تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,672 |
تعداد مقالات | 13,656 |
تعداد مشاهده مقاله | 31,592,512 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,483,088 |
دور استبدال الجملة في تماسك رسالة المعاش والمعاد للجاحظ (علی أساس نظرية هاليداي وحسن) | |||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | |||||||||||||
مقاله 10، دوره 15، شماره 29، دی 2023، صفحه 141-158 اصل مقاله (1.2 M) | |||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | |||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2023.136308.1446 | |||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||
خديجه زارعي1؛ حسين چراغي وش* 2؛ سید اسماعیل قاسمی موسوی3 | |||||||||||||
1طالبة الدكتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة لرستان، خرم آباد، إيران | |||||||||||||
2أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة بوعلي سينا، همدان، إيران | |||||||||||||
3أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة لرستان، خرم آباد، إيران | |||||||||||||
چکیده | |||||||||||||
الاستبدال في النص معناه تعويض واستبدال عنصر لغوي بعنصر لغوي آخر. يقسم هاليداي وحسن الاستبدال إلى ثلاثة أقسام، هي: الاستبدال الاسمي، والاستبدال الفعلي، والاستبدال القولي؛ كما أنهما يقسمان الاستبدال القولي إلى ثلاثة أقسام وهي: استبدال الخطاب المنقول، الإحالة باسم الإشارة والإحالة المشترطة وبما أن الاستبدال كعنصر هام من عناصر الانسجام النصي قد أدى إلى خلق التناسق في رسالة المعاش والمعاد؛ فإننا تطرقنا إلى دراسة دور الاستبدال في التناسق النصي في هذه الرسالة على أساس نظرية هاليداي وحسن وذلك في منهج وصفي-تحليلي-إحصائي. وعليه فإنّ نتائج هذا البحث تشير إلى أنّ للاستبدال القولي دور أهم من بين أقسام الاستبدال وكذلك بين سائر أدوات الاتساق في رسالة "المعاش والمعاد" كما أن الاستبدال عبر الخطاب المنقول، له دور أهم من بين أقسام الاستبدال القولي؛ ففي هذا النوع من الاستبدال يراجع المؤلف في استبدال الجمل، أسلوبه في النص وكذلك سياق النص؛ كما أننا نشاهد نوعاً آخر من الاستبدال القولي وهو الإحالة باسم الإشارة؛ يعني عن طريق استبدال اسمي الإشارة "هذا" و"ذلك" عن الجمل التي سبقتهما وهذا أسفر عن تناسق النص والانسجام بين الجمل إلى جانب اتقاء التكرار المملّ في النص وكذلك التعبير بالإيجاز. وفي الاستبدال القولي من الإحالة المشترطة قد ذُكرت جمل لتكون مفسرة لما قبلها وتسفر هكذا عن انسجام النص وتناسقه. في الاستبدال المفسر يجد المؤلف تفسيراً للجمل السابقة عن طريق الأفعال والظروف التفسيرية وهكذا يخلق علاقة بين جملات النص، فإن هذا النوع من الاستبدال هو استخدم للاستدلال وكذلك للتعبير عن المساوات. كما أن الجمل الاستبدالية قد رافقت الإقناع والاستدلال في رسالة المعاش والمعاد وهذا ما لعب دوراً هاماً في الاتساق الدلالي في النص. | |||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||
الجاحظ؛ رسالة المعاش والمعاد؛ الاستبدال؛ الاتساق | |||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||
وُلد أبو عثمان عمر بن بحرين محبوب الكنائي الملقب بالجاحظ، بالبصرة حوالي عام 160 للهجرة القمرية؛ وبعد قضاء عمر في طلب العلم والتأليفات الأدبیة المتعددة، تُوُفّي عام 255 للهجرة. ففي شبابه، أخذ العلم عن المسجدیین، ثم عن الخطباء العرب بالمربد، ثم عن رجال العلم ببغداد من أمثال الأصمعي والنظّام، ثم انصرف إلی الكتابة والتألیف، فذاع صيته. كان الجاحظ يرمي الحریة في الأدب وفي اللغة، كما یرید المناسبة بین الألفاظ والمعاني، ومراعاة مقتضی الحال، والتنقیح والتهذیب في الكتابة، دون أن يمس وضوح الدلالة والإیجاز (الفاخوري، 1383ﻫ.ش، ص 556 ـ 558). فالجاحظ إمامٌ فذَّ من أئمة البیان في العربية، حيث لیس من المبالغة أن نعدَّه زعیم البيان، بل يمكننا القول بأنه زعیمٌ للبیان في اللغة العربية في قوّته ودقّته وصحّته وحلاوته وجماله وفنّه. الجاحظ الذي كان دقيقاً جدّاً في نقده لمختلف المواد الأدبية، له عمل بعنوان الرسائل السياسية، فتم طبعه عام 1423 للهجرة في مكتبة دار مكتبة هلال. يتألف هذا الكتاب من عشرة أجزاء تحت العناوين التالية: المعاش والمعاد، والأوطان والبلدان، والحكمين، وفضل هاشم، والعباسية، وفخر السودان، وذم أخلاق الكتّاب. تناول الجاحظ في رسالته المعاش والمعاد مفهوم السياسة ومبادئها وكتبها للقاضي محمد بن أبي داود. لقد قسّم هذه الرسالة إلى سبعة عشر جزءاً، يدور جميعها حول الأمور الجيدة والسيئة، ليكون بمثابة دليل لقارئ النص في السياسة، والأخلاق والتعليم. لهذه الرسالة قيمة علمية وأدبية، وهي بعيدة كل البعد عن التعقيد والكلمات الغريبة، كما يمكن رؤية النضج الفكري والعلمي للبلاغة الأدبية والأسلوب الإنشائي الرفيع في هذه الرسالة، وهي عبارة عن مجموعة مختارة من الأدب والآيات القرآنية والأحاديث والشعر والحكمة. فالجاحظ كان يخلط كلامه بالحجج والاستدلالات ويطرح حججًا مختلفة لإقناع المتلقي. لكلام الجاحظ في هذه الرسالة معان كثيرة رغم إيجازه. فالجاحظ يصرّ على شيئين في مفرداته، وهما الدقة والموسيقى؛ لذلك فإن لكلماته حلاوة خاصة. وقد أدى استخدام أسلوب وسياق متناغمين في إتيان الضمائر والتكرار والفنون البلاغية المختلفة والعلاقات الدلالية إلى اتساق هذه الرسالة وتواليها. رسالة المعاش والمعاد نصّ لغوي متماسك من الأبنیة، والعلامات، والأفعال، والتعالقات النصیة المتلائمة، وتعدد الأصوات، والأمثال، وقواعد الاتساق، والتماسك، والربط الحجاجي ... یضطلع بنقل خبرة أو رؤیة حیاتیة كونیة تمثل تجربة الكاتب ونهجه الاعتزالي القائم علی الحجة والبرهان والاستنباط العقلي (الأسدي، 2015م، ص 47). 1ـ1. خلفیة البحث تعتبر لسانیات النص إحدی فروع اللسانیات المعاصرة التي قد استرعت الانتباه في السنوات الأخيرة؛ ولهذا السبب، قد كُتبت أعمال بحثیة قيمة في هذا المبحث باللغتين الفارسية والعربية، والتي تحمل وجهات نظر مختلفة في هذا الفرع. من الأعمال القیمة حول الاستمرارية والتماسك ورسالة المعاش والمعاد للجاحظ، يمكن الإشارة إلی ما یلي: لقد عالج عز الدين هبيرة (2018م)، في مقالته بعنوان مصطلح التماسك في التراث اللغويّ العربي: مقاربة نصیة، الاستمرارية في اللغة والمصطلح واستمرارية النص عند علماء لغة النص وآراء بعض علماء العرب منهم: عبد القاهر الجرجاني، والفراء، وابن السراج وابن هشام، كما ودرس استمرارية النص لدى علماء البلاغة. و تطرق پرویز البرزى (1386ﻫ.ش)، في كتابه المعنون بزبانشناسی متن (= لسانیات النص) إلى لسانیات النص وعلاقتها بالعلوم المختلفة والبراغماتية وآراء اللغويين حول براغماتية النص، والمواد النصية والإستمراریة وما يسبب إستمراریة وتماسكه. وقد عالج حفظ اللّٰه محمد ( 2021م) ، في مقالته بعنوان الاستبدال في لغة القرآن الكریم مقاربة نصیة، دراسة أنواع الاستبدال ودورها في تماسك؛ تظهر نتائج البحث أن للاستبدال دوراً هاماً في إقناع المتلقي وقد درس المؤلف في هذا البحث الاستبدال من حيث الاسم، والفعل (الفعل المضارع، والأمر، والماضي) واستبدال الجملة. قد عالج سعدون عبد (2019م) في مقالته الاستبدال في علم لغة النص دراسة تطبیقیة في القرآن الكریم، الاستبدال في علم لغة النص علی أساس دراسة تطبیقیة في القرآن الكریم؛ تظهر نتایج البحث أن الاستبدال أخص مظاهر التماسك النصيّ بمقارنته بالإحالة والحذف، فضلاً عن الانفتاح الدلالي والاستبدال في مفردات محددة، إذ تفرض الدلالة السیاقیة سیطرتها علیها. قد عالجت عائشة جمعي (2018م) في مقالتها بعنوان الاستبدال والاستبدال بالصفر في لسانیات النص، دراسة دور الحذف كاستبدال للصفر والاستبدال في لسانیات النص، فتحاول الإجابة عن السوال حول الفرق بين الاستبدال والحذف، دور الاستبدال في استمرارية النص. قد حدّد أبو كطیفة (2018م)، في مقالته المعنون بالاستبدال وأثره في سبك النص، عهد الإمام علي، علیه السلام، إلی مالك الأشتر أنموذجا، فعلى الرغم من القضايا العدیدة التي عالجها الإمام علي، في هذه الرسالة، يحصر المؤلف مناقشته في دور الاستبدال في استمراریة هذه الرسالة؛ لقد ذكر المؤلف في نتائج بحثه أن الاستبدال كأحد من عوامل الاستمرارية، له دور هام في إقامة العلاقة بين الموضوعات المختلفة. وتطرقت زهرا كوچكی نیت وآخرون (1398ﻫ.ش)، في مقال بعنوان کارکردهای بلاغی و انسجامآفرینی جانشینهای اشارهای در سوره مبارکه حج و ترجمههای آن از فولادوند، خرمشاهی و محدّث دهلوی (= الوظائف البلاغية والانسجامية للبدائل الإشارية في سورة الحج الشريفة وترجماتها الفارسية لفولادوند، وخرمشاهى ومحدث دهلوى)، إلى قضیة استبدال أسماء الإشارة في سورة الحج، وجودة الترجمة في ثلاث ترجمات مختارة من أجل إظهار مدى نجاح المترجمين في نقل المعنى والمفهوم البلاغي لهذا العنصر، مستخدمين نموذج هاليداي وحسن. وتظهر نتائج هذا البحث أنه من بين هذه الترجمات، قد أحدث فولادوند توازناً متماسكاً إلى حدّ ما عبر إيضاح المعنى وأخذ النقاط البلاغیة بعين الاهتمام؛ أما خرمشاهى، فعلى الرغم من الطبيعة الأدبية لترجمته، فقد أهمل إيضاح المعنى والجمالية البلاغية لأسماء الإشارة وقد سبّب هذا الأمر عدم الوضوح المتماسك اللازم في ترجمته. قد تطرقت سعاد الرداد، (2021م)، في أطروحتها بعنوان الاستبدال النحوي في السبع الطُوّل من القرآن الكریم، بعد شرح الأسس النظرية للاستمرارية والاستبدال، إلى شرح أقسام الاستبدال مع ذكر أمثلة من القرآن الكريم، ثم استعرضت علاقة الاستبدال بحذف وإحالة الاستبدال ودور الاستبدال في استمرارية النص؛ فأهمّ ما توصّلت إلیه هو أن الاستبدال يحدث علی جميع مستويات اللغة، منها المستوی الصرفي، والمعجمي، والنحوي، وكذلك المستوى النصي ككلّ وهو أهم العناصر في فهم الآيات المتشابهة. قد حاولت نورة عبيد (2020م) في مقالتها الإقناع والإمتاع في رسائل الجاحظ (255ﻫ): الصداقة في رسالة المعاش والمعاد أنموذجا، عبر المنهج الوصفي ـ التحلیلي، دراسة الإقناع والإمتاع في رسالة الصداقة، للجاحظ؛ وقد جاءت بمبحثين حول رسالة الصداقة المبحث الأول: التحلیل البلاغي ویتضمن ثلاث أفكار: الفكرة الأولى الدعوة إلی الاستئثار بالصدیق والصدوق، والثانیة الدعوة إلی الاستكثار من الاصدقاء، والثالثة اختیار أصدقاء تتوافر فیهم صفات معینة، والمبحث الثانی: سمات بلاغة الجاحظ وخصائصه في رسالة الصداقة. قد عالج عبد اللّٰه مفلاح (2017م)، في مقاله المصاحبات اللفظية في رسالة المعاش والمعاد للجاحظ في ضوء لسانيات الجملة، دور المصاحبات اللفظية في اتساق نص هذه الرسالة، كما درس أيضاً (2016م)، في مقالته الواجبات الإحالية للضمائر الشخصية في رسالة المعاد والمعاش للجاحظ، دور الضمائر في انسجام نص رسالة المعاش والمعاد، معتمداً على المنهج الوصفي ـ التحليلي ومستفيدا من الإحصاء في نص الرسالة، وقد ذكر النسبة الإحصائية الشاملة لتكرار الضمائر. وعلى الرغم من هذه الأبحاث القيمة، في مجال لسانیات النص والاستبدال، تبدو الحاجة إلى كتابة أبحاث مختلفة في هذا المجال ضرورة ملحة؛ خاصة في فرع اللغة العربية وآدابها في إيران. ومن ناحية أخرى، لم يعثر مؤلفو هذه الدراسة على بحث حول دور الاستبدال في أعمال الجاحظ، ونظراً إلى المفاهيم الهامة المذكورة في رسالة المعاش والمعاد وأيضاً إلى العناصر المختلفة للاستمرارية الدلالية والتماسك اللذان قد اُستخدما لإنشاء الاستمرارية في هذا النص، یستعرض الدراسة الحالية، الاستبدال كأحد من عناصر الاستمرارية في جزء من نص الرسالة المذكورة ویظهر مكانة أنواع الاستبدال وتردادها بمنهج لسانیات النص ویدرس الاستبدال في المفردات على ثلاثة مستويات: الاستبدال الاسمي، الفعلي واستبدال الجملة. 1ـ2. أسئلة البحث وفي هذا الصدد، نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة عبر الأسلوب الوصفي ـ التحليلی: ـ ما دور استبدال الجملة في انسجام رسالة المعاش والمعاد؟ ـ أي من عناصر الاستبدال كان له دور أكثر في انسجام رسالة المعاش والمعاد؟
إنّ كلمة "النص" مأخوذة من فعل "نصص". وقد عرّفها ابن منظور بقوله: نصص: النص: رفعك الشيء، نص الحدیث ینصه نصاً: رفعه وكل ما أظهر (1414ﻫ، ج 14، ص 272)؛ ومن هنا، یدلّ النص علی معان عدة منها الظهور والارتفاع والبروز وضم العناصر إلی بعضها البعض والإدراك والغایة والمنتهی والاستقصاء في الشيء حتی إدراكه وفهمه واستعیابه والانتصاب والاستواء والاستقامة؛ ومن ثم فالنص في دلالته الحقیقية عبارة عن نسیج من الجمل المتضامنة، والمتظافرة، والمتجادلة، والمتراكمة، والمتتابعة؛ ولایمكن فهمه إلا بتتبع ملفوظاته واستقصاء جمله بغیة إدارك المعنی والغایة ومنتهی الفائدة المرجوّة (حمداوي، 2016م، ص 12 ـ 13). ینطلق هالیداي من تصور للنص علی أن وحدة لغویة في الاستعمال، والمتكلم حین یسمع أو یقرأ المقطع لغویاً ما یكون أكبر مثلاً من جملة؛ فإنه یستطیع أن یمیزها بدون صعوبة، إن كان هذا المقطع یشكل كلًّا أو هو مجرد رصف لجمل لا رابط بینها. «إنّ نظرة هالیداي وحسن للنص تختلف عن النظرة التي تری في النص وحدة ذات طبیعة واحدة مع الجملة، ولكنها قسم أعلی أو هي جملة كبری، فالنص لیس شیئاً یشبه الجملة غیر أنه أكبر، بل هو یختلف عنها من حیث النوع، هو لیس وحدة نحویة مثل الجملة، ولا یمكن تحدیده من حیث الطول ولذلك فإن التفریق بین النص والجملة لا یمكن تحدیده من حیث الطول، لذلك فإنّ التفریق بین النص والجملة لا یمكن اختزاله في مجرد الطول، وإن الذي یحكم الجملة هو البنیة بینما الذي یحكم النص هو النسیج» (بن عروس، 2007م، ص 149). بالإضافة إلی ذلك، فالنص هو وحدة معنویة؛ وبهذا الاعتبار، فالنص لا یتكون من جمل، وانما یتحقق بها. وكل متكلم قادر في الحقیقة علی أن ینتج النصوص ویتعرف علیها؛ وبهذا المعنی، فإن مفهوم النص یشكل جزءاً من مهاراتنا اللغویة. ومن منطلق أنّ إنتاج النص جانب من قدراتنا اللغویة، فإنه یشكل موضوعاً هاماً للدراسة اللسانیة ویعكس وجود عناصر موضوعیة ومعالم معینة تعتبر سمة في النصوص (المصدر نفسه، ص 153). لسانیات النص هي ذلك الاتجاه اللغوي الذي یعنى بدراسة نسیج النص انتظاماً واتساقاً وانسجاماً، ویهتم بكیفیة بناء النص وترتیبه؛ بمعنی أن لسانیات النص تبحث عن الآلیات اللغویة والدلالیة التي تساهم في بناء النص وتأویله. أضف إلی ذلك، أن هذه اللسانیات تتجاوز الجملة إلی دراسة النص والخطاب، وذلك بمعرفة البنی التي تساعد علی انتقال الملفوظ من الجملة إلی النص أو الخطاب أو الانتقال من الشفوي إلی المكتوب النصي. ویعني هذا أن لسانیات النص هي التي تدرس النص وتحلل الخطاب ولا تهتم بالجملة المنعزلة، بل تهتم بالنص باعتباره مجموعة من الجمل المترابطة شكلياً وضمنيا (حمداوي، 2016م، ص 29). هذا المنهج یدرس بنیة النصوص، باعتبار النص وحدة لغویة نوعیة، هدفها الترابط، وتعتبر تطور اللسانیات الحدیثة، ترتكز علی النص كموضوع للدراسة، وكحدیث تواصلي لغوي، كتابياً كان أو شفوياً، ويعالج السیاق وكذلك الظواهر اللغویة التي تحقق الاتساق والانسجام من خلال هذه البنیة علاقات لها دلالات عمیقة (المصدر نفسه). 2ـ1. الاتساق[1] «وقع اختيارنا لمصطلح الاتساق بدل السبك، والتضامن والتناسق والترابط الوصفي، رغم أن جمیع هذه المقابلات تحمل معنی التماسك، إلا أنها لا تعبر عن المفهوم المراد تعبیراً دقیقاً؛ فالسبك مصطلح تراثي یحمل معنی الترابط الشكلي، إلا أنه شاع أكثر في التراث النقدي والبلاغي، عند الجاحظ، یقول الجاحظ وأجودُ الشعرما رأیته متلاحم الأجزاء سهلَ المخارج، فتعلمُ بذلك أنه قد أُفرغ إفراغً واحداً، فهو یجري علی اللسان» (قیاس، 2009م، ص 27). الاتساق یمثل دعامة أساسیة نصیة، فهو یتصل بالتماسك داخل النص، ویربط الوسائل والروابط الصوتیة السطحیة ويوحّد مهمته في توفیر عناصر الالتحام وتحقیق الترابط بین بدایة النص ونهايته، دون الفصل بین المستویات اللغویة المختلفة؛ وهذا الترابط هو الذي یخلق بنیة النص ویحقق استمراریته (سعدوني، 2017م، ص4). یجعل هالیداي وحسن الاتساق متضمناً علاقات المعنی العام لكل طبقات النص، والتي تمیز النصي من غیر النصي والعلاقة متبادلة مع المعاني الحقیقیة المستقلة للنص مع الآخر؛ فالتماسك إذن لا یركز علی المعنی النصي بقدر ما یركز علی كیفیة تركیب النص باعتباره صرحاً دلالیاً؛ فهما لم یستخدما مصطلح الانسجام[2] مرتبطاً بالروابط الدلالیة، علی حین مصطلح الاتساق یعني العلاقات النحویة أو المعجمیة بین العناصر المختلفة في النص، وهذه العلاقة تكون بین جمل مختلفة أو أجزاء مختلفة من الجملة علی سبیل المثال: لا یخفی أن معنی الاتساق یرتبط بالروابط الشكلیة، عكس المصطلح الانسجام الذي یهتم بالروابط الدلالیة (الفقي، 1421ﻫ، ص 95). ویحیل مصطلح الاتساق إلی العلاقات أو الأدوات التي تسهم في الربط بین أجزاء النص الداخلیة من ناحیة وبین النص والبیئة المحیطة به من ناحیة أخری ومن بین أدوات الاتساق، قسم الترابط النصی: الإحالة، والاستبدال، والحذف، والوصل والفصل؛ أما الاتساق المعجمي فیتحقق عبر ظاهرتین لغویتين: التكرار والمطابقة (قیاس، 2009م، ص 28)، ويمكن تلخيص هذه الأقسام كالمخطط التالي:
والمقال الحالي يهدف إلى معالجة توظيف استبدال الجملة في رسالة المعاش والمعاد كأدات يمكنها إيضاح دلالاتها بها واحكام بلاغة النص. 2ـ2. الاستبدال في اللغة[3] الاستبدال في اللغة مصدر مأخوذ من فعل "بدل" ومادة بدل في المعاجم اللغویة القدیمة منها والحدیثة لها دلالات متعددة ومعان متنوعة، حیث تشیر فیما تشیر إلیه هذه المادة إلی "الإبدال، والتبدیل، والإغناء، والتحول"، إلا أن المعنی الغالب لمادة بدل هو الإبدال ومعناه جعل الشیء مقام الآخر، فقد جاء في مقاییس اللغة: «الباء والدال واللام أصل واحد والبدل قیام الشيء الذاهب مقام غیره» (1976م، ص 276). ویفرق المعجمیون بین فعلي "بدّل" بالتشدید و"أبدل" بالهمزة. فعندهم أن الإبدال والتبدیل كل بمعنی؛ وقد أوضح الأزهري في كتابه التهذیب، الفرق بین اللفظین بأنّ الإبدال جعل شیء مكان الآخر، نحو قولك: أبدلت الخاتم حلقة؛ فالإبدال تنحیة الشيء بذاته وصفاته ووضع شيء آخر مكانه؛ أما التبدیل، فهو تغییر الشيء عن حاله الذي كان علیه، أي تغییره من صورة إلی صورة أخری متباينة مع بقاء الذات، وذلك نحو قولك: بدلّت الخاتم حلقة، أي أنك قمت بإذابته وتغییره، فالأصل باق، وهو ذلك المعدن، وإنما الصورة تغیّرت وتحولت؛ ومثل ذلك في الذكر الحكیم قوله تعالى: «كلمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودا غَيْرَهَاª (النساء 56:4)؛ أبدل جلداً آخر غیر الأول، حیث إن الجلد الأول انتفت عنه صفة العذاب ولم یعد مستحقاً له؛ لذا جيء بجلد آخر غیره (1990م، ج 14، ص 93 ـ 94)، حیث یقوم البدیل باستبعاد وصف وإحلال آخر والتبدیل في الكلام مثله وبتغیره أو تحریفه وقد ورد بهذا المعنی في القرآن الكریم منه قوله تعالی: «فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُª (البقرة 181:2)، أي یغیرونه ویحرفونه. 2ـ3. الاستبدال في الاصطلاح ولسانیات النص یعرّف النصانیون عامة الاستبدال بأنه حلول عنصر لغوي محل الآخر؛ فالاستبدال لدی هارفج: «إحلال عنصر لغوي محل عنصر لغوي آخر» (الصبيحي، 2008، ص 91). ولا یبتعد هالیداي وحسن كثیراً منها فالاستبدال لدیهما «تعویض عنصر بعنصر آخر» (الدراد، 2021م، ص 31). فالاستبدال وسیلة من وسائل السبك النحویة تعمل علی الترابط بین أجزائه ویُعَرَّف بأنَّه «تعویض عنصر في النص بعنصر آخر» (بوقرة، 2009م، ص 83)؛ والاستبدال علی هذا النحو عبارة عن عملیة داخل النص (أبو كطیفة، 2018م، ص93). فالاتساق شأنه في ذلك شأن الإحالة، إلا أنه یختلف عنها في كونه علاقة في المستوی النحوي ـ المعجمي بین الكلمات أو العبارات، بینما الإحالة علاقة معنویة تقع في المستوی الدلالي ویعتبر الاتساق، من جهة أخری وسیلة أساسیة تُعتمد عليها في تناسق النص؛ فالاستبدال یُعَدُّ مصدراً أساسیاً من مصادر اتساق النصوص (الخطابي، 1991م، ص 19). 2ـ4. الاستبدال عند هالیدي ورقیة حسن یُعدّ مايكل هالیداي ورقية حسن أبرز من تحدث عن الاستبدال كمسبب للاتساق؛ إذ أفردا له جزءًا كبیراً في كتابیهما وأرجاه في المرتبة الثانیة بعد الإحالة، وقد فرّقا بین الإحالة والاستبدال. یُعدّ الاستبدال عندهما وحدة وظیفیة تعمل علی تشكیل الوحدة الدلالیة للنص؛ ومن ثم تسهم في تكوینه، ولابد للاستبدال في النص من أجل تحقیق وحدته الشاملة وإعطائه النسیج اللازم وتميیزه عن اللانص؛ ویختلف عن الإحالة بأنّه يوجد علی المستوی النحوي المعجمي واستبدال عنصر بآخر ولا یتم تأویل المستبدل إلا بالرجوع إلی ما سبقه (1976م، ص 79). يعرّف هالیداي وحسن الاستبدال[4] عملیة معجمیة نحویة تختلف عن الإحالة من حیث أن هذه الأخیرة هي عملیة اتساقية دلالیة وینتمي مبدأ الاستبدال إلی البنی النحویة وبعبارة أخری إلی جانب الشكلي للجمل (المصدر نفسه، ص 88). وسياقات مختلفة يتطرقان إلى تقسيم الاستبدال. فیسميان الحذف بالاستبدال الصفري؛ لأن الاستبدال هو علاقة بین لفظین وردا في النص والحذف بین لفظین ورد أحدهما في النص وحذف الآخر، ویقسمان الاستبدال كما وُرد في كتاب الاتساق في الإنجليزية[5]؛ إلی ثلاثة أقسام: ـ الاستبدال الاسمي: ما یقع فیه استبدال اسم باسم، ویمكن أن یكون المستبدل جزءاً من الاسم المستبدل (المصدر نفسه، ص 89 ـ 90). ـ الاستبدال الفعلي: ما یغلب علیه تجاوز حدود الجملة الواحدة لیحقق بذلك الاتساق بین الجمل (المصدر نفسه، ص 110). ـ استبدال الجملة: هذا یختلف عن الفعلي في أنّ العنصر المستبدل یكون ضمن الجزء المستبدل منه، ویأتي الاستبدال علی كل عناصر الجملة أو الجمل المستبدلة (المصدر نفسه، ص130). ویكثر في العبارات المنقولة أو المقتبسة، وذلك كما جاء في روایة البخاري أن النبي صلی اللّٰه علیه وآله لما غزا خیبر ونزل القریة قال: (اللّٰه أكبر خربت خیبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرین؛ قالها ثلاثاً» (المنظري، 2015م، ص 117). یلفت هالیدي وحسن الانتباه إلی هذا أنّ النوع من الاستبدال یتم في ثلاث أنواع من الجمل: الخطاب المنقول، والجملة الشرطیة، والجملة الموجهة (بن عروس، 2007م، ص 177).
الشكل الأول أقسام الاستبدال
وعلی اساس هذا النموذج، قمنا بتحلیلنا لأنواع استبدال الجملة في نص رسالة المعاش والمعاد علی أساس الرسم البیاني التالي: الشكل الثاني استبدال الجملة في رسالة المعاش والمعاد للجاحظ
3ـ1. المنقول عن اللّٰه (سبحانه وتعالی) في هذا النوع من الاستبدال والذي نشهده بكثرة في نص رسالة المعاش والمعاد، يأتي المؤلف أولاً بكلامه، ثم يستشهد بآيات من القرآن الكريم، للاستدلال والتعليل، بحيث تفيد الآية المعاني ذاتها؛ فعلی سبيل المثال، يمكننا أن نشير إلى النص التالي: «واعلم أن الحكمَ في الآخرة هو الحكم في الدُّنیا: میزانٌ قِسطٌ وحكمٌ عدلٌ، وَقَد قالَ اللّٰه تَعالَی: «فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ! وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَª (المؤمنون 23: 102 ـ 103)» (الجاحظ، 1964م، ج 1، ص 101). فالجاحظ يستخدم الآية القرآنية في شرح الجملة الأولی ولإيضاح كلامه وإثباته، حيث قام باستبدال هذه الآية بكلامه. هذا وقد أولى الجاحظ اهتماماً خاصاً بعدة مبادئ مهمة في استبدال الآيات الكريمة بكلامه، وهي: أوّلاً استخدام آيات تشبه كلامه في السجع، في كلماته توجد كلمات بینها علاقة الطباق، ولذلك بينها علاقة دلالية مع بعضها البعض، وفي الآيات القرآنية توجد كلمات متضادة بينها علاقة التضاد والطباق، وكذلك بينها توازن نحوي مثل كلام الجاحظ؛ وهذا من النماذج الموجودة للانسجام في هذه الفقرة من رسالة المعاش والمعاد للجاحظ، حيث الاستبدال يعود إلی ما قبله، كما أنّ نوعية المرجع تعود إلی ما قبله أيضاً. 3ـ2. المنقول عن الحكماء بما أنّ عامة الناس يحبون كلام الحكماء، ففي نوع آخر من الجمل المستبدلة في نصّ رسالة المعاش والمعاد، يُذكر كلام الحكماء؛ ومن خلال ذلك، يحكم المؤلف استدلاله ويجعله متيناً ومقبولاً. ففي أجزاء كثيرة من نص الرسالة، يستبدل الجاحظ أقوال الحكماء بكلامه؛ وبهذه الطريقة، يُوجِد استمرارية واتصالاً دلاليين بين العبارات. في هذا النوع من الاستبدال، يكون كلامه مقنعاً ممزوجاً بالجدل، وكمثال لذلك الفقرة التالية من الرسالة: «فاعرف طرائقهم وشِیَمهم، وداو كلّاً لابدَّ لك من معاشرته بالدواء الذي هو أنجعُ فیه، إن لیناً فلیناً، وإن شدّة فشدة، فقد قیل في الأمثال:
وقد قال بعضُ الحكماء: لیس بحكیمٍ مَن لم یعاشرْ مَن لا یَجد مِن معاشرته بُدّاً، بالعدل والنَّصفة، حتی یجعل اللّه له من أمره فرجاً ومخرجاً» (المصدر نفسه، ج 1، ص 109). ففي هذا المقطع من الرسالة، يشير الجاحظ إلى أنّه يجب معاملة كل شخص بما يناسبه، فمثلاً اذا كنت لطيفاً مع الجشِع والمسرف مِن الأقرباء، فسيسئ إليك ويريد الوصول إلى ما ليس أهلاً له؛ ولذلك يجب معرفة طرائقهم وأخلاقهم ومعاملة كلّ شخص معاملة الطبيب الحاذق مع المريض، ثم يأتي بمثل يحتوي على كلّ هذه المعاني بشكل موجز؛ وبذلك جعل كلامه والمثال متماسكين، ومن ناحية أخرى عبّر عن كلامه باستخدام الاستدلال أو حجة، ثم استشهد بأقوال الحكماء المقبولة بين الناس؛ وبهذه الطريقة أقنع جمهوره بأنه ليس حكيماً مَن لا يتعامل الأشخاص معاملة مناسبة لهم. النقطة اللافتة في هذه الفقرة هي أن جمل الجاحظ، لها توازن صرفي ونحوي وبلاغي، وكذلك المثل المذكور أيضا متوازن مع ما سبقها نحوياً، وبلاغياً وصرفياً، كما أنّ الجملة المستبدلة أوجدت تناغماً بين العبارات. 3ـ3. المنقول عن الشعراء قد أورد الجاحظ في أجزاء مختلفة من رسالته بعض المقاطع من قصائد الشعراء العرب، عندما تكون القريبة من أسلوبه ومعانيه؛ وبهذه الطريقة، سبّب انسجاماً بين هذه الأبيات وبين فحوی كلامه، عن طريق استبدال هذه القصائد؛ فعلی سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى الأبيات التالية: «واعلم أنّ كثرة العتاب سببٌ للقطيعةِ، واطّراحَهُ كلَّه دليلٌ على قلَّة الاكتراث لأمرِ الصّديق. فكن فيه بين أمرين: عاتبْهُ فيما تشتركان في نفعهِ وضرّه وذلك في الهيّنات، وتَجافَ له عن بعض غَفَلاته تسلمْ لك ناحيتُه. وبحسب ذلك فكن في زيارته، فإنَّ الإلحاح في الزّیارة یَذهَب بالبهاء، وربَّما أورث المَلالةَ، وطولَ الهِجران یُعقِب الجفوة ویحلُّ عقدة الإخاء، ویجعلُ صاحبه مدرجة للقطعیة وقد قال الشاعر:
(المصدر نفسه، ج 1، ص 88). في هذا الجزء، قد دلّت عبارة الشاعر بطريقة ما على ما أراده الجاحظ. ويمكن فهم هذا المعنی من كلا الكلامين، بمعنى آخر، مراعاة الإقتصاد في معاملة الأصدقاء ومراعاة الانصاف معهم في كلام الجاحظ، وأنّك يجب ألا تكثر على زيارة الحبيب؛ لأن كثرة الزيارة ستزيل هذا اللطف، والهجر في مكانه يسبب الحبّ والصداقة. وقصيدة زهير بن جناب الكلبي المقتبسة في كلام الجاحظ، تعبّر عن ذات المفهوم لكنّها بكلمات أخرى. ما يلفت الانتباه في هذا النوع من الاستبدال هو أن الجاحظ اهتم ببنية كلماته في صنع الجملة المستبدلة، حيث إنّ جميع ضمائر "كَ" للمخطاب تعود إلی محمد بن داوود؛ كما تعود أيضا جميع هذه الضمائر إلى خارج النص؛ ولكن لأنه جلب هذا الكلام لإقناع المتلقي؛ فيمكن القول إنه أعادها ضمنياً للجمهور المتلقي. ولكنّنا يجدر أن نشير أنّ ضمير "ك" في العبارات المقتبسة من شخص آخر تخرج من هذه الحالة؛ وزد على علائم تلك الدقة في اختيار المفردات، أنّه يستخدم الطباق والترادف في نصه. كما نشاهد في الأبيات المقتبسة الطباق والترادف أيضا؛ ففي المثال السابق، التوازن النحوي قائم بين التعابير؛ وفي التعبير المستبدل أيضاً، نرى أنواع التوازن، حيث الضمائر في الجمل المنقولة تعود إلی ما قبلها؛ فالاستبدال من نوع "داخل النص الراجع إلی ما قبله" والعلاقة الدلالية بين الكلمات المستبدلة هي "علاقة المشابهة". 3ـ4. المنقول عن الرسول الأعظم (-) كلام رسول اللّٰه (-) في نص مثل هذا يعدّ حجة واستشهادا قويين. وفي رسالة المعاش والمعاد، يستخدم الكاتب كلامه (-) كحجة قاطعة، حيث جعل أحاديثه بديلة لكلامه وكمثال على ذلك: «اعلم أن إشاعة الأسرار فسادٌ في كلِّ وجهٍ من الوجوه، من العدوّ والصدیق، قد روي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه وآله، أنه قال "استعینوا علی الحوائج بسَترها، فإنَّ كلَّ ذي نعمة محسود» (المصدر نفسه، ج 1، ص 116). وكلامه (-) هنا حجة ومبرر للجملة السابقة، وقد حلّ محلّها ودلّ عليها. يذمّ الجاحظ إفشاء الأسرار ويعتبره فساداً لا فرق اذا كان لصديق أو لعدوّ، وضرورة الحفاظ على الأسرار ضرورة عقلية ودينية يؤكد عليها كلام الرسول الأعظم (-). ويحدث هذا ترابطاً دلالياً بين كلامه وبين الأحاديث المنقولة عن رسول اللّٰه (-)، كما أنه يمزج أقواله بالحجج من أجل الجدل والاستدلال بالتفسير والإيضاح. وفي هذا النقل، استخدم الجاحظ الطباق في كلامه، وهو من الجوانب الجميلة في كلامه؛ وفي المقابل، فالطباق موجود في كلام الرسول أيضاً، وقد تسببت علاقات التشابه الدلالية بين هاتين الجملتين في ارتباط كلام الجاحظ واستمراريته. 3ـ5. المنقول عن الأمثال المثل كلام له معان كثيرة مع كونه مختصراً موجزاً، وعادة ما تستخدم الأمثال في الكلام كي تجعله أكثر جاذبية للقلب والروح، ومن خصائص كلام الجاحظ استخدامه للأمثال، حيث یمكن الإشارة إلی هذا الجزء من نص رسالة المعاش والمعاد كمثال علی ذلك: «وإذا أَفشیتَ سِرَّك فجاءت الأمور علی غیر ما تقدَّر، كان ذلك فضلا من قولك علی فعلك، وقد قیل في الأمثال"من أفشیَ سِرَّه كثُر المتآمرون علیه"، فلا تضَع سرَّك إلّا عند من یضرَّه نشره، كما یضرُّك وینفعه ستره بحسب ما ینفعك» (المصدر نفسه، ج 1، ص 116 ـ 117). يشير الجاحظ إلى أنّ من يفشي السرّ، فلن يكون مسيطراً على الأوضاع؛ وكلام كهذا يضر بما ينوي فعله، وكذلك إلى وجوب إيداع السرّ عند الذي مضطرّ على حفظه، واستشهد بالمثل ليؤكد كلامه بما هو مقبول عند الناس. ومن هذا المثل، يجلب البرهان والإقناع للمتلقي. وقد جاء هذا الكلام بعدما استشهد في كلامه بحديث نبوي شريف، وهكذا يكرّر نفس المعنى باستبدال هذا المثل بكلّ الجمل السابقة تأكيداً على موضوع هام، وهو الحفاظ على الأسرار. 3ـ6. الاستبدال باسم الإشارة "هذا" ومن أقسام الاستبدال في الرسالة الاستبدال بأسماء الإشارة خاصة "هذا"، وكمثال على ذلك: «وقد یجیء خبرٌ أخصُّ من هذا، إلاَّ أنّه لا یُعرَف إلَّا بالسَّؤال عنه، والمفاجأة لأهله، كقوم نَقَلوا خَبراً، ومثلك یحیط علمُه أنَّ مثلهم في تفاوت أحوالهم وتباعُدِهم من التَّعارف، لا یُمكن في مثله التَّواطؤ وإن جهل ذلك أكثر الناس. وفي مثل هذا الخبر یمتنع الكذبُ ولایتهیّأ الاتفاق فیه علی الباطل» (المصدر نفسه، ج 1، ص 119). نشاهد في هذه الفقرة الواحدة، عدة استبدالات للأسماء والجمل. فبجانب الإيجاز جعل النص متماسكاً ومتناغماً. فنری أنّ اسم الإشارة "هذا" استبدل للفقرة التي قبلها وأدّی هذا الاستبدال إلی الانسجام بين القسمين من الفقرة، ويجعل هاتين الجملتين مترابطتين من حيث المظهر والمعنى. في الجملة الثانية، وضع المؤلف المثل الذي يحل محل الجملة السابقة، يمكن اعتباره نوعاً من الاستبدال التبريري. ثم أضاف إثراء كلامه من خلال تكرار المعنى باسم الإشارة في العبارات التالية؛ فبتلك الاستعاضة راعى مبدأ الإيجاز وتجنّب التكرار غير الضروري وأنشـأ باستخدام هذه الكلمات علاقة انسجامية بين الجمل. 3ـ7. الاستبدال باسم الإشارة "ذلك" «فما غابَ عنك مما قد رآه غیرُك، ممَّا یُدرَك بالعِیان، فسبیلُ العلم به الأخبارَ المتواترة، التي یحملُها الوليُّ والعدوُّ، والصَّالح والطَّالح، المستفیضة في الناس، فتلك لا كلفة علی سامعها من العلم بتصدیقها، فهذا الوجه یستوي فیه العالم والجاهل» (المصدر نفسه، ج 1، ص 119). لقد شرح الجاحظ أنّ كلّ ما يخفى عليك ويراه الآخرون، وهو من الأمور التي يمكن فهمها بالرؤية، فإنّ طريقة معرفته هي الأخبار المتواترة التي يذكرها الصديق والعدو والصالح وغير الصالح. واسم الإشارة "تلك"، قد حلّ محلّ الجمل التي قبله؛ وبذلك منع الجاحظ التكرار وقدم الفحوى للمخاطب بشكل موجز، كما أنّه قد ضمّن في كلامه عدة كلمات متضادة. واسم الإشارة هناك مثما كان في القسم السابق يشير إلى المضامين السابقة له.
عند الاستبدال بالجملة الشرطية، تُذكر جملة ثم يُذكر سببها. وبهذه الطريقة، يوجد الجاحظ استمرارية وانسجاماً من خلال استبدال الجملة الشرطية بالكلام السابق أو التالي. وفي التالي، بعض حالات الاستبدال من خلال الجملة الشرطية: 4ـ1. الاستبدال بـ"مما" «ولكني أوصیك بریاضة نفسك حتَّی تذلَّلها علی الأمور المحمودة، فإن كلِّ أمر ممدوحٍ هو مما تستثقل النفوس، {ممّا تسرُّ به وتنقلب إلیه الأخلاق المذمومة} فإنَّ أهملتها وإیاها غلبت علیك، لأنها فیها طبیعةٌ {مركبة} وجبلة مفطورة» (المصدر نفسه، ج 1، ص 133). قام الجاحظ باستبدال الضمير "فإن أهملتها" بجملة "لكنّي أوصيك برياضة نفسك"؛ والكاتب من خلال هذه الجملة قام بتقديم تبرير وسبب للجملة الافتتاحية للفقرة. وقد انتهى إلى نوع من الاستبدال الشرطي الذي سبّب الانسجام والاستمرارية. لكنّ النقطة الرئيسة عندنا في هذا الجزء من الرسالة هي استبدال عبارة "ممّا تسر به" عن عبارة "فإنّ كلّ أمر ممدوح"؛ وهذا يعني أنني أوصيك بضبط النفس كي تتواضع في الأعمال الجديرة بالثناء؛ لأن هذه المسألة جديرة بالاهتمام؛ لذلك فإن الاستبدال من خلال الجملة الشرطية بجانب الضمائر المستخدمة في الجملة الشرطية قد لعب دوراً مهماً في انسجام النص بجانب غيرها من عناصر الاستمرار الأخرى، مثل التكرار، وتناسب الكلمات، والتضاد، وعلاقة للسبب والنتيجة. 4ـ2. الاستبدال بـ"مَن" «وأعلم أن نشر محاسنك لا یلیق بك، لا یُقبَل منك إلّا إذا كان القول لها، علی ألسُنِ أهل المروءات، وذوي الصَّدق والوفاء، ومن یَنجع قولهُ في القلوب مِمِّنْ یُستنام إلی قوله، ویُصَدّق خبره، وممن إن قال صدق أو مدح اقتصد، یُثنِي بقدر البلاء، فإن إشراف الثناء علی قدر النّعمة یُولِّد في القلوب التكذیب ویدل علی طلب المَزَاید» (المصدر نفسه، ج 1، ص 129). فالکاتب استبدل الجملة الشرطية مکان الجملة السابقة، حيث جملة "ممن یُستنام إلی قوله ویصدق خبره " تفصيل وتأكيد لـ"مَن ينجع قوله في القلوب". وفي الحقيقة، يريد الكاتب أن يقول أن لا أحد يقبل نشر فضائلك إلا عندما سمعها عن لسان والصادقين والموفين بوعودهم، ثم عبّر عن هذه العبارة باستخدام "من" الشرطية؛ لذلك، من خلال استخدامي "من" الشرطية والإتيان بعبارة تشير إلى نفس المفهوم والمعنى، فقد أحدث علاقة دلالية بين الجمل، وتعتبر "مَن" هنا إحدی أسباب الانسجام في النص. 4ـ3. الاستبدال بـ"لو" الشرطیة «قد یجيء خبرٌ أخصُّ من هذا، یحمله الرجلُ والرجلان ممن یجوز أن یَصدُقَ ویجوز أن یكذب، فصِدق هذا الخبر في قلبك إنَّما هو بحُسن الظّنِّ بالمخبر، والثَّقة بعدالته ولن یقوم هذا (الخبر) من قلبك، ولا قلب غیرك مقام الخبرین الأولینَ أبداً، ولو كان ذلك كذلك بطل التصنع بالدین واستوی الظاهر والباطن من العالَمِین» (المصدر نفسه، ج 1، ص 120). يشير الجاحظ إلى أنّه في بعض الأحيان توجد أخبار خاصة لا يعرفها عامة الناس وليست مشهورة ويأتي بها أشخاص قلائل يمكن أن يكونوا صادقين أو لا، فهناك تحتاج إلي تحري الصدق لدى المخبر؛ وفي النهاية، يجب أن يعتمد الشخص قلبه وإحساسه بصدق المخبر ووثوقه أو عدمه؛ في هذه الحالة، لن يكون الخبر مثل الأخبار الصادقة التي ذكرها الجاحظ قبل هذا؛ وإذا كان ممكناً أن تكون هذه الأخبار مثل الأخبار الصادقة وممكناً أن يدعي الشخص شيئاً ويصدقه الآخرون، فلن يحتاج شخص إلى التظاهر بالصدق والدين لكي يصدق الناس كلامه؛ فهناك استبدل الجاحظ القسم الأول، وهو عدم مساواة أخبار اليقين والأخبار التي لا يمكن الوثوق بها كليا بالجملة الشرطية "ولو كان ذلك كذلك" والجملة الشرطية عزّزت ربط هذه الفقرة من رسالة المعاش والمعاد؛ كما نشاهد تقوية الترابط في هذه الفقرة من خلال استبدال العبارة. 4ـ4. الاستبدال بـ"لمّا" الشرطیة «والجزع عند المصیبة التي لا ارتجاع لها؛ فإنَّهم لم یجعلوا لصاحب الجزع في مثل هذا عُذراً، لما یتعجَّل من غمّ الجزع مع علمه بفوت المجزوع علیه. وزعموا أنّ ذلك من إفراط الشَّرَه، وأنّ أصل الشَرَه والحسد واحد وإن افترق فرعاهما» (المصدر نفسه، ج 1، ص 124). يشير الكاتب أنّه يجب الصبر عند المصائب التي لا نستطيع معها شيئا وقد فات الأمر، فعند ذلك لا عذر للشخص أن يجزع والجزع ليس بمعنى الهم، بل معناه عدم الصبر على ما أصاب الشخص؛ فالجزع على ما فات وليست بالشخص حيلة فيه ليس معذوراً. فلذلك عبّر في هذه الجملة عن أنه الجزع لن يشفي من أي ألم في وقت المصيبة، ثم بدأ الجملة البديلة بـ"لمّا"، وبيّن السبب وكرّر ذكر سبب الجملة بتكرار معنى الجملة السابقة، وبالتالي فشكل نوعاً من الاستبدال المبرّر، وبجانب عناصر مثل اسم الإشارة والضمائر والتكرار الاشتقاقي، أحدث ترابطاً وانسجاماً في نصه.
في هذا النوع من الاستبدال، نرى تبريراً للجمل السابقة، باستخدام أحد الأفعال أو ظروف المبرِّرة التي تكرر المعنى السابق لها؛ مثل: (س الاستقبالية)، و(یستطیع) و(یقدر)، (هذا الذي)، و(یجب) ، و(عزم)؛ و(ربما)، و(أكیداً)، و(بالتأكید)، (محتمل)، (ممكن) (مفتاح 2007م، ص 178). نرى في نص رسالة المعاش والمعاد الاستبدال من خلال الأفعال والظروف التبريرية، حيث إنّ هذا النوع من الاستبدال يسبّب الترابط الدلالي بين العبارات، ويمكن اعتباره من عناصر الانسجام في الرسالة. 5ـ1. الاستبدال بـ"یجب" «وللّٰه ابتلاءان في خَلقه ـ والابتلاء هو الاختیار ـ ابتلاء بنعمة وابتلاء بمصیبة وبِقَدر عظمها یجب التّكلیف من اللّٰه علیها، فبقدر ما خَوَّلك من النعمة یستأدیك الشُّكر» (الجاحظ،1964م، ج 1، ص 100). قد ذكر أنّ اللّٰه يبتلى عباده، والابتلاء هو الاختبار أو الامتحان، وهذا الاختبار الإلهي نوعان: قسم منها بالنعم وقسم بالمصائب، وبذكر فعل "يجب" يبرِّرُ المفهوم السابق، والغرض منها هو إقناع الجمهور واختبار النعمة هو ليثبت العبد إن كان شاكراً أو كفوراً؛ فمن الواجب شكرها. فتم استبدال جملة "بقدر ما هو عظيم" بجملة "النعم التي أنعمها اللّٰه للإنسان"، وكذلك تم حذف كلمة يجب في الجملة الثانية، وحلت الجملة "بقدر ما أنعمه اللّٰه" محل الجملة السابقة؛ وفي هذه الجملة باستخدام نوعين من الاستبدال، قام الكاتب بإيجاد الترابط والانسجام بين العبارات في هذه الفقرة باستخدام الأفعال التبريرية. ويمكن القول إنه في هذه الجملة، تم تشكيل نوع آخر من الاستبدال عبر "هو"، وضمير الفصل هنا الذي يعود إلی الابتلاء، سبّب الترابط بين الجمل. 5ـ2. ربَّما «وكذلك جرت معاملاتُ الخلق بینهم، یُعدَّلون العادلَ بالغالب من فعله ورُبَّما أساء، یفسّقون الفاسق ربَّما أحسن، وأنما الأمور بعواقبها وإنَّما یُقضى علی كلَّ امرئ بما شاكلَ أحوالَه» (المصدر نفسه، ج 1، ص 102). هكذا كان معاملات الخلق بينهم، فإنهم يعتبرون الذي هو عادلٌ في غالبية أعماله، عادلاً حتى لو أساء هذا الشخص في بعض الأحيان ، ويعتبرون الذي يسيء في غالبية أعماله شخصاً فاسقاً حتى لو قام بأعمال حسنة في بعض الأحيان؛ وبعبارة أخرى، يعامل الناس كلّ شخصٍ حسب ما اشتُهِر به. فهنا استبدل "من فعله" بالفعل السابق، والذي يمكن اعتباره نوعاً من الاستبدال الفعلي. قد تكون عبارة "ولو أساء" يمكن أن تكون جزءاً من تصرفات الشخص العادل وهكذا سبب في إيجاد العلاقة والترابط بين العبارات. 5ـ3. مثل الذي «فالرَّغبة والرَّهبة أصلا كلِّ تدبیرٍ وعلیهما مدارُ كلِّ سیاسةٍ، عظُمت أو صغرت. فجعلهما المثال الذي تحتذي علیه وركنك الذي تستند إلیه» (المصدر نفسه، ج 1، ص 105). يتحدث الجاحظ عن الرغبة والخوف واعتبرهما مبدأ كلّ سياسة ويحذر مخاطبه محمد بن داوود أنّه يجب أن يضع هذا أصلاً هاماً في سياساته ومعاملة الناس. فهناك تم استبدال المثال عن وضع الرغبة والرهبة أصلين هامين في حياة المخاطب، ونوع الاستبدال في هذه العبارة هو الاستبدال التبريري. والنقطة الجديرة بالذكر في هذه العبارة هي أنّ الرغبة والرهبة كلمتان مضادتان، وهذا ما كسا النص جمالاً مضاعفاً. وكذلك يجب الإشارة إلى أن هذه العبارة قد حذفت: "فجعلهما مثالك الذي" بسبب إقامة القرائن اللفظية والمعنوية. فلذلك هذا الاستبدال بجانب غيره من عوامل الترابط مثل الإرجاع إلى الضمائر، والعطف من خلال أدوات العطف والحذف والتكرار من نوع الترادف وتناسب الكلمات المتضادة والتكرار النحوي أي تكرار الأصوات. فإنّ كلًّا من هذه له دور فعال في انسجام هذا الجزء من الرسالة. بعد هذا الإيضاح والشرح لأمثلة أقسام استبدال الجملة ودورها في انسجام رسالة المعاش والمعاد واتساقها، فيما يلي رسم بياني لأقسام الاستبدال في كل جزء من الرسالة.
الخاتمة تظهر نتائج البحث ما يلي: ـ أن الاستبدال من أهم عناصر خلق الانسجام في رسالة المعاش والمعاد للجاحظ. ـ نص الرسالة نص مستمر ومتماسك، حيث تلعب مجموعة من العوامل، منها: إحالة الضمائر، وحروف العطف، والتكرار، والحذف والاستبدال، تلعب دوراً محورياً في تماسك النص واستمراريته. ـ في هذه الرسالة، يُحدِث الجاحظ الارتباط في النص، لكنِّه لا يقع في فخ الركاكة والتراخي، وفي المقابل فالإيجاز هو أحد خصائص أسلوب الجاحظ النثري، ومن ناحية أخرى، يلعب الاستبدال دورا هاماً في الإيجاز والتماسك واستمرارية النص. ـ دقة اختیار الجاحظ المناسب في الاقتباسات من الآخرین والاتّساق الصرفي، النحوي والبلاغي بارزة بجانب جمال كلامه ودقته وأناقته، ویمكن القول إن الاستبدال بالجملة سبب جمالاً في كلامه؛ لأن الجمل المقتبسة مثل كلامه متماسكة ومنسجمة في جميع نواحيها. ـ لعب الاستبدال دورا تفاعلياً في إقامة العلاقة بين القضايا المختلفة في الرسالة، على الرغم من القضايا الدينية والسياسية الحساسة التي قد عبّر عنها في كلامه. ـ النسبة المئوية لاستخدام استبدال الجملة المقتبسة أكثر من سائر الجمل. ـ علی صعید استبدال الجملة، يلعب اسما الإشارة "هذا" و"ذلك" اللّتان حلتا محل الجمل السابقة، دورا أكبر. ـ الاستبدال في كلام الجاحظ يرافق الإقناع والجدل، وقد أحدث هذا الأمر علاقة دلالية بين الجمل المستبدلة. ـ في أماكن كثیرة من رسالة المعاش والمعاد، تم استخدام الاستبدال من أجل تكرار نظرية معينة والتأكيد على موضوع محدد والذي یكون محور الكلام في كل قسم أو فقرة من الرسالة. ـ تم استخدام العبارات المستبدلة في نص الرسالة لتوضيح وشرح عباراتها السابقة؛ لذلك يمكن القول إن هناك علاقة دلالية من التلخیص والتفصيل بين الاستبدال بالجملة.
[1]. Cohesion [2]. Coherence [3]. Substitution [4]. Substitution [5]. Cohesion in English | |||||||||||||
مراجع | |||||||||||||
* القرآن الكريم. ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس. (1976م).مقاییس اللغة. تحقيق عبد السلام هارون. قم: دار الفكر. ابن منظور، محمد بن مكرم. (1414ﻫ). لسان العرب. ط 3. ج 14. بيروت: دار صادر. أبو كطیفة، مجیب سعد. (2018م). «الاستبدال وأثره في سبك النص عهد الإمام علي (ع) إلی مالك الأشتر أنموذجا». الباحث. ع 27. ص 89 ـ 106. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد. (2001م). تهذیب اللغة. تحقیق محمد عوض مرعب. قم: دار إحیاء التراث العربي. الأسدي، علي عبد الإمام مهلهل. (2015م). التقابل وبلاغة الخطاب في رسالة المعاش والمعاد للجاحظ، مجلة أورك. جامعة المثنی، كلیة الآداب. ج 8. ع 2. ص 47 ـ 76. بن عروس، مفتاح. (2007م). الاتساق والانسجام في القرآن الكریم، رسالة الدكتوراه. جامعة الجزائر. كلیة الآداب واللغة. بوقرة، نعمان. (2009 م). المصطلحات الأساسية في لسانيات النص و تحليل الخطاب: دراسة معجمية. عمان: عالم الکتب الحديث. الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر. (1978م). الحیوان. تحقیق وشرح عبد السلام محمد هارون. بیروت: شركة مكتبة ومطبعة مصطفی البابي الحلبي وأولاده. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ . (1964م). الرسائل.تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون. القاهرة: مكتبة الخانجي. جمعي، عائشة. (2018م). « الاستبدال والاستبدال بالصفر في لسانیات النص». العربیة. ج 1. ع 10. ص 215 ـ 231. حمداوي، جمیل. (2016م). لسانیات النص بین النظریة والتطبیق. د.م: مجلة فكر. الخطابي، محمد. (1991م). لسانیات النص: مدخل إلی انسجام النص. بیروت: المركز الثقافي العربي. الرداد، سعاد إحیمد عمر. (2021م). الاستبدال النحوي في السبع الطول في القرآن الكریم: دراسة في نحو النص. رسالة الماجستير. جامعة الزاویة إدارة الدارسات العلیا والتدریب، كلیة الآداب. سعدوني، فطمیة. (2017م). آلیات الاتساق والانسجام في "الخطاب الشعري" "الخمرة الإلهیة"أنموذجا. رسالة الماجستير. جامعة الدكتور طاهر مولايز كلیة الآداب واللغات والعلوم الإجتماعیة والإنسانیة والفنون. الصبيحي، محمد الأخضر. (2008م). مدخل إلی علم النص ومجالات تطبيقه. الجزيرة: الدار العربية للعلوم ناشرون. عبيد، نورة محمد مرسي. (2020م). «الإقناع والإمتاع في رسائل الجاحظ "الصداقة" في رسالة "المعاش والمعاد" أنموذجاً». مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج. ج 26. ع 2. ص 670 ـ 731. الفاخوري، حنا. (1383ﻫ.ش). تاریخ الأدب العربي. ط 3. تهران: توس. الفقي، صبحي ابراهیم. (1421ﻫ). علم اللغة النصي بین النظریة والتطبیق: دراسة تطبیقیة علی السور المكیة. القاهرة: دار القباء. قیاس، لیندة. (2009م). لسانیات النص النظریة والتطبیق: مقامات الهمداني أنموذجا. القاهرة: مكتبة الآداب. محمد، علي حفظ اللّٰه. (2021م). «الاستبدال في لغة القرآن الكریم مقاربة النصیة». دوریة نماء للعلوم الإنسانية. ج 14. ع 1. ص 9 ـ 66. مفلاح، عبد اللّٰه. (2017م). «المصاحبات اللفظیة في رسالة المعاش والمعاد الجاحظ مقاربة في ضوء لسانیات النص». المجلة اللغة والكلام. ج 2. ع 2. ص 270 ـ 288. المنظري، سالم بن محمد. (2015م). الترابط النصي في الخطاب السیاسي دراسة في المعاهدات النبویة. مسقط: بیت الغشام للنشر والتوزيع والخدمات التعليمية والتطوير. هبيرة، عز الدین. (2018م). «مصطلح التماسك النصي في التراث اللغوي العربي: مقاربة نصیة». مجلة العلوم الإنسانیة. ج 29. ص 89 ـ 102. ورود، سعدون عبد. (2019م). «الاستبدال في علم لغة النص دراسة تطبیقیة في القرآن كریم». مجلة جامعة كربلاء العلمیة. ج 17. ع 3. ص 1 ـ 14.
ب. الفارسیة البرزى، پرویز. (1386ﻫ.ش). زبانشناسی متن. تهران: امیر كبیر. كوچكى نیت، زهرا؛ ودیگران. (1398ﻫ.ش). «کارکردهای بلاغی و انسجامآفرینی جانشینهای اشارهای در سوره مبارکه حج و ترجمههای آن از فولادوند، خرمشاهی و محدّث دهلوی». پژوهشهای ادبی ـ قرآنی. ج 7. ش 1. ص 1 ـ 31.
ج. الإنجلیزیة هاليداي وحسن Halliday, M. A. K. and Hassan R. (1976). Cohesion in English, London: longman. | |||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 326 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 201 |