للمخاطب. وغني عن القول أن بعض اللغويين قد ذكروا أيضًا في كتبهم أن هذه الكلمة تدل على الحزن الشديد (ینظر الفراهیدي، 1409ق، ج7، ص311؛ ابن منظور، 1414ق، ج9، ص5؛ الطریحي، 1985م، ج5، ص23). وكذلك مفردات القرآن (الراغب الاصفهاني، 1412ق، ص 76) وابن قتيبة 1411هـ ص 149 في كتابه تفسير غريب القرآن والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (القرطبي، 1364، ج 7، ص 287) وكذلك بعض كتب إعراب القرآن الکریم (الشیخلي، 1427هـ، ج3، ص 642؛ الفوزان، 1998م، ج9، ص 44؛ و...) أشاروا جمیعا إلی مفهوم الشدة في كلمة "أسِفا". ومن ناحية أخرى، عندما ننظر إلى تفاسیر الفریقین، يمكننا أن نرى بوضوح أن هؤلاء المفسرين، على الرغم من ذكر دلالات مختلفة لهذه الكلمة القرآنية، إلا أنهم اختاروا معنى الشدة كأحد الاحتمالات أو كخيارهم النهائي وصرحوا به. فالشيخ الطوسي في تفسیره بعد نقله عن ابن عباس وقتادة والسدي يفسر كلمة "أسِف" بمعنى حزين، لكنه في النهاية يفضل دلالة الشدة في هذه الكلمة فيكتب: "الأسَف أشد الغضب" ( الطوسي، د.ت، ج 7، ص 197)؛ ويختار صاحب تفسير الكشاف معنى الشدة لهذه الكلمة: "الأسِف شدید الغضب" (الزمخشري، 1407هـ، ج3، ص 82)؛ ويختار صاحب البحر المحيط أيضًا نفس الاحتمال فيكتب: "الأسَف أشد الغضب" (أبوحیان الأندلسي، 1420هـ، ج7، ص 367). كما ينسب صاحب كتاب تفسير كتاب الله العزيز معنى الشدة في كلمة "الأسِف" إلى الحسن البصري ويكتب في معنى هذه الكلمة: "قال الحسن: الأسِف شدید الغضب" (هواری، 1426هـ، ج3، ص 40). إضافة إلی ما ذکرناه فإن أصحاب التفاسیر التالیة انتبهوا إلی هذه الملاحظة وصرحوا بدلالة الشدة في اللفظ المذكور، أو ذكروه على الأقل كأحد الاحتمالات التفسیریة لهذه الکلمة، أو اختاروه کرأي تفسيري لهم: التفسیر الکبیر (الفخر الرازی، 1420هـ، ج22، ص87)، روح المعانی (الآلوسی، 1415هـ، ج8، ص 554)، تفسیر الجلالین (المحلی و السیوطی، 1416هـ، ص 320)، روح البیان (حقی برسوی، د.ت، ج5، ص414)، مدارک التنزیل وحقائق التأویل (النسفی، 1416هـ، ج3، ص96)، الوجیز في تفسیر الکتاب العزیز (الواحدی، 1415هـ، ج2، ص 702)، النکت والعیون (الماوردی، د.ت، ج3، ص 417). فخلاصة القول أن بناء هذه المفردة أي "أسفا" یدل علی الشدة إضافة إلی معناه اللغوي وهو الحزن والأسف. فعلی المترجم أن یراعي معناه اللغوي والدلالي معا لینقل المعنی الکامل لهذه المفردة.
أما في هذا الخصوص فقد اختلف المفسرون حول كلمتي "الغضب والأسِف"، فعلی هذا الأساس :
ويرى المفسرون المتأثرون بالمعاجم اللغوية أن في معنى الغضب وحقيقته، تدفق دم القلب وذلک بسبب الانتقام من شخص ما أو شيء ما وفي هذه الحالة إذا كان هذا الغضب تجاه من هو أدنى سمي غضباً کغضب موسى على قومه بسبب أفعالهم وإذا كان تجاه من هو أعلى رتبة سمي أسفاً کأسَفه بسبب مخالفتهم أمر الله وعصیانه.[1] وقد ذهب البعض إلى احتمال أن تكون هاتان الكلمتان بنفس المعنى وأنهما مترادفتان، ويرون أنه من باب التأكيد تم تكرار مترادفين بنفس المعنى (الکاشاني، 1340 هـ.ش، ج4، ص114؛ الطبرسی، 1372 هـ.ش، ج4،ص741). وقد رفع الألوسي هذا القول ونسبه إلى أبي مسلم (الآلوسي، 1415هـ، ج 5، ص 62). وعلى هذا فإن كلمة ( أسِفا ) في دورها النحوي ليست حالا ثانياً لذي الحال وهو موسى بل يجب اعتبارها بدلاً. ويكتب المدرسي أيضًا في الوجه الفارق بين الغضب والأسِف: ويبدو أن الغضب هو رفض قوي لقبول شيء ما مع القيام بشيء لتغييره وتصحيحه، بينما الأسِف يعني رد فعل نفسي على حدث حدث عن طريق الخطأ. ولذلك فإن غضب موسى كان بسبب سوء فهمهم وقلة وعيهم ويقظتهم، وبتصرفاته كان يحاول تغيير هذا الوضع كما کان أسَف النبي موسى على قومه لما أصابهم من انحراف وضلال في أمر دینهم (المدرسی، 1419ق، ج3، ص452). وبناءً على هذا، يبدو أنه لوجود كلمة غضبان في هذه الآية والتي تعني الغضب والسخط على من هو أدنی منه (یعني قوم بني إسرائیل) ، فإن كلمة أسِف ينبغي أن تفسر بمعنى الحزن والندم لیدل علی تأسّفه على أمر ببالغ الأهمیة كمخالفة أوامر الله وأحكامه من قبل قوم موسى، مما سبب له حزناً شديداً. ومن ناحية أخرى، فإن الغالبية العظمى من مفسري القرآن الكريم فيما یخص معنى كلمة الأسِف واختلافها مع كلمة الغضَب في هذا الترکیب القرآني "غضبان أسِفا"، قد ردوا هذه الكلمة إلى الحزن ولیس الغضب، الذي سيتم الإشارة إليه أدناه (الطوسي، د.ت، ج7، ص197؛ الزمخشري، 1407ق، ج3، ص 82؛ و ...).
لقد ورد الترکیب القرآني "غضبان أسفا" في سورتي (الأعراف150:7وطه86:20)، حالا وصاحب الحال أو ذوالحال في کلا السورتین هو ضمیر یعود إلی کلمة موسی. ومن الضروري أن نشیر إلی هذه الملاحظة وهي أن الحال باعتبار تعدده ینقسم إلی قسمین: أ: الحال المفردة: في هذا القسم، الحال واحد وصاحبه واحد أیضا کـ: "شرح المعلم الدرس واقفا". في هذا المثال یعتبر "واقفا" حالا وصاحبه "المعلم" وکلاهما واحد. بـ: الحال المتعددة: وفي هذا القسم تتعدد الحال ویسمی بـ "الحال المتداخلة" أیضا وباعتبار تعدد صاحب الحال وعدمه سینقسم إلی قسمین: الأول: یتعدد الحال وصاحبها واحد کهذا الترکیب القرآني "فلما رجع موسی إلی قومه غضبان أسفا" (عباس حسن، 1428هـ، ج2، ص 390). الثاني: یتعدد الحال ویتعدد صاحبها. وفقا لما تبین أعلاه فان حالتي الغضب والأسف في هذا الترکیب القرآني تعودان إلی موسی. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن من بين الحالین المذكورین في التركيب القرآني -أي: غضبان أسفا-، تُعَد کلمة "غضبان" حالا منتقلة بمعنی أنه عارض غير ثابت، لكن "أسفا" هي حال ثابتة بمعنى أنها ثابتة لصاحب الحال، وهي موجودة ما دام صاحب الحال موجوداً.[2] وربما يمكن القول إن هذا الادعاء يمكن اعتباره من وجهين: أحدهما: الدلالة الصرفیة الموجودة في بناء "فَعِل" مضافا إلى ما ذكر، وذلك إثبات هذه الصفة في صاحبها، والذي أشار إليه بعض المفسرين والمفكرين الإسلاميين،[3] والوجه الآخر هو الآية 154 من سورة الأعراف، ففي هذه الآیة أخبرنا الله عزوجل عن تهدئة غضب موسی دون الإشارة إلی تهدئة أسفه ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ...﴾ و ذلک بعد وصف حال موسی عندما رجع من جبل طور وکلامه مع أخیه هارون باستخدام ترکیب "عضبان أسفا" في الآیة الـ 150 من سورة آل عمران. ولذلك فإن أسف موسى على عدم تنفيذ الأمر الإلهي واختيار قومه العجل السامري إلهاً كان یرافقه دوماً في حیاته، ويبدو أن هذا الحدث لم يمح من ذهنه أبداً. ونظرا لاستخدام وصف التهدئة لغضب موسی وعدم استخدامه لأسفه، یمکن الالتفات إلی هذه الملاحظة وهي أن أسف موسی لم یهدأ أبدا بخلاف غضبه ولذلك ربما يمكن دراسة عبارة "با اندوهی بی پایان" لترجمة كلمة "أسفا" بالفارسیة باعتبارها الترجمة المختارة لهذه الكلمة والتي یراعی فیها إضافة إلی معناها الدلالي دلالتها الترکیبیة. ومن ناحية أخرى، ربما يمكن القول إن سر تقدم الغضب على الأسف هو أن الغضب وإن كان شديدا إلا أنه عابر ويختفي سريعا، على عكس الحزن الذي ليس عابرا وسيبقى مع الإنسان إلى وقت طويل بل وإلی الأبد أحیانا. وکذلک یمکن اعتبار الترکیب القرآني "غضبان أسفا" حالا مقارنة وسببیة في نفس الوقت لأن المفسرین صرحوا بأن الله تبارک وتعالی أخبر موسی بما جری في قومه من عبادة العجل وعصیان أوامر الله في جبل طور فلأجل ذلك رجع موسی إلی قومه غضبان أسفا[4] (الطبرسی، 1372ش، ج4، ص 741؛ الفخر الرازی، 1420ق، ج15، ص371؛ القرطبی، 1364ش، ج7، ص 287؛ البقاعي، ج3، ص115؛ ابن عاشور، 1420ق، ج8، ص 296؛ الطباطبائی، 1390ق، ج8، ص250؛ و...).
لقد أظهر المترجمون الفرس المعاصرون للقرآن الكريم أداءً مختلفاً في عرض ترجمة كلمة "غضبان" في الآيتين اللتين تناولهما هذا البحث. معادلات مثل "خشمگین، خشمناک، غضبناک، به حال خشم، با حالت خشم، با خشم و اندوه، خشم آلود" قد تم تقدیمها من قبل مترجمي القرآن الكريم لكلمة "غضبان". وقد قدم بعض المترجمین معادلا موحدا لكلمة "غضبان" لكلتا الآيتين. ومن بين المترجمين السبعة عشر الذين تمت دراسة ترجمتهم في هذه المقالة، فإن خرمشاهي، صلواتي، مكارم الشيرازي، أستادولي، مشكيني، أنصاريان، رضائي، ومعزي ينتمون إلى هذه الفئة، والذين يشكلون حوالي 45% من المجموع. ومن ناحية أخرى فقد تم اختيار معادلات مثل: "اندوهناک، اندوهگین، أسفناک، غمگین، متأسف، بسیار اندوهناک، به حال تأسف، با حالت تأسف، افسوس خوران، با اندوه" من قبل مترجمي القرآن الكريم لكلمة "أسِفا". ومع ذلك، فإن 40% فقط من المترجمين و هم خرمشاهي، غراب، پاینده، صلواتي، مكارم الشيرازي، أستادولي، رضائي اختاروا معادلا موحدا لمفردة "أسِفا" في كلتا الآيتين.
للتعبير عن الشدة في الأسماء، في اللغة الفارسية بالإضافة إلى استخدام القیود مثل "شدت، شديد، و..." يتم أيضًا استخدام لاحقات کـ"گين" و"ناك". إنّ لاحقة "ناك" کـ " خشمناک، اندوهناک، ترسناک، دردناک و ..." في اللغة الفارسية هي إحدى اللواحق التي يختلف الباحثون والعلماء في أصلها ولا يشك البعض في أن هذه اللاحقة هي إحدى اللواحق التي وصلت اللغة الفارسية الحديثة من اللغات الإيرانية الوسطى ويعتقدون أن هذه اللاحقة دخلت اللغة الفارسية من اللغة البهلوية. لكن الرواقي، أحد اللسانیین المشهورین في اللغة الفارسية، يرى أن هذه اللاحقة مشتقة من بنية اللغة الصغديانية، وقد استخدمت في الكتابات والأناشید المتبقیة من القرن الرابع إلى القرن الثامن الهجري في بلاد ماوراء النهر (رواقی، 1383ش، ص 452). هذه اللاحقة بجانب اسم الذات لها نفس الوظيفة التي تتکفل بها مع اسم المعنی والصفة وجذر الفعل. في نصوص بلاد ماوراءالنهر القديمة والجديدة، يعد اسم الذات + اللاحقة "ناک" أحد الفئات الأكثر استخدامًا (المرجع نفسه). ولكن فيما يتعلق بمعناها، ينبغي القول أن هذه اللاحقة غالبًا ما تعبر عن أمور مکروهة لدی الإنسان. والمعنى السائد والعام لهذه اللاحقة هو الاتصاف بشيء أو بصفة ما. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تستخدم هذه اللاحقة للتعبير عن مفهوم الاندماج والامتلاء في الصفة (پروشانی، ایرج، 1375هـ.ش، ص 36). وفيما يتعلق بمعنى هذه اللاحقة يرى الرواقي أن من دلالاتها أنه عندما يتم الجمع بين "الاسم + ناک" تتحول إلی الصفة، وهي في هذه الحالة تدل على الاتصاف والشدة (رواقی، علی، 1396هـ.ش، پسوند "- ناک" در زبان فارسی، سایت راسخون). يعتقد خسرو فرشيدورد أيضًا في کتابه "فرهنگ پیشوندها و پسوندهای فارسی" (قاموس السوابق واللواحق في اللغة الفارسية) أن اللاحقة "ناك" هي لاحقة نشطة تشير إلى الملكية والاتصاف وتربط نهاية الاسم أو الصفة أو جذر النعت لتكوين صفة. ويرى أنه رغم أن البعض يظن أن هذه اللاحقة لا تستخدم إلا في العيوب والأمراض والأقذار، إلا أن الأمر ليس كذلك، كما أنها تدل بالإضافة إلى الحالات المذكورة على الاتصاف والامتلاء (فرشیدورد، 1400هـ.ش، ص 412). لهذه اللاحقة مكانة خاصة في شعر الشعراء الإيرانيين المشهورين. فعلى سبيل المثال جاء في قصيدة سعدي (السعدي، 2013م، الباب الرابع في التواضع، القسم السادس، ص408) ما يلي: یکی بیخود از خشمناکی چو مست یکی بر زمین می زند هر دو دست[5] کما ورد في دیوان حافظ الشیرازي (حافظ، 1398هـ.ش، غزل شماره 161، تصحیح غنی و غزوینی، ص109): غمناک نباید بود از طعن حسود ای دل شاید که چو وابینی خیر تو در این باشد[6] ومن جهة أخرى فإن لاحقة "گين" هي لاحقة أخيرة تفيد في معنى الإسناد إلى الشيء وامتلاكه، ولا تستخدم إلا في ترکیب، مثل: خشمگین، شرمگین ونحو ذلك. ولذلك فإن "شرمگین" يعني الاتصاف بالخجل أو ممتلئ خجلا، و"خشمگین" يعني الممتلئ غضبا (معین، 1381هـ.ش، ج2، ص 1518). إضافة إلى ذلك فإن هذه اللاحقة التي انتقلت إلى اللغة الفارسية الحديثة مع مرور الزمن وتحول اللغة الساسانية البهلوية، تستخدم للتعبير عن الاختلاط والتشابه والتبعية وغيرها. ولذلك فإن کلمة "زرگین" يعني المغموسة بالذهب، وکلمة "خشمگین" يعني الممتلئ غضبا (ناصر انقطاع، 1391 هـ.ش، ص 826). كما أنه على الرغم من أنها في اللغة الفارسية لاحقة شبه نشطة للاتصاف والامتلاء، إلا أنها تستخدم أحيانًا ككلمة، وليس كلاحقة، والتي تستخدم في هذه الحالة بمعنى الامتلاء. (فرشیدورد، خسرو، 1391هـ.ش، ص 311). يعتقد فرشیدورد أن اللاحقة "گن وگین" قد تدل علی الاتصاف ومثاله في الأشعار الفارسیة هو: سعدی نرسد بیار هر گز کاو شرمگن است و یار ساده[7] (السعدي، 2013م، غزل رقم493، ص847) وبناء على ما تقدم فإن لاحقتي "گين" و"ناك" كلاهما تستخدمان للتعبير عن الاتصاف، كما أن لهما معنى الاختلاط والامتلاء. لذلک فان مفردتي"خشمناک" و"خشمگین" في اللغة الفارسية تستخدمان لمن اختلط غضبه بلحمه وامتلأت روحه غضبا. لذلك يمكن أن تكون هاتان الكلمتان ترجمة جيدة لكلمة "غضبان" التي تعبر عن المعنى الحرفي والدلالة الصرفیة التي تدل علیها الصفة المشبهة في هذه الكلمة.
وبناء على ما سبق فإن الترجمات المعاصرة للقرآن الكريم لتركیب "غضبان أسفا" ينبغي أن تحتوي على دلالة الشدة التي تکمن في بنية الصفة المشبهة في الكلمتين المذكورتين. ولهذا الغرض وبهدف التعرف على أفضل ترجمة معاصرة للقرآن الكريم لهذا التركيب القرآني الذي يعبر أيضاً عن دلالته الصرفیة، فقد قام هذا البحث بدراسة بعض الترجمات المعاصرة للقرآن الكريم من أجل تحديد، أولاً: الترجمة الصحيحة لهذا التراكيب القرآني أيهما أكثر موافقة مع الدلالة الصرفیة له، وفي الخطوة التالية ينبغي تحديد أي المترجمين المعاصرين كان أداؤه أفضل في هذا المجال مقارنة بالمترجمين الآخرين؟ وبحسب ما ورد حول معنى اللاحقتين "ناک وگین" في اللغة الفارسية، فقد اختار بعض المترجمين المعاصرين للقرآن الكريم في الآية 150 من سورة الأعراف، ترجمة " خشمگین اندوهناک" أو "خشمناک اندوهگین" وبالتالي فقد نقلوا دلالة الشدة في هذا الترکیب القرآني بشكل جيد. ومن هؤلاء المترجمین: "موسوي گرمارودي، خرمشاهي، غراب، فولادوند، صلواتي، پاینده، صفارزاده، مكارم شيرازي وأستادولي". بینما قام كل من "رضائي أصفهاني وموسوي گرمارودي ومعزي" بوضع حرف الواو بين القوسين لیشیروا إلی التزامهم بلفظ الترکیب القرآني. كما اختار "أنصاريان" ترجمة "خشمگین و بسیار اندوهناک" والتي، بالنظر إلى معنى اللاحقة "ناك" في اللغة الفارسية، والتي تعبر عن مفهوم الشدة وکمال الهیجان عند النبي موسى، فلا داعي لاستخدام قید "بسیار" في ترجمته. وكما ذكرنا، فإن هذه اللاحقة، بالإضافة إلى معناها العامة، وهي الاتصاف، تستخدم في كثير من الأحيان للتعبير عن مفهوم الاختلاط والامتلاء في الصفة (پروشانی، ایرج، 1375هـ.ش، ص 36). وبناء على ذلك فإن كلمة "اندوهناک" في ترجمة "أنصاريان" ونظرا لوجود اللاحقة "ناك" فيها فلا حاجة لإضافة قید قبلها. لكن "حداد عادل" استخدم ترجمة "خشمگین و غمگین" و باعتبار أن كلمة "غم" هي كلمة عربية، فإن ما يعادلها یعني کلمة "اندوه" هو الأنسب من أجل الالتزام باللغة الهدف. كما هو الحال بالنسبة إلی کل من "معزي ومشكيني وأرفع وإلهي قمشه اي" الذين لم يقدموا کلمة فارسیة في ترجمتهم المختارة لهاتین الکلمتین. وفي الوقت نفسه،حاول "أرفع وإلهي قمشه اي" نقل الدور النحوي لترکیب "غضبان أسفا" بترجمة "با حالت خشم و تأسف/ به حال خشم و تأسف" في حين أهملوا تمامًا معنى البنية الصرفیة للكلمة. كما أن ترجمة "مجتبوي" لهذا التركيب لا تتضمن الدور النحوي في هذا التركيب القرآني، ولا تشمل بنيته الصرفية. وعلى هذا فإن ما يقارب من 42% من المترجمين الذين تناولهم المقال لم يتمكنوا من تقديم معادل مناسب لهذا التركيب القرآني حسب دلالته الصرفیة. لكن النقطة المهمة هي استخدام هذا التركيب القرآني بطريقة مماثلة في الآية الـ 86 من سورة طه. ففي هذه الآية يقول الله تعالى: ﴿فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا...﴾ (طه86:20) ولذلك، انطلاقا من مبدأ التناغم في ترجمة العبارات المتشابهة، ينبغي للمترجم أن يقدم ترجمة موحدة مع الآية الـ 150 من سورة الأعراف. والتوضيح فان معيار النظر في صيغتي هذا الجمع القرآني في سورتين مختلفتين هو التوحيد في ترجمة دلالة الشدة، ولیس تقديم معادل متطابق تماما لهذا الترکیب في سورتي الأعراف وطه. وبالطبع لا ينبغي أن ننسى أن سياق الآيات في سورتي (الأعراف150:7وطه86:20) ليس واحدا. ومع ذلك، وبما أن بنية الكلمات ودلالتها في كلتا الآيتين التي تمت مناقشتها هي نفسها، فيجب تقدیم ترجمة واحدة لترکیب "غضبان أسفا" في كلتا السورتين. ونتيجة لذلك فإن ترجمة مفهوم الشدة، الذي يكون في سياق إحدى الآيتين المذكورتين أكثر من الأخرى، سوف يسبب صعوبات في الترجمة ویؤدي إلی خلل في نقل الترجمة من العربیة إلی الفارسیة.[8] وبعد دراسة معادل هذا التركيب القرآني في سورة طه عند مترجمي القرآن الكريم المعاصرین، تم الحصول على هذه النتيجة وهي أن ما يقرب من 25% من المترجمين الذين تناولهم البحث لم یقدموا ترجمة واحدة للآیتین وفقا للبنیة الصرفیة للتركيب القرآني (من حيث المعنى). كما أن حوالي 18% من المترجمين استخدموا كلمات عربية، ومن الواضح جدًا أنه حيثما يمكن استخدام مرادفات للغة المبدأ، فمن غير المناسب استخدام مرادفات للغة المقصد. وفي ترجمة إلهي قمشه اي، بالإضافة إلى أنه تم استخدام كلمة عربية لترجمة "أسِفا" ولم يتم تقدیم ترجمة مناسبة وفقا لبنيتها الصرفية، وکذلك لم يتم ترجمة الضمير في كلمة "قومه". بالإضافة إلی ماقلناه فإن المترجم غَیَّرَ مکان الکلمتین الموجودتین في هذا الترکیب من دون أي سبب وأتی بترجمة "متأسف و غضبناک". في حین استخدم "موسوي گرمارودي" معادل "خشم آلود" لترجمة كلمة "غضبان" التي تعتبر في اللغة الفارسية قید حالة. فیما استخدم "المعزّي" عبارة "افسوس خوران". اللاحقة "خوران" والتي كانت في الأصل "خورنده"، والتی تشكل صفة فاعلة مركبة مرخمة في اللغة الفارسية. وتستخدم هذه اللاحقة في اللغة الفارسية للتعبير عن قید الحالة. وبالطبع فإن النقطة التي ينبغي الإشارة إليها هنا هي أن هذه اللاحقة "خوران" لا تستخدم اليوم على نطاق واسع في اللغة الفارسیة، لأنها تتعلق بالقرون السابع والثامن والتاسع وکان مستخدما آنذاك في الأسلوب العراقي.[9] كما أن هناك لاحقة "آلود" وهي غير شائعة في اللغة الفارسية المعاصرة ونادرا ما تستخدم، لذلك، على الرغم من عدم وجود مشكلة في استخدام هاتين الكلمتين "افسوس خوران" و"خشم آلود"، فمن الأفضل عدم استخدامهما لعدم شیوعهما في اللغة الفارسیة المعاصرة. وفي النهاية لابد من الإشارة أيضا إلى أن كلمة الأسِف، بناء على ما تم شرحه، لها وظيفتان، إحداهما الشدة والأخرى الثبوت والاستمرارية، وهذه الوظيفة الثانية لم تنعكس في ترجمات المترجمين المعاصرین للقرآن الكريم.
إضافة إلى الكلمات التي قدمها مترجمو القرآن الكريم في ترجمة التركيب القرآني "غضبان أسفا" نظرا لوظيفتها في وزني "فَعلان وفَعِل" أي "الملء والشدة"، تم اقتراح كلمات أخری تتضمن الوظيفة المذكورة: فهناك قيود مثل: "مالامال، آکنده، سرشار، لبالب و..." يمكنها أن تعكس أيضًا الوظيفة المذكورة، والتي تقترن کلمة "اندوه" مع بعض هذه الکلمات أحیانا. والدليل على هذه الترجمة أن قید "مالامال" يحمل معنى "الملء والشدة" في الأشعار الفارسية، ويمكن أن نذكر منها الأمثلة التالية: شعر "حافظ" في دیوانه (حافظ، 1398هـ.ش، تصحیح غنی و غزوینی، ص331): سینه مالامال درد است، ای دریغا مرهمی دل به تنهایی به جان آمد، خدا را همدمی [10] أو شعر "مولانا" في "دیوان شمس التبریزي" (مولانا، 1400هـ.ش، رباعي 1091، ص620): پر از عیسی است این جهان مالامال کی گنجد در جهان قماش دجال[11] وکذلك "حکیم السنایي" (سنایي، 1399هـ.ش، قصیدة رقم 107، ص206) یقول في شعره: جام مالامال دادی عاشقان را زان قبل نعره های خون چکان برخاست آنجا از امم[12] ولكن بما أن إتیان الكثير من القيود في ترجمة القرآن الكريم يضر بسلاسته وبلاغته، فمن الأفضل استخدام اللواحق أو البادئات إن أمكن. وبناء على ما سبق يمكن تقديم اقتراحين لترجمة هذا التركيب القرآني في كلتا السورتين: الاقتراح الأول: بالنظر إلى معنى الشدة في كلا التركيبين، يقترح الترجمة التالية: "موسی خشمگین و اندوهناک به سوی قومش بازگشت" الاقتراح الثاني: هذا الاقتراح يقدم بحسب الوظيفة الثانية لكلمة "حزن" وهي الثبوت والاستمرارية وکذلک دلالتها للشدة: "موسی خشمگین و با اندوهی شدید و بی پایان به سوی قومش بازگشت" وتجدر الإشارة إلى أن الاقتراح الثاني سيكون له الأولوية على الاقتراح الأول لأنه أكثر انسجاما مع سياق الآيات القرآنية.
مما لا شك فيه أن ترجمة الكلمات المنزلة من القرآن الكريم وفقا لدلالاتها البنيوية أمر صعب للغاية وفي بعض الأحيان یبدو مستحيلا، ولكن من الواضح أن هذا الادعاء لم يكن دائما صحيحا وأحيانا يمكن أن يتم ذلك عن طريق تقديم معادل دقيق لبنية الكلمة، تضع حلاوة لغة الوحي أكثر فأكثر في حنك مستمعيها. في هذه الأثناء وبعد التحقيقات التي أجريت حول التركيب القرآني لـ "غضبان آسفا" في الترجمات المعاصرة للقرآن الكريم ونسبة نجاح المترجمين المعاصرين للقرآن الكريم في تقديم ترجمة مناسبة ومنسجمة مع البناء الصرفي لهاتين الکلمتین، فقد توصل البحث الى النتائج التالية: 1- تعتبر بنية "فَعلان وفَعِل" في اللغة العربية ضمن أبنیة الصفة المشبهة وتدل على الشدة التي ينبغي مراعاتها في ترجمات القرآن الكريم. 2- وزن "فَعِل" يشمل بالإضافة إلى معنى الشدة معنى الثبوت والاستمرارية. 3- اللاحقتان "ناك" و"گين" في الفارسية تعبران عن معنى اتصاف الشيء،امتلاكه واختلاطه بتلك الصفة. وبناءً على ذلك، يمكن اعتبار هاتین اللاحقتین من أفضل الخيارات لترجمة كلمتي "غضبان" و"أسِفا". وبالإضافة إلى ذلك، فإن ترجمة "با اندوهی شدید و بی پایان" يمكن أن تصور كلا المعنيين في هذه الكلمة، مع الأخذ في الاعتبار معنى الثبوت والاستمرارية الذي تحمله كلمة "أسِفا" بالإضافة إلى معنی الشدة. 4- وبعد دراسة ترجمات القرآن الکریم عند المترجمین الفرس المعاصرین تبين أن 42% منهم لم ينتبهوا إلى دلالة ترکیب "غضبان أسفا". إضافة إلى أن أحداً من المترجمين المعاصرين لم يعكس في ترجمته دلالة الثبوت والاستمرارية الموجودة في كلمة "أسفا" (إضافة إلى دلالة الشدة فیها). 5- وبسبب تكرار هذا التركيب القرآني في سورتي طه والأعراف، فإن حوالي 25% من مترجمي القرآن الكريم لم يلتزموا بمبدأ التماثل والتوحيد في ترجماتهم في السورتين المذكورتين، حیث ترجموا في آیة : "به حال خشم، خشمگین و اندوهناک، با حالت خشم و تأسف، با خشم و اندوه، خشمگین و متأسف" وفي آية أخرى "خشمگین و أسفناک، متأسف و غضبناک، غضبناک و متأسف، خشمگین افسوس خوران، خشمناک و اندوهگین". 6- حسب المعاني الموجودة في التركيب القرآني "غضبان أسفا" فإن المعادل الفارسي له يمكن أن يكون : "اندوه بی پایان".
[1]. وقد تم التعبير في هذا الصدد عن عدة جوانب، مثل غضب موسى على هارون وحزنه على ما حدث (رشيد الرضا، 1990م، ج 9، ص 207)؛ غضب موسى على معصية بني إسرائيل وحزنه على فساد حالهم (ابن عاشور، 1420ق، ج8 ص296) [2]. للتعرف أکثر علی الحال المتنقلة والثابتة راجع: السیوطی، 1376 هـ.ش، ص 225؛ ابن عقیل، 1375 هـ.ش، ج2، ص 244؛ حسن عباس، 1428هـ، ج2، ص 367؛ مدنی، 1431هـ، ص 310. [3]. في هذا الخصوص یشیر الفراء إلی دلالة الثبوت لوزن "فَعِل" (الفراء، 207هـ، ج2، ص 280). وقد درس دلالته أیضا جار الله الزمخشري مفسر القـرن السابع الهجري ذیل الآیة الـ56 من سورة الشعراء "وإنا لجمیع حاذرون" (الزمخشری، 1407هـ، ج3، ص 320). وکذلك صرح علی هذه الدلالة في تفسیره للآیة الـ64 من سورة الأعراف "إنهم کانوا قوما عمین" (الزمخشری، 1407هـ، ج2، ص 110). وبالإضافة إلیه فإن أباحیان الأندلسي کان قد صرح بوضوح علی هذه الملاحظة الأدبیة في تفسیره (أبوحیان أندلسی، 1420هـ، ج5، ص 85).
[5]. شدة الغضب تجعل الإنسان سکران وتجعله یضرب بیدیه علی الأرض [6]. یا أیها القلب لاتکن حزینا من سخریة الحاسدین وتهکمهم وربما لو أمعنت النظر ستری مصلحتك في هذا الأمر [7]. مادام سعدي خجلان والحبیبة ساذجة، لایستطیع سعدي وصال حبیبته [8]. تجدر الإشارة إلى أن سياق العبارات في الآية 150 من سورة الأعراف هو شرطیة وفي الآية 86 من سورة طه خبرية، وكذلك وبعد إمعان النظر في استخدام عبارات مثل "بئسما خلفتموني من بعدي"، "ألقی الألواح"، "أخذ برأس أخیه یجره إلیه" و ... في الآية 150 من سورة الأعراف، يمكن أن نستنتج أنه بناءً على السياق، فإن الآية في سورة الأعراف أشد بكثير من الآية المماثلة لها تقریبا في سورة طه. لكن هذا التوكيد هو التوكيد في الكلام، وليس التوكيد في صفة "غضبان أسفا" فحسب. [9]. صحيح أن هذه اللاحقـة ليست واسعة الاستخدام، لكنها استخدمت بشكل قليل في أشعار الشعراء مثل "مهدي أخوان الثالث" الذي اتبع الأسلوب العراقـي، أو أدباء مثل شفیعي كدکني، ولكن استخدامه اليوم قلیل جدا. [10]. مع الأسف الشدید إن الصدر ملیئء بالألم وأرید بلسما ومرهما له ولقد مات هذا القلب من الوحدة یا الله! أرید مونسا [11]. هذا العالم مليء من النبي عیسی ومتی یحمل العالم في طیاته قماش دجال [12]. سقیت العشاق کأسا ملیئا و من قبل ذلک | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
القرآن کریم الکتب و البحوث العربیة:
الکتب و البحوث الفارسیة:
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
آمار تعداد مشاهده مقاله: 32 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||