تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,646 |
تعداد مقالات | 13,382 |
تعداد مشاهده مقاله | 30,121,497 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,064,227 |
دراسة الاستعارات المفهومية في لغة المكتوبات على شواهد القبور | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دوره 16، شماره 30، تیر 2024، صفحه 141-158 اصل مقاله (718.8 K) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2024.140355.1498 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسنده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عبدالباسط عرب يوسف آبادي* | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة زابل، زابل، إيران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إن الاستعارة المفهومية عبارة عن إدراك حقل مفهومي يعرف بالهدف من خلال إدراك حقل مفهومي آخر يُعرف بالمصدر. يُشكل حقل المصدر عبر عملية التخطيط، وتُسمّى البنى المفهومية بمخطّطات الصورة، والتي تربط فهم غير المنظور بالشيء المنظور. لمخطّطاتِ الصورة أنواع مختلفة، ومن أهمّها مخطّطات الحركة، والاتجاه، والقوة، والأنطولوجي. إن قسما من الأدب الشعبي متأثر بفقدان الأحبة والأعزاء ويصور المواضع الخاصة عن ظاهرة الموت. تعد المكتوبات على شواهد القبور من هذه الأوعية الشعبية التي تحمل جانبا معينا بفضائل الشخصيات ومكارمها، وتعكس مظاهر اجتماعية ودينية ولغوية من مختلف العصور التي كتبت فيها. قد تميّزت بنية هذه المكتوبات بالتنوع في الأساليب اللغوية، بما تتضمنه من استعارات مفهومية. وما يهمنا هنا هو دراسة بعض الاستعارات المفهومية التي كتبت على شواهد القبور العربية، للكشف عن أهم الحقول المبدئية المستخدمة في هذه المكتوبات واستخراج أبرز مخطّطات صورها. أظهرت النتائج أن الاستعارة المفهومية في المكتوبات على شواهد القبور تفهم بانتقال التصورات الذهنية من حقل المصدر (التصورات الأكثر حسية وملموسة)، إلى حقل الهدف (الموت)، في انسجام استعاري يصنعه الكاتب على شواهد القبور حتى تكون التصورات الذهنية محسوسة للمتلقي، وأن المخطّط الحركي (32%)، والمخطّط الاتجاهي (28%)، من أبرز مخطّطات الصورة في المكتوبات علی شواهد القبور. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاستعارة المفهومية؛ مخطّطات الصورة؛ المخطّط الحركي؛ المكتوبات علی شواهد القبور؛ الموت | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
وفقاً لما يراه علماء اللغة اليوم، فإن الاستعارة تُعدّ أساسا ضروريا للغة والفكر، وتعبّر عن العالم الخارجي والمفاهيم والاستدلالات. فإن الإنسان يوظف الاستعارات عفويا في تواصله اليومي، وإن النظام الذي يتصور به استعاريٌ بشكل كبير. ظهرت هذه الرؤية من خلال ما قدّمه جورج لايكوف[1] ومارك جونسون[2] في كتابهما الاستعارات التي نحيا بها (1980م)، وتعتمد على موقف الإنسان في تحديد التصورات الدالة، وقدرة الخيال على خلق هذه التصورات. تُسمّى هذه الرؤية بالاستعارة المفهومية، وهي تختلف عن الرؤية التقليدية للاستعارة؛ إذ إن أساس الاستعارة في الرؤية الجديدة هو الفكر، وإن الاستعارة تُعدّ علامة موضوعية من أجل المفاهيم العقلية البشرية. يكون أساس الاستعارة في الرؤية التقليدية، هو الكلماتُ، وتعد الاستعارة أداة لغوية لتزيين الكلام ووسيلة للصناعة الأدبية. طرح لايكوف وجونسون مخطّطات أساسية متعينة للاستعارات تحت عنوان «مخطّطات الصورة»، لتحديد خصوصيات حقلي المصدر والهدف في خلق النظام الاستعاري. فالاستعارة المفهومية عبارة عن إدراك حقل مفهومي يعرف بالهدف من خلال إدراك حقل مفهومي آخر، يعرف بالمصدر، لتكييف خصائص الحقلين اللذين يقترب بعضهما إلى البعض. يُشكل حقل المصدر عبر عملية التخطيط، وتُسمّى البنى المفهومية بمخطّطات الصورة، والتي تربط التجارب البدنية والحسية، مثل المشي، والركض، والجلوس، والقيام، وحمل الأشياء وانتقالها، والمضغ، والشرب، والضغط، والدفع، وغيرها، بالمجالات المعرفية الأكثر تعقيداً، كالإدراك، والعاطفة، والتاريخ، والاجتماع، واللغة، وغيرها. لقد قسم العلماء مخطّطات الصورة إلى أنواع مختلفة، ومن أهمّها مخطّطات الحركة، والاتجاه، والقوّة والأنطولوجي. يتناقل الشعوب موروثها الشعبي بصورة خاصة به، وتعبّر عنه حتى اليوم. إن المصادر الأولى لمقدرة الإنسان على التفكير أتتْ من النتائج المؤلمة للصدمات العاطفية العنيفة كالموت، وإن قسما من الأدب الشعبي الذي يمثل تاريخا من التبدل الدائم لقيامه على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، متأثر بفقدان الأحبة والأعزاء، ويصور المواضع الخاصة عن ظاهرة الموت. فدراسة صورة الموت في الآداب والثقافات المختلفة تبيّن أن وجهة نظر الناس تختلف بعضها عن بعض، فمنهم من ينظر إليه نظرة إيجابية ويراه وسيلة لانتقال الإنسان إلى الحياة الأبدية، وهو ما يتفق تماما مع الأدب الشعبي للمجتمعات الإسلامية. تُعدّ المكتوبات على شواهد القبور إحدى هذه الأوعية الشعبية التي تحمل جانبا معينا بفضائل الشخصيات ومكارمها، وتعكس مظاهر اجتماعية ودينية ولغوية من مختلف العصور التي كتبت فيها. وعندما ننظر إلى المكتوبات على شواهد القبور، نجدها قد تميزت بالتنوع في الأساليب اللغوية، بما تتضمنه من استعارات مفهومية. وما يهمنا هنا هو دراسة بعض الاستعارات المفهومية التي كتبت على شواهد القبور، للكشف عن أهم الحقول المبدئية المستخدمة في هذه المكتوبات واستخراج أبرز مخطّطات الصورة التي هي نتيجة قدرة الإدراك من خلال التجسد، وذلك وفقاً لتحليل البنية الثقافية والتجريبية والعقائدية التي تحكم المجتمعات العربية. لقد اخترنا دراسة المكتوبات على شواهد القبور، نظراً لكونها ظاهرة منتشرة بشكل لافت للانتباه ومجال بحث بكر يحتاج إلی المزيد من البحوث، لفهم هذه الظاهرة والإحاطة بجميع جوانبها، وكذلك الوقوف على اللغة المجازية التي يعتمد عليها الكتّاب في شواهد القبور. ومن منظور آخر، فإن قلة الدراسات الألسنية التي تناولت أنساق الاستعارة التصورية للمكتوبات على شواهد القبور ـ مع أنها تحمل أيقونة لسانية ودلالات عدة يوظّفها الكاتب حسب رؤيته وتوجهه الفكري ـ دفعت الباحث لإجراء بحث علمي في هذا المجال. 1ـ2. هدف البحث ومنهجه تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى مخططات الصورة التي تحتويها المكتوبات على شواهد القبور في داخلها، وذلك من أجل الوصول لعمقها وتحليل بنيتها اللغوية والاستعارية. جُمعتْ العيّنة من مختلف البلاد العربية عن طريق المواقع الإنترنتية. تمّ جمع حوالي 300 مكتوبة على شواهد القبور، وبُوّبت حسب دلالاتها الدينية، والاجتماعية، والثقافية، والفردية، ثم استخرجت المعلومات على أساس الحقول المبدئية. تمّ تحديد هذه المعلومات في جداول مستقلة، وفقاً لمخطّطات الصورة، واحتسبت نسبة استخدام هذه المخططات مستقلة. اعتمدت الدراسة على بعض المخطّطات، انسجاما مع طبيعة الموضوع، والتي تساعد الباحث أكثر من أجل الوصول إلى ما تُخفيه تلك العينة من المكتوبات من دلالات، غير التي تظهر على السطح، فاستعنا بآلية الحقول المعجمية والحقول الدلالية، والتحليل المعجمي، من أجل الكشف عن الدلالات المتعددة التي تضمنتها المكتوبات على شواهد القبور بالدراسة. 1ـ3. أسئلة البحث تحاول هذه الدراسة الإجابة عن عن الأسئلة التالية: ـ كيف تتجلّى الاستعارة المفهومية في المكتوبات على شواهد القبور؟ ـ كيف تؤدّي الاستعارة المفهومية إلى فهم المكتوبات على شواهد القبور؟ ـ ما أبرز مخططات الصورة المستخدمة في المكتوبات على شواهد القبور؟ 1ـ4. خلفية البحث قد اهتمّ الباحثون بدراسة نظرية الاستعارة المفهومية كثيرا، وألّفت بحوث شاملة عنها، ومنها ما يلي: حسين تك تبار فيروزجائي وآخرون (2021م)، في مقالة دراسة الاستعارة المفاهيمية للصور الحيوانية في الأمثال الشعبية الفلسطينية، وفقا لنظرية لايكوف وجونسون، وصلوا إلى أنه في هذه الأمثال قد كان الحظّ الأوفر للانحطاط، والتواضع والجحود، والضعف والحقارة والخوف. ولقد تمّ استخدام أسماء الحيوانات لتبشير المخاطب تارة، ولإنذاره تارة أخرى عبر المفاهيم المذكورة أعلاه. زهرة هاشمي (1389ﻫ.ش)، في نظرية الاستعارة المفاهيمية من منظور لايكوف وجونسون، تعتقد أن النظرية التي بحثها لايكوف وجونسون، غيّرت مستوى الاستعارة من المستوى اللغوي إلى أعماق الفكر والاعتقاد، علماً بأن الاستعارة جارية في أفعال ووظائف الحياة البشرية اليومية. محمد رضايي ونرجس مقيمي (1394ﻫ.ش)، في مقالة دراسة الاستعارات المفاهيمية في الأمثال الفارسية، يعتقدان أن مجالات المصدر في الأمثال الفارسية حصيلة الحياة الفردية والاجتماعية للإنسان، وأن هذه التجارب الملموسة والموضوعية قد تبلغ من التأثير مبلغاً تجعل الأمثال عامة وعالمية كالاستعارات المفهومية. وأما البحوث التي تطرّقت للمكتوبات على شواهد القبور، فهي عبارة عن:
حسين تك تبار فيروزجائي وآخرون (1439ﻫ)، في مقالة دراسة لغوية اجتماعية مقارنة لشواهد القبور في مدينتَي النجف وقم، أشاروا إلى أن شواهد القبور في مدينة النجف تشبه تقريرا بحتاً، وأن الجانب الديني والنصائحي يطغى عليها، غير أن شواهد القبور في مدينة قم تزخر بالمشاعر والأحاسيس، وتعكس مدى الأسف والحزن الذي يبديه الأحياء تجاه أعزائهم المرحومين/ المرحومات. فرناندز (۲۰۱۱م)، في مقالة إنجليزية الاستعارات المفاهيمية المكتوبة على شواهد القبور في مقبرة هايغيت، أشار إلى أن هذه الاستعارات تحاول تقديم صورة إيجابية عن الموت لتساعد أقرباء الموتى في قبول الواقع والتعامل معه بشكل أسهل. بترنوست (۱۹۸۷م)، في مقالة إنجليزية الاستعارات التي تم استخدامها على شواهد القبور في سلوفينيا، يؤكد على أن هذه الاستعارات تنمّ عن بعض جوانب هوية المتوفى، كما أنّ المخطّط الاتجاهي من أهم المخطّطات التي يتم استخدامها على شواهد القبور. وهناك دراسات تاريخية عن شواهد القبور في البلدان العربية، ترجع إلى مختلف العصور الإسلامية، منها كتاب شواهد القبور الأيوبية والمملوكية في مصر، لعبد الحميد (۲۰۱۳م)، وكتاب النقوش الكتابية على شواهد القبور الإسلامية، لخير اللّٰه (۲۰۰۷م)، وكتاب شواهد القبور في دار الآثار الإسلامية بالكويت، للزيلعي (۱۹۸۹م). تضم الكتب المذكورة أعلاه مجموعة من الصور عن شواهد القبور، غير أن اهتمام هذه الكتب مقتصر على جمع الصور فقط. ومن خلال البحث والتقصي في المواقع الالكترونية والمكتبات، تبيّن لنا أنّ هذه الدراسة أول تجربة من نوعها في مجال الاستعارة المفهومية في المكتوبات على شواهد القبور العربية، فنأمل أن تساهم في إثراء البحوث العلمية في هذا الصدد.
تفهم الاستعارة المفهومية بانتقال التصورات الذهنية من المصادر إلى الأهداف (التصورات الأكثر حسية وملموسة) في انسجام استعاري يصنعه المتلقي، حتى تكون التصورات الذهنية محسوسة لنا (زارع وآخرون، ۱۳۹۹ﻫ.ش، ص 65). تجربة الفرد مع الأشياء الفيزيائية المحيطة به، وخاصة جسده، تعدّ أساسا ومرتكزا لاستعارت مفهومية متنوعة، وخاصة حين تكون الأشياء غير محدودة المعالم أو غير معزولة بصورة واضحة (كرتوس، ۲۰۱۱م، ص 44). يدّعي لايكوف وجونسون أن الجزء الأكبر من النسق التصوري العادي استعاري من حيث طبيعته، وبذلك عثر على طريقة للشروع في التحديد المفصل للاستعارت التي تبين الطريقة في الإدراك والتفكير والسلوك (لايكوف وجونسون، 1999م، ص 21). تأسيساً على هذا، فإن الاستعارة ترتبط ببنية أساسية تسمّى بمخطّطات الصورة التي هي في الأصل حقل لازم للتعبير عن الخبرات والأحداث الشخصية والمواضع والعناصر اللغوية. قسّم اللغويون مخطّطات الصورة إلی أقسام مختلفة، ومن أهمها: مخطّطات الحركة، والاتجاه، والقوّة، والأنطولوجي. وفي ما يلي، سنتطرق إلى هذه المخطّطات، من خلال الاستشهاد بأمثلة من المكتوبات على شواهد القبور. 2ـ1. المخطّط الحركي تعتبر الحركة من أهم التجارب الإنسانية الفريدة التي توفر له العديد من احتياجات حياته. كل ما هو فعال في حياة الإنسان يؤثر أيضًا على اللغة. تُعرف الحركة بتغيير موضع الجسم من مكان لآخر أو اتجاهه أثناء زمن محدّد، وهي في جميع أمثلتها تنتهي إلى تحوّل وإنشاء أشكال جديدة، فيخلق التصوير. وللحركة أنواع مختلفة في علم الفيزياء، وهي: الحركة الانتقالية، والدورانية، والتذبذبية المعقّدة. وهذه الحركات الثلاثة قد استخدمت في النصوص المختلفة لبيان الأحاسيس وبناء الترسيمات الاستعارية في مخطّطات الصورة. إن للمفاهيم المجردة والذهنية في النسق الذهني والإدراك الإنساني قابليةَ التحرك والنقل من موضع إلى موضع آخر، ومن زمن إلى زمن آخر. لاحظ العلماء لجميع المفاهيم المجردة للحياة المادية، القدرةَ التي يتمتع بها التغيّر والحركة، وهذا ما يحدث على مستويات الكون جميعًا. فعلى سبيل المثال، تُعرف الموت بحركة من الحياة المادية (الدنيا)، إلى الحياة المعنوية (الآخرة). وهكذا تبدو حياة القُسيمات الأولية[3] المتلاشية للعالم الذّريّ وموتها، وكأنهما التعبير عن تطور للحركة الأصلية التي تشملهما. إن الحركة البشرية ومراقبة حركة الظواهر المتحركة الأخرى، تزوّد الإنسان بتجربة لإنشاء مخطّطات مجردة لهذه الحركة الجسدية والمادية في عقله، وتعتبر هذه الميزة في ذهنه لما لا تمكنه الحركة (جونسون، 1987م، ص 22). بصرف النظر عن الاستخدامات التي يستخدمها البشر لنمذجة تحريك الأشياء أو تحريك أنفسهم، عليه أيضًا أن يتبع مسارات معينة باستمرار في حياته اليومية. على سبيل المثال، الانتقال من غرفة إلى أخرى أو الانتقال من منزل إلى جامعة؛ ولكن بالإضافة إلى هذه الحركات التي يتم إجراؤها بشكل موضوعي وواقعي، هناك أيضًا حركات ليست محسوسة وجسدية، بل يتم إجراؤها بطريقة مجردة ومفهومية (أمرائي، 1402ﻫ.ش، ص 5). هناك أمثلة عديدة في حياتنا اليومية، نجرّب فيها مسارات للحصول على شيء مجرد منتزع، حيث يتطلب هذا المسار حركة مجردة وغير ملموسة. فعندما نواجه هذه المسارات، نستخدم عدة أفعال، تدل على مفهوم الحركة والانتقال؛ لكنها تُستخدم في تركيبات لا تستند إلى أي حركة. وفي الواقع، يتم تحييد خاصية حركتها الموضوعية، كما أن للحركة بداية ونهاية ومسار، كذلك فإن مخطط الحركة له بداية ونهاية ومسار، تسمى مخططات المصدر والهدف والمسار على التوالي. تؤدي تجربتنا الجسدية في التحرك في مسار ما، إلى إنشاء مخطط محرك. هذه البنية العقلية وما قبل المفهومية تمكّن الإنسان من التعبير عن مفاهيم مجردة وعقلية للغاية في شكل مخطط للحركة (الحراصي، ۲۰۰۲م، ص 19). هناك استعارات في المكتوبات على شواهد القبور، تتضمن مفهوم الحركة في علم الفيزياء، وهي ترسيمات استعارية تجعل فيها الموت طريقا للحركة، ثم ينتقل كثير من المفاهيم التي تستعمل في قطع الطريق، في حقل الموت المفهومي من خلال التطابق الاستعاري. تدلّ الأمثلة التالية على عملية التخطيط في هذا النوع من الاستعارة: الجدول رقم 1
إن أهم الفكر الذي يبرز في هذه الأمثلة هو أن الموت يؤدي إلى الوصول إلى الأصل والحقيقة، والرجوع إلى اللّٰه هو الفكر الرئيس للكاتب وغايته من الكتابة على شواهد القبور. وأصل هذه الاستعارة إما الجانب المعرفي وإما التجربة الإنسانية. ومن معرفتنا بخلق الإنسان أن اللّٰه خلق الإنسان على صورة تمثال من طين ونفخ فيه روحه. وبهذه الطريقة، نزلت النفس الإلهية إلى الجسد الأرضي، وعند الموت تنفصل النفس عن الجسد وترجع إلى أصلها. ومن الناحية التجريبية، فإن الموت يجعل الميت يبتعد عن أهله وأصدقائه ويُنقل جثمانه إلى مكان بعيد عن منزله. ولذلك فإن دفن الموتى يصاحبه رحلة من المنزل إلى المقبرة. وبالنظر إلى هذين المصدرين من المعرفة والتجربة، يمكن القول إن تعريف الموت بالحركة هو تعريف لتداعيات الوفاة ومضاعفاتها. في الاستعارات المفهومية التي أشرنا إليها في الجدول أعلاه، يكون الموت سبب الرحلة، أو هو الطريق المعتاد. إذا اعتقدنا أنه نتيجة للموت، تنفصل الروح عن الجسد وتذهب إلى أصلها، ويرسل الجسد أيضاً إلى المقبرة. ففي هذه الحالة، اعتبرنا الموت سبباً للرحلة. وبناءً على المعرفة والتجربة المذكورة آنفاً، تؤكد الاستعارات المكتوبة على شواهد القبور أن النفس البشرية قد نزلت من العالم العلوى إلى العالم الأرضي، فيجب أن تعود إلى أصلها الذي يتحقق بالموت. فالموت إذن رحلة، بل رحلة نحو أصل الوجود وأساسه. توضح دراسة المخطّط الحركي في الأمثلة أعلاه، أن للروح قابلية التحرك والنقل من موضع إلى موضع آخر، ومن زمن إلى زمن آخر. فهذا الانتقال يعبّر عنه بالموت. وكلّ إنسان، وإن عاش سنوات طويلة، لا بدّ له أن يموت. يبدو موت الإنسان كحركة من المبدأ إلى المقصد، تصوّر عبر مفاهيم محسوسة كالرحلة، والسفر، والمغادرة، والذهاب، والرجوع. فالرحيل عن الدنيا يعلم الإنسان أن لا يتمسك بأيّ شيء بها؛ لأنه لا بدّ في النهاية أن يفارقها، ولا بدّ أن يجهز نفسه للحركة من مبدأ خيالي إلى مقصد حقيقي. فتبدأ الحياة الحقيقية عندما تتحرر الروح من فكرة البُعد الثالث إلى أبعاد أخرى ربما تكون لا متناهية. ويمكن أن تفسَّر مراحل حركة الإنسان في عملية معقدة، يبدأ الدماغ من خلالها قذف جميع المسكنات الطبيعية التي يملكها الجسم لدخول في حالة التخدير التام للانتقال بعدها إلى وضع الحلم، تماماً كما لو كان في سُبات؛ ولكن هذه المرحلة ستكون حلم خارج المألوف لا استيقاظ بعده، وبعيد عن هذا الواقع وإلى ما يسمى ملكوت اللّٰه؛ وهنا فقط ستبدأ الحياة الأبدية في ظلّ الحرية الكاملة والأمان المطلق (العسل، 2/10/2019م). وهذه الأمثلة تشير إلى أن المكتوبات على شواهد القبور تتمكّن من رسم الفضاء الخيالي للمتلقي لقبول العالم بعد الموت والقيامة. فقد تصوّر مبدأ الرحلة من الدنيا لينال بها الإنسان الراحة في مكان آخر، يعني عالم الآخرة وللعودة إلى حقيقة وجوده. فهي «بُقعة أسكنتْه تربتَها» أو ما تسمّى بـ«الجنة» و«الفردوس الأعلى» في هذه الأمثلة. يسافر الإنسان في الحياة الدنيا، ويقطع مسافات بعيدة وبعد انتهاء السفر، يعود إلى بلاده. أما الرحلة التي تشير إليها الاستعارات المكتوبة على شواهد القبور، فإنها ليست إلى بلاد الدنيا، بل هي رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية؛ إذ تكون فيها السفر طويلاً والزاد قليلاً. فيجب على الإنسان أن يجهز تماماً؛ لأنها لا رجعة فيها. والمكتوبة على شواهد القبور تؤكد على هذه المهمة «اشتقتُ لأمي وأنا أعلم أنّها لن ترجع من جديد». ومن مجموع ما قيل يمكن القول إن جميع استعارات الأمثلة الواردة في المخطّط الحركي موضوعة حول محور ثابت، ويعتبر هذا المحور الثابت بمثابة الاستعارة الكبرى، وتوضع حوله استعارات صغرى متعددة. يوضح الرسم البياني التالي هذه المهمة:
2ـ2. المخطّط الاتجاهي يعتبر المخطّط الاتجاهي نسقاً كاملاً من التصورات المتعالقة ذات التوجيه الفضائي القائمة على تجربة الفرد الفيزيائية والثقافية. فالاستعارة في ضوء هذا النمط تنتظم في إطار توجه فضائي من قبيل: وعالٍ / مستفل، وداخل / خارج، وأمام / خلف، وفوق / تحت، وقريب / بعيد، وعميق / سطحي، ومركزي / هامشي وإلخ (لايكوف وجونسون، 1980م، ص 15). إن هذا التوجه الاتجاهي الناظم لهذا النوع من الفهم الاستعاري ينضبط لقواعد تجريبية وثقافية تمنحه الانسجام والقصدية، وتنأى به عن مجال الاعتباطية. والواقع، أن جُل تصوراتنا الأساس منظمة تبعا لاستعارة أو لمجموعة من الاستعارات ذات التوجه الاتجاهي، حيث إن الحروف المسارية تساهم بشكل كبير في رصد وبنينة هذه التصورات الاستعارية ذات البعد الفضائي من خلال تعبيرها عن بنية المسار (العامري، 2016م، ص 129). وتنبع هذه الاتجاهات من كون أجسادنا لها هذا الشكل الذي هي عليه، وكونها تشتغل بهذا الشكل الذي تشتغل به في المحيط الفيزيائي (حفصي وشقروش، 2021م، ص 96). وهذه الاستعارات الاتجاهية تعطي للتصورات جهات، كما في التصور الآتي في المكتوبات على شواهد القبور: الجدول رقم 2
إن لكل هذه الاستعارات الاتجاهية نمطية داخلية، ولها مسار من نوع خاص. فالاستعارة الواردة في الأمثلة أعلاه، تحدد صنفاً معيناً من المسارات، الذي يصطلح عليه بالمحور العمودي الذي يخترق مركزية المتكلم الاتجاهية، والأمر نفسه ينطبق على المكتوبات على شواهد القبور التي يستعملها الإنسان في يومه أو حياته العادية، والتي تملك توجها مسارياً نحو الأعلى/ الأسفل أو القريب / البعيد. إن المسار الاستعاري حاضر بقوة في تصورات هذه الاستعارات، لكون نسقها التصوري، في جزء كبير منه، ذا طبيعة استعارية (لايكوف وجونسون، 1980م، ص 13). فإن كيفية تشكيل الاستعارات وتعاملها وسلوكات الإنسان معها ترتبط بشكل وثيق بالمخطّط الاتجاهي. تحافظ الاستعارة هنا على بعض خصائص المسار في إطار استعماله العادي، حيث يعرض نوعان من المسارات المشتقة من الاتجاه الأعلى / الأسفل والاتجاه الأمام / الخلف، فهذا المقياس الخطي للاتجاه يعرض استعارة المقاييس الخطية للمسار كعمل أو تجربة لها طابعها التصوري الخاص بها. ونجدها في كثير من المكتوبات على شواهد القبور وفي كثير من الاستعمالات أثناء التعبير عن الموت في العالم الفيزيائي. من وجهة نظر المخطّط الاتجاهي للمكتوبات على شواهد القبور، فإن الموت هو مفارقة الروح للجسد، كما أن الحياة تعني اتصال الروح بالجسد، ومتى فارقت الروح جسد صاحبها، فقد مات وانتهى أجله. ترفع الروحُ الجسدَ من العالم الجسدي رفعاً ما إلی العالم الروحي، ثم لا يزال الروح كذلك إلی أن يصل الأجل المحتوم وتفرغ مدة العمر المعلوم (الجيلي، 1997م، ص 166). فعندما تفارق الروح الجسد عند موت الإنسان، تخرج الروح وتعود إلی أصلها. وأما الجسد عند مفارقته للروح، فيعود إلی أصله وهو التراب، فيفني الجسد ويصير تراباً، وتعيش الروح في عالمها، وهو عالم البرزخ. ولكن تعود الروح مرة أخری في دار الآخرة إلی جسدها وترتبط به، وبعدما تفارقا في عالم البرزخ يرتبطان مرة أخری في العالم الأخروي (حمدي وعبد الستار، 2023م، ص 166). وكل هذه الرحلة تقع في اتجاه واحد من الأسفل إلى الأعلى ومن الأرض إلى السماء، بما يسمّى المخطّط الاتجاهي. ومن وجهة نظر الاستعارات أعلاه، الموت هو وسيلة للنفس السماوية للانفصال عن سجن وقفص الجسد الأرضي والهروب إلى اللّٰه. بشكل عام؛ لأن الروح تتجه من الأسفل إلى الأعلى لتقفز، والقفز هو اتجاه إلى الأعلى. ومن مجموع ما قيل يمكن القول إن جميع استعارات الأمثلة الواردة في المخطّط الاتجاهي موضوعة حول محور ثابت، ويعتبر هذا المحور الثابت بمثابة الاستعارة الكبرى، وتوضع حوله استعارات صغرى متعددة. ويوضح الرسم البياني التالي هذه المهمة: 2ـ3. مخطّط القوّة إن القوة مفهوم تحكم الحياة اليومية، وتنظّم العديد من نشاطات الإنسان، باعتبار أن جسده يتفاعل مع الكائنات الحيّة الأخرى والموجودات، وهذا التفاعل محكوم بالقوى وجسد الإنسان محكوم بهذه القوى كقوة دفع الهواء عند التنفّس. ويظهر ذلك في جميع نشاطاته، فإنه يمارس القوة: يأكل، ويشرب، ويمشي، ويتكلم، ويتنفس، ويلعب وغيرها (جونسون، 1987م، ص 23). ويمكن لمخطّط القوة أن يتجاوز الواقع المعيش لتنظيم أفكار الإنسان وتصوراته، حيث يقوم بإسقاط التجربة على تصورات الإنسان. ويتم ذلك بتوسيط الاستعارة. فهي التي ستمكن من استثمار التجربة المادية لفهم وتنظيم التصورات المجردة. ومن هذا المنظور، فإن تجربة دخول القوة الخارجية أو تجربة التعامل مع عقبات مثل تجربة قوة الرياح، أو قوة إغلاق الباب، أو صراع بين شخصين أو شيئين، جعلت من الممكن للبشر القيام بذلك. وفي المكتوبات على شواهد القبور، يرتبط مخطّط القوة بقوة المتوفى وطاقته في العبور عن الطريق المسدود. وفي طريق حركته إلى السفر من الدنيا إلى الآخرة، يرى حواجز تمنعه عن الحركة، فيستطيع أن ينقضها ويزيلها، فيواصل حركته أو يدور حول ذلك الحاجز أو يختار طريقا آخر للحركة. وهكذا يتصور المتوفى مصدر الطاقة للقيام بأي شيء، مما يعني أنه تمكّن من إلغاء الحواجز والعوائق بينه وبين طريق حركته. أنظروا إلى الأمثلة التالية: الجدول رقم 3
إن الاستعارات الواردة في الأمثلة أعلاه، تحدد أن الموت لمن خاض غمار تجربته ومرير طعمه، إلا أنه ضروري بالنسبة إلى الجميع. فرغم ما يفضي إليه الموت من إبادة شاملة ومرارة طائلة، فإنه لا بدّ منه رغم واقعه المستطير ما دام ضامنا لاستمرار حياة أخرى، وهي الآخرة، فليكن متى أراد أن يكون ويندلع حتى تستمرّ الحياة وتبقى. فإن الذات ما إن شاركت في الحياة الأخروية حتى تجد نفسها في مواجهة مع الآخر، حيث يكمن ذاك الصراع من أجل البقاء. وفي هذه الاستعارات، اعتبر الموت وسيلة تقاوم رغبات الإنسان ولا تسمح بمواجهة العالم الخيالي وأمنياته؛ لذلك فهو يدمر كل ما في ذهنه ويقوده إلى ما لم يتصوره. فإن الموت في كل هذه الاستعارات بمثابة قوة ضد كل رغبات الإنسان وتمنعه من تحقيقها. ومن هذا المنظور، فإن الموت له أثر كبير في الابتعاد عن الرغبات الدنيوية، ويهيء الإنسان للدار الأبدية. وواضح أن الإنسان الذي يتذكّر الموت، لن يفعل عملاً لن يتمكّن من الإجابة عليه يوم القيامة، وبالتالي يجلب على نفسه العقاب الإلهي، بل سيختصر رغباته ويحاول طاعة اللّٰه وخدمته حتى يجعل الجنة الإلهية مكانه، وهذا معنی هذه الاستعارة أن «الموت قدرة». ومخطّط القوة للمكتوبات على شواهد القبور يشير إلى أن الموت يسبب في ذهن معظم الناس حزنا مؤلما ومثيرا للروح ومقاتلا يصعب عليهم تحمله؛ لأن الموت اغتصب أعزاءهم؛ ولذلك فإن جميع هذه الاستعارات تنصّ على أن الموت هو الألم والأسى، والحداد الكبير، وسبب الحزن والبكاء، كما أنه يدمر أمنيات الناس. يعرض مخطّط القوة صورةَ الموت كعاصفة، إذا بدأت بالهبوب، ستدمر كل شجرة سواء كانت الثمرة ناضجة أم لا؛ لذلك يعبر بهذه الصور عن أنه لا يوجد وقت محدد لقدوم الموت، وقد يقع الصغار والكبار في هذه الزوبعة في أي لحظة. ومن منظور مخطّط القوة، سمّي الموت موتا؛ لأنه يسلب حياة الإنسان ويدمرها. في هذه الاستعارات، تتعلق القوة بكيفية تعامل الإنسان مع العوائق المختلفة. تعبر هذه الاستعارات عن مراحل معارضة النفس البشرية في رحلتها من هذه الدنيا، فيواجه الإنسان العديد من العقبات في هذه الرحلة. يقترح جونسون المراحل الثلاث «التوقف أمام العائق»، و«المرور في منتصف العائق»، و«عبور العائق بأي طريقة ممكنة» في آرائه (1987م، ص 45). ويمكن ملاحظة المراحل الثلاث جميعها في الاستعارات المندرجة في المكتوبات على شواهد القبور. فيستطيع الإنسان أن يمر عبر عقبات مثل الخيال، واللاوجود، والأنانية وما إلى ذلك، ويواصل رحلته الصعودية. وفي مخطط العبور بأي طريقة ممكنة، لا تجتمع الحرية مع المعرفة، فرفع الاحتمال، والانتباه، وما إلى ذلك، من أهم العوامل التي يمكن أن تقود الإنسان إلى المعرفة البديهية. فالبعض من الاستعارات المستفادة في المكتوبات على شواهد القبور تحلّ تجربة الإنسان، بحيث تحمل معاناة الإنسان الذي يتمزّق من شرور المجتمع وما يحتويه من متناقضات هائلة ومن جشع هذا الإنسان الذي سحقه الزمن وما تحمله من أدوات هدم وتدمير وتخريب. هذه الاستعارات تمثل رؤيا الإنسان من الدمار والموت، وتنقل إلينا أزمة الإنسان وسط الفوضى، والضياع، والتمزق، واليأس، والاغتراب. فإن الإنسان يريد أن يعيش، يريد أن يكمل هذه الحياة بكل آلامها وصعوباتها وخيباتها، فيتشبث بالحياة بنواجذه، ويريد أن يبقى حتى لو كان البقاء معاناة، حتى لو كان الأمل مفقوداً، حتى لو كانت فرص السعادة معدومة. فالإنسان يريد البقاء؛ لأنه لو لم يكن كذلك، لما كان موجودا اليوم. فهو أمام غريزتين: هما غريزة الحياة، وغريزة الموت؛ بذلك يبقى دوماً في صراع دائم بينهما. فإن اللّٰه سبحانه وتعالى فطر الإنسان على حب الحياة، ولولا ذلك لما كان الإنسان قابلا لإعمار الأرض والسعي فيها والتكاثر عليها، ولولا تلك المعجزة النفسية التي تقوى بالإنسان على تجاهل فكرة الموت، لما استطاع أن يعيش يوماً واحدا. وللفهم الأفضل للاستعارة الكبرى «الموت قوة»، تمكن المراجعة إلى ما قاله أدونيس: «الحياة امرأة حبلى بالموت دوماً ... نحن نتغير دائماً. وفيما نتغير فإننا نموت، ونحن أحياء ... ومن لا يشعر في سريرته بالموت لا يمكنه أن يشعر بالحياة» (2005م، ص 74). فإن مواجهة الإنسان لفكرة الموت، تمثل إحدى محاولات وعيه للقفز خارج حدود عقله. من مجموع ما قيل يمكن القول إن جميع استعارات الأمثلة الواردة في مخطّط القوة موضوعة حول محور ثابت. ويعتبر هذا المحور الثابت بمثابة الاستعارة الكبرى، وتوضع حوله استعارات صغرى متعددة. يوضح الرسم البياني التالي هذه المهمة: 2ـ4. المخطّط الأنطولوجي الأنطولوجيا علم يبحث في ماهية الموجودات وطبيعتها، بما فيها الأشياء والتصورات الذهنية وقوانين الطبيعة وغيرها، مما يمكن أن نطلق عليه كائنا أو موجودا. ومن هذا، أخذت الاستعارة الأنطولوجية مفهومها، فهي «تقوم باستعارة شيء عام مطلق مفهوم لدينا من خلال تجاربنا معه، لفهم شيء لم نره من قبل؛ ولكنّه موجود بالفعل، فهذه الرؤية نوع من الميتافيزيقا أي ما وراء الطبيعة، وهي عملية عقلية يتم فيها فهم غير المنظور بالشيء المنظور، فنحن نستعير الشيء المنظور (كلّ ما نراه في الطبيعة) لفهم ما لم نره من قبل من أحداث وأنشطة وأحاسيس وأفكار؛ ولكنّنا نرى هذه الأشياء من خلال آثارها علينا وتجاربنا معها؛ ولهذا تتحوّل هذه الأشياء غير المنظورة لذوات لها كيانات ووجود مادي نتعامل معها على أنها مواد فيزيائية، أي فهم المعنوي والتعامل معه كأنه مادي» (أحمد، 2014م، ص 44). فإن الاستعارات الأنطولوجية تقوم على مصدر تشييء المفاهيم الذهنية والتصورات، أي أننا ننظر إلى الكيانات المجردة غير المدركة على أنها كيانات محسوسة مادية، ذات وجود وكيان مادي له دوره في حياتنا اليومية وأنشطتنا. أما الاستعارة الأنطولوجية في المكتوبات على شواهد القبور، فتنقسم إلى استعارة الكيان والمادة (الموت كيان مادي)، واستعارة الوعاء (الموت وعاء)، واستعارة التشخيص (الموت إنسان). وهذه الاستعارات تسمح للمتلقي بفهم عددٍ كبير ومتنوع من التجارب المتعلقة بالموت عن طريق الحوافز والخصائص البشرية. فهي تقوم باستعارة شيء عام مطلق لدينا من خلال تجارب الإنسان معه لفهم شيء لم نره من قبل؛ لكنه موجود بالفعل، وهو الموت. فهذه الرؤية نوع من الميتافيزيقا، وهي عملية عقلية يتم فيها فهم غير المنظور (الموت)، بالشيء المنظور (المادة أو الوعاء أو الإنسان)؛ ولهذا تتحوّل هذه الأشياء غير المنظورة لذواتٍ لها كيانات ووجود مادي نتعامل معها على أنها مواد فيزيائية (المصدر نفسه، ص 44). تأسيساً على هذا، فإن الاستعارة الأنطولوجية في المكتوبات على شواهد القبور مرتكزة على مصدر جعل المفاهيم الذهنية والتصورات أشياءَ. فنُبصر المجرد غير المدرك (الموت)، كياناً مُحسّاً ذا وجود مادي (المادة أو الوعاء أو الإنسان). والأمثلة الآتية تبيّن أن الاستعارات الأنطولوجية تُستخدم لفهم الأعمال والأنشطة والحالات المتعلقة بالموت، فنتصور الأعمال المتعلقة بالموت باعتبارها أشياء، والأنشطة المتعلقة بالموت باعتبارها مواد، والحالات المتعلقة بالموت باعتبارها أوعية:
الجدول رقم 4
تظهر قيمة هذه الاستعارات الأنطولوجية في المكتوبات على شواعد القبور على أنها تجسد الواقع غير المنظور (الموت) من خلال خصائص الواقع المنظور (الكيان المادي، والوعاء والإنسان). فيبدو الموت متجسدا ليسهل التعامل والتفاعل معه، فيفتح ذلك بابا أكبر للفهم والإدراك، بتوظيف ما حولنا من الأشياء، والوعاء والإنسان في فهم وإدراك ما لا نراه وهو الموت. فإن هذا التصور الجديد قد يرسخ في الذهن، حتى يبدو كأنه الواقع، فينسي الواقع الخيال الذي قامت عليه الاستعارة. فعلى سبيل المثال، يضحك الموت ساخرا من الإنسان ويقفو أثره ويتحين الفرص المؤاتية للانقضاض على ضحاياه، حتى ليتبدى وكأنه الحقيقة الأكثر ضجيجا في الحياة الدنيا، فيعيد الإنسان إلى باطن الأرض التي يمشي فوقها مختالاً الآن. وعندما ينجو أحد منه بصورة عجائبية تنفرج أساريره، متجاهلا تربصه الأبدي به. فالنجاة لا تعني أكثر من دخوله إلى حيز التأجيل لا أكثر. فالموت في الاستعارات الأنطولوجية كإنسان يكتب قصته أيضا عبر الآخرين، وكأن ذاته لا تُرى إلا باضمحلال الأعزاء ورحلتهم من الوجود. هكذا يرى الموت نفسه ضروريا، وكأن الإنسان لا يدرك صورة الحياة إلا في ضدها ونقيضها. فبعض التدمير ضروري للإلهام البشري. يكتب الموت مناوراته، يكتب عن الهلع الذي يصيب الناس لمجرد تذكره، كما يمتلك حسا ساخرا من دأب الإنسان المستمر لتعطيل حصاده أو تأجيله. يسجل الموت حيله وكيف يغافل فرائسه المرتعبة، ثم كيف تقاوم وكيف تستلم، ومن مكانه في الأفق الأعلى يرى البشر كيف يسيرون كالعميان، فيأخذهم لمثواهم الأخير دون ضغائن وبلا ذاكرة. وبالنظرة الفاحصة في الأمثلة الواردة في الجدول أعلاه، نرى أن الاستعارة المفهومية في دائرة الإنسان والكيان المادي والوعاء من أوضح الاستعارات؛ لأن حقل الهدف قد تغير من عدم وجود إلى الوجود، وتم تلقيه من خلال وظائف التجارب المادية. وفي هذا الكم من الاستعارات التي تشخص الموت في كل ما اقتبسنا من المكتوبات على شواهد القبور من تشكيلات استعارية، فبطبيعة التشخيص تستند إلى مستعار منه، وهو الإنسان والكيان المادي والوعاء، ومستعار له واحد وهو الموت. ومن الممكن أن نبحث عن المستعار منه على أنه حقل المصدر الذي التقط منه صفاته للمستعار له على أنه حقل الهدف الذي ينوي الكاتب على شواهد القبور إلحاق هذه الصفات به. هنا، مفهومان تصوريان: مفهوم الإنسان والكيان المادي والوعاء، وهو من التصورات المادية الملموسة التي تقوم عليه الحياة وتبقى من أجله الحياة، ومفهومُ الموت، وهو من النوع المعنوي غير الملموس الذي يسرق الحياة من الأعزاء. فلا نراهم بعدها؛ لكننا نرى نتيجة سرقته (فقدان الأعزاء)، ولا نرى السارق (الموت). هذه العملية النسقية لا تتم من خلال تشابه واضح وظاهر بين الموت والإنسان والكيان المادي والوعاء، ومن خلال هذه المشابهة يبنى المقصود، وهو تجربة الموت في ذهن الكاتب على شواهد القبور. ومن هنا، تدرك تماما حقيقة الموت بأن له دورا كبيرا في تنغيص الحياة لمن يخافه أو يتوارى من ذكره، فأصبح الموت في ذهن الكاتب على شواهد القبور إنسانا يفرش أذرعه ليحتوي من يريد ويقفو أثره ويدخل أي منزل «أطلب الدنيا كأني خالد + وورائي الموت يقفو بالأثر». نجح الكاتب على شواهد القبور في إقامة نسقه الاستعاري الذي أخذه من مجال الإنسان إلى مجال الموت، وهو اليد والرجل والعقل برمزيتها للقوة المطلقة على اختيار الإنسان للقضاء على حياته. مرة أخرى، نرى في مكتوب آخر على شواهد القبور أن الكاتب يرى الموت من خلال نسق مغاير، وهو نسق الطعام والشراب عند الإنسان من خلال «كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون»، و«أبي ذاق من كأس الموت وساق بها ساقيها». فإن الطعام والشراب المستعار من النسق التصوري للإنسان، وهو نسق تصوري قديم من خلال ميراث ديني وعقائدي نحمله في صدورنا. وننتقل من التشخيص الذي جعل الموت شيئاً يُذاق لكل من كتب عليه الموت والإنسان هو الذائق. فأصبح الموت شيئاً مأكولاً والإنسان هو الآكل. فالموت حقيقة يجب أن يذوقها الجميع، حلوة للبعض ومرّة ومؤسفة للبعض الآخر. فهو حقيقة لا يريد الإنسان أن يجربها ولا يرغب في أن يعيش إلى الأبد ويذوق مرارة حوادث الدهر. يبين الرسم البياني التالي أن استعارة كبرى تلعب دورا مركزيا في المخطّط الأنطولوجي في المكتوبات على شواهد القبور، ويحيط بهذه الاستعارة العديد من الاستعارات الصغرى وتشكل مركزية الفكرة الاستعارية:
الخاتمة توصلت المقالة إلى ما يلي: إن المكتوبات على شواهد القبور تبني على مجموعة من التصورات والمفاهيم التي تقوم أغلبها على استعارات مفهومية تعتمد على تقابل ذهني بين مجال محسوس ببنيته ومنطقه الداخلي، ومجال مجرد يعتمد على التجارب الإنسانية وتصوراتها، وهو ما يساعد القارئ في فهم وإدراك بيئته وتجاربه. ومن هذا المنظور، تفهم الاستعارة المفهومية في المكتوبات على شواهد القبور بانتقال التصورات الذهنية من حقل المصدر (التصورات الأكثر حسية وملموسة)، إلى حقل الهدف (الموت)، في انسجام استعاري يصنعه الكاتب على شواهد القبور حتى تكون التصورات الذهنية محسوسة للمتلقي. تعدّ تجربة الكاتب على شواهد القبور مع الأشياء الفيزيائية المحيطة به وخاصة جسده أساساً ومرتكزاً لاستعارت مفهومية متنوعة. فإن الجزء الأكبر من النسق التصوري للمكتوبات على شواهد القبور استعاريٌ من حيث طبيعته؛ وبذلك عثر على طريقة للشروع في التحديد المفصل للاستعارت المفهومية التي تبين الطريقة في الإدراك والتفكير والسلوك. إن نسبة حضور مخطّطات الصورة في المكتوبات على شواهد القبور أصبحت على الترتيب التالي: 1. المخطّط الحركي (32%)؛ 2.المخطّط الاتجاهي (28%)؛ 3.المخطط الأنطولوجي (23%)؛ 4.مخطط القوة (17%). ولتوضيح نسبة المخطّط الحركي، يمكن القول إن للمفاهيم المتعلقة للموت في النسق الإدراكي للكاتب على شواهد القبور قابليةَ التحرك والنقل من موضع إلى موضع آخر، ومن زمن إلى زمن آخر. فتُعرف الموت بحركة من الحياة المادية (الدنيا)، إلى الحياة المعنوية (الآخرة). وهي ترسيمات استعارية تجعل فيها الموت طريقا للحركة، ثم ينتقل كثير من المفاهيم التي تستعمل في قطع الطريق، في حقل الموت المفهومي من خلال التطابق الاستعاري. ومن وجهة نظر المخطّط الاتجاهي للمكتوبات على شواهد القبور، فإن لكل هذه الاستعارات الاتجاهية نمطية داخلية ولها مسار من نوع خاص. فالاستعارة الواردة في هذه الاستعارات تحدد صنفاً معيناً من المسارات، الذي يصطلح عليه بالمحور العمودي الذي يخترق مركزية المتكلم الاتجاهية، والتي تملك توجها مسارياً نحو الأعلى / الأسفل أو القريب / البعيد. فإن كيفية تشكيل الاستعارات وتعاملها وسلوك الإنسان معها ترتبط بشكل وثيق بالمخطّط الاتجاهي. أما الاستعارة الأنطولوجية في المكتوبات على شواهد القبور، فتنقسم إلى استعارة الكيان والمادة (الموت كيان مادي)، واستعارة الوعاء (الموت وعاء)، واستعارة التشخيص (الموت إنسان). وهذه الاستعارات تسمح للمتلقي بفهم عددٍ كبير ومتنوع من التجارب المتعلقة بالموت عن طريق الحوافز والخصائص البشريّة. فهي تقوم باستعارة شيء عام مطلق لدينا من خلال تجارب الإنسان معه لفهم شيءٍ لم نره من قبل؛ لكنه موجود بالفعل، وهو الموت. يرتبط مخطّط القوة بقوة المتوفى وطاقته في العبور عن الطريق المسدود. وفي طريق حركته إلى السفر من الدنيا إلى الآخرة، يرى حواجز تمنعه عن الحركة. فيستطيع أن ينقضه ويزيله، فيواصل حركته أو يدور حول ذلك الحاجز أو يختار طريقا آخر للحركة. وهكذا يتصور المتوفى مصدر الطاقة للقيام بأي شيء، مما يعني أنه تمكّن من إلغاء الحواجز والعوائق بينه وبين طريق حركته. يوضح الجدول التالي نسبة حضور مخطّطات الصورة في المكتوبات على شواهد القبور:
[1]. G. Lakoff [2]. M. Johnson [3]. Elementary Particles | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أ. العربية أحمد، عطية سليمان. (2014م). الاستعارة القرآنية في ضوء النظرية العرفانية. القاهرة: الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي. أدونيس. (2005م). الهوية غير المكتملة: الإبداع الدين والسياسة والجنس. دمشق: بدايات. أمرائي، محمد حسن. (1402ﻫ.ش). «دراسة المخططات الحركية في القرآن الكريم من منظور اللسانيات المعرفية: مِن وإلى الجارتين أنموذجاً». لسان مبين. س 14. ع 52. ص 1 ـ 20. تك تبار فيروزجائی، حسين؛ عسكر بابازاده اقدم، وزينب رحيمى. (2021م). «دراسة الاستعارة المفاهيمية للصور الحيوانية في الأمثال الشعبية الفلسطينية وفقاً لنظرية لايكوف وجونسون». اللغة العربية وآدابها. س 17. ع 3. ص 341 ـ 366. ــــــــــــــــــــ؛ ومهدى مقدسى نيا، ورحيم الدراجي. (1439ﻫ). «دراسة لغوية اجتماعية مقارنة لشواهد القبور في مدينتي النجف وقم». دراسات في العلوم الإنسانية. س 24. ع 2. ص 27 ـ 46. الجيلي، عبد الكريم. (1997م). الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل. بيروت: دار الكتب العلمية. الحراصي، عبد اللّٰه. (2002م). دراسات في الاستعارة المفهومية. ط 3. عمان: مؤسسة عثمان للصحافة والأنباء والنشر واالإعلان. حفصي، منی؛ وعبد السلام شقروش. (2021م). «الاستعارة التصورية وفهم العالم: رؤية في المفاهيم الإجرائية ونظام الذهن». إشكالات في اللغة والأدب. س 10. ع 4. ص 89 ـ 102. حمدي، مديحة؛ وعصام عبد الستار. (2023م). «الروح والجسد وارتباطهما بالنفس عند عبدالكريم الجيلي». حولية كلية الآداب. س 12. ع 1. ص 14 ـ 172. خير اللّٰه، جمال. (2007م). النقوش الكتابية على شواهد القبور الإسلامية القاهرة، رشيد، دهلك، استانبول` مع معجم للألقاب والوظائف الإسلامية. القاهرة: العلم والإيمان للنشر والتوزيع. رضایى، محمد؛ ونرجس مقيمى. (1392ﻫ.ش). «دراسة الاستعارات المفاهيمية في الأمثال الفارسية». مطالعات زبانی و بلاغی. س 4. ع 8. ص 91 ـ 116. زارع، ناصر؛ وآخرون. (۱۳۹۹ﻫ.ش). «جمالية الاستعارات المفهومية في ديوان أثر الفراشة لمحمود درويش». دراسات في العلوم الإنسانية. س 27. ع 3. ص 61 ـ 79. الزيلعي، أحمد بن عمر. (1989م). شواهد القبور في دار الآثار الإسلامية بالكويت. الکويت: دار الآثار الإسلامية. العامري، عبد العالي. (2016م). «التصور الاستعاري لبنية المسار في اللغة العربية». اللسانيات العربية. س 2. ع 3. ص 127 ـ 152. عبد الحميد، علاءالدين عبدالعال. (2013م). شواهد القبور الأيوبية والمملوكية في مصر. الإسکندرية: مکتبة الإسکندرية. كرتوس، جميلة. (2011م). الاستعارة فى ظل النظرية التفاعلية: لماذا تركت الحصان وحيدا لمحمود درويش أنموذجا. رسالة الماجستير. جامعة مولود معمري. هاشمى، زهره. (1389ﻫ.ش). «نظرية الاستعارة المفاهيمية من منظور لايكوف وجونسون». ادب پژوهی. س 4. ع 12. ص 119 ـ 140.
ب. الانجليزية جونسون Johnson, M. (1987). The Body in the Mind: The Bodily Basis of Meaning, Imagination and reason. Chicago: University of Chicago press. لايكوف وجونسون Lakoff, G. & Johnson, M. (1980). Metaphors We Live By. Chicago: Chicago University Press. لايكوف وجونسون -------------------------------. (1999). Philosophyin the Flesh. New York: Basic Books.
ج. المواقع الإلكترونية العسل، لبنی. (2/10/2019م). سنفهم الموت عندما ندرك معنى الحياة. https://www.aljazeera.net
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 32 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 23 |