تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,675 |
تعداد مقالات | 13,674 |
تعداد مشاهده مقاله | 31,690,194 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,519,908 |
مقارنة بين أوزان الشعر الترکي والعروض العربي دراسة وصفية ـ تحليلية | ||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | ||||||||||||||||
مقاله 8، دوره 13، شماره 25، دی 2021، صفحه 111-128 اصل مقاله (1.15 M) | ||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||||||||||||||||
شناسه دیجیتال (DOI): 10.22108/rall.2020.121373.1269 | ||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||
علي قهرماني* 1؛ محمد رضا اسلامي2؛ جعفر امشاسفند3؛ صياد پناهي4 | ||||||||||||||||
1أستاذ مشارک في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشهید مدني، أذربيجان، إيران | ||||||||||||||||
2أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشهید مدني، أذربيجان، إيران | ||||||||||||||||
3عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشهید مدني، أذربيجان، إيران | ||||||||||||||||
4طالب الدکتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشهید مدني، أذربيجان، إيران | ||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||
يری بعض الباحثين الأتراک أنّ جذور الأوزان العروضية العربية تصل إلى الشعر الشعبي الترکي القديم، ويرون أن أوزان العروض الترکي ليست مقتبسة من العروض العربي. وقد راجت أوزان العروض العربي کوزن وحيد للشعر الفارسي بعد ما تعرف شعراء الأدب الفارسي على العروض العربي، فاندثرت الأوزان الهجائية القديمة للغة الفهلوية والفارسية الوسطى. أما الأتراک فهم استعملوا الأوزان العروضية بجانب الأوزان الهجائية المحلية. تنوي هذه الدراسة من خلال المنهج الوصفي – التحليلي، أن تتطرق إلى أوجه التشابه التباين بين أوزان الشعر الترکي والعروض العربي وتحاول الإجابة عن مدی التزام الأتراک بأوزانهم الهجائية ومدی تأثرهم بالعروض العربي في شعرهم. من أبرز نتائج هذه الدراسة هي أن الأوزان العروضية العربية تقوم على کمية المقاطع وتناسُب الهجاءات وتساوي الشطرين ـ طولها وقصرها ـ خلافا للشعر الترکي الذي يقوم على تساو في عدد الهجاءات في کل شطر شعر؛ وهناک اختلاف کثير في استعمال بعض البحور الشعرية العربية التى تأثرو شعراء الترک فيها من العروض العربي؛ ومن أوجه الشبه بین الأدبین هو أن الردیف فی شعر کلا اللغتین یعتبر نوعا من الصنعة ونلاحظ أن الوزن المستخدم قریب جدا بالوزن الهجائی الترکي. | ||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||
العروض العربي؛ الشعر الترکي؛ الأوزان الهجائية | ||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||
1. المقدمة قيل في تعريف الأدب المقارن: إنه يناقش العلاقات التاريخية ونقل الظواهر الأدبية من أدب أمة إلی آداب الأمم الأخرى. و«الأدب المقارن هو في إيجاز دراسة الأدب القومي في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب، کيف تصل هذا الأدب بذاک الأدب؟ وکيف أثّر کل منهما في الآخر؟ ماذا أخذ هذا الأدب وماذا أعطى؟ وعلى هذا، فالدراسة في الأدب المقارن تصف انتقالا من أدب إلى أدب. قد يکون هذا الانتقال في الألفاظ اللغوية أو في الموضوعات أو في الصور التي يعرض فيها الأديب موضوعاته أو الأشکال الفنية التي يتخذها وسيله في التعبير، کالقصيدة أو القطعة أو الرباعي أو المزدوج» (ندا، 1991م، ص 20). يتمتع الأدب العربي بمکانة متميزة وعالية، من حيث سعة الموضوعات والتاريخ العريق بين آداب الأمم الأخرى، خاصة في الشرق الأوسط، وبالإضافة إلی تأثير الثقافة العربية على آداب الأمم الأخرى، فإن لها تأثيرا کبيرا في عروض هذه الأمم، لاسيما الأدبين الفارسي والترکي. کان للأدب العربي تأثير عظيم في الأدب الفارسي بسبب العلاقات الثقافية والسياسية بين الفرس والعرب. وهذا التأثير واسع في مجال علم العروض؛ وقد تسرب هذا التأثير من الأدب الفارسي إلی الأدب الترکي لما کان بين الأتراک والفرس من علاقات. ویجب أن نتأمل أکثر في أن الوزن العروضي استعمل مباشرا فی الشعر الترکی وأن الشعراء الترک استعملوا العروض في شعرهم عن طریق الفرس. یقول العروضي الأذربیجاني أکرم جعفر: فالشعراء الأتراک الذین کانوا ینشدون بالعربیة غیر قلیلون؛ ولکن الواقع أن الأوزان المستعملة في اللغة الترکية تتطابق مع الأوزان المستعملة في الفارسية أکثر منها في العربية؛ أول منظومة أنشدت في الترکية الإیغورية هي منظومة "کوتاد قو ـ بیلیک" في بحر المتقارب "فعولن فعولن فعولن فعل"، والذي نظمها یوسف حجاب؛ ویری بعض الباحثین أنها نظمت بتأثیر من وزن الشاهنامه للفردوسي (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 31). فالأدب العربي أثّر في آداب هذه الأمم لوجود علاقات تاريخية بين الفرس والترک والعرب. إن علم العروض واحد من العلوم الشعرية العربية الذي أثّر بعد اختراعه من قبل الخليل الفراهيدي في شعر الأمم الأخرى. وبمرور الأيام، انصرف شعراء الأتراک من الشعر الهجائي (المقطعي) إلی الشعر العروضي وأنشدوا في الوزن الهجائي والوزن العروضي المأخوذ من أدب العرب. «يعتمد الشعر الهجائي على تساوي مقاطع المصاريع ونسبة تقسيمها. أما الوزن العروضي فيعتمد على البحور العروضية التي دخلت في اللغتين الفارسية والترکية. وخلافاً للوزن العروضي، فإن قِصر الصوائت وطولها في الوزن الهجائي أو تطابق کيفية المقاطع في المصاريع لا يعتبر شرطاً لها. أقدم شعر ترکي وصل إلينا کان شعراً هجائياً؛ وکان هذا الأسلوب في إنشاد الشعر شائعاً في اللغة الترکية منذ آلاف السنين. والوزن الهجائي (المقطعي) يعتبر وزناً قومياً ووطنياً في الشعر الأذربيجاني» (محمدزاده صديق، 1388ﻫ.ش، ص 55). وأساس الشعر الترکي هجائي ومختص للأتراک. والشاعر في الشعر الهجائي ـ خلافاً للشعر العروضي ـ لا يهتم بنوعية المقاطع؛ فليس من الضروري أن تکون المقاطع الطويلة مقابل نظيراتها والمقاطع القصيرة مقابل مثيلاتها؛ لأن الأکثر في الشعر الهجائي اعتماده على عدد المقاطع. فالموسيقى السلسة والمنطلقة في الشعر العروضي الترکي وطلاقتها التي استعيرت من غيرها، لا تبلغ أبداً جمال الشعر الهجائي ونغمته اللينة وعذوبته وشعبيته؛ لأن الوزن الهجائي للشعر الترکي ينبعث عن ذات اللغة الترکية وليس استعارياً.
1ـ1. عرض الموضوع بما أن وزن الشعر الترکي وزن هجائي ومستقل عن الوزن العروضي، فإن قواعده الخاصة مختلفة عن الوزن العروضي وخارجة عن قواعده؛ وعلى الرغم من هذا الاختلاف، فقد أدى تأثير الشعر العربي في الشعر الترکي إلی تغيير في الشعر الترکي وقوالبه وإلی تطور هذه القوالب. تبحث هذه المقالة عن الفروق الموجودة بين الوزن الهجائی في الشعر الترکي والعروض العربي، بالإضافة إلی مکانة الوزن العروضي في الشعر الترکي، والإجابة عن السؤال الأساسي حول تأثير الوزن العروضي في تطور الشعر الترکي. 1ـ2. فرضيات البحث تتمحور فرضيات البحث على ما يلي: ـ الوزن في الشعر العربي يقوم على التفاعيل العروضية، ويعتمد الوزن الهجائي الترکي على عدد المقاطع، خلافاً للوزن العروضي العربي. ـ المقاطع في اللغة الترکية أکثر من المقاطع العربية، ولها تأثير خاص في الشعر والوزن المقطعي للشعر الترکي. 1ـ3. أهمية البحث وأهدافه تبدو أهمية هذا البحث وضرورته الذي تمت الدراسة فيه من خلال المنهج الوصفي ـ التحليلی في أنه لم يتم حتى الآن بحث دقيق وشامل تحت هذا العنوان. هذا من جانب ومن جانب آخر، يحاول الباحثون دراسة مواضيع أدبية قيمة تخدم الدارسين والمخاطبين والقراء ويقنعهم. إن الأدب العربي مليء بمصادر عديدة ومفيدة حول العروض العربي، ولکن الأدب الترکي لأسباب مختلفة لا يتمتع بمصادر جديرة في هذا المجال. وعلى الرغم من قلة المصادر، لقد تم البحث حول العروض الترکي بصورة کلية وإجمالية. وأخيرا، لم نجد في کلا الأدبين بحثا أو مقالة مستقلة تقارن بين العروض العربي والترکي؛ ولکن هناک بحث لأحمد المرسي الصفصافي، عنوانه تأثير العروض العربي في العروض الترکي، والذی یتناول القوالب الشعرية الخاصة للشعر الترکی و یوضح فقط أن أوزانها جاءت طبقا للعروض العربی. وهذا ما أوجب لنا دراسة مستقلة وشاملة تتناول أوجه الشبه والفروق الموجودة بين الأوزان العروضية في الشعر العربي وأوزان المقاطع في الشعر الترکي. 1ـ4. منهج البحث لقد تطرقنا في هذه المقالة إلی الموضوع بالاعتماد على المنهج الوصفي ـ التحليلي، وقمنا بدراسة الکتب والمصادر الموجودة بين أيدينا، وبحثنا عن النظام العروضي للغتين العربية والترکية. وتم استخراج البيانات اللازمة من طوايا المصادر بعناية ودقة فائقة، وتم تطبيق المعلومات ومقارنتها واستخراج أوجه الشبه والفروق الموجودة بينهما. وفي الختام، تم تحليل علمي لهذه الأوجه تحليلاً عروضياً. واستفدنا مما وجدناه مفيداً في ثنايا المقالات المنشورة في المجلات وأرجعناها إلی مصادرها لکي تکون في متناول أيدي الباحثين والراغبين فيها. 1ـ5. خلفية البحث لم نعثر على بحث أو مقالة مستقلة وشاملة تحت هذا العنوان، ولکن هناک دراسات مبعثرة في الکتب والمراجع المختلفة تم إنجازها من قبل الباحثين والدارسين والنقاد. نشير هنا إلی بعض منها، وهي ما يلي: تناول روزبه صمدى في کتابه نگاهى تازه به عروض در اشعار ترکى، أنواع الوزن وخاصة الأوزان العروضية للشعر الأذربيجاني. وقد تطرق صمد رحمانى خياو (1379ﻫ.ش)، في کتابه مقايسه عروض فارسى و آذربايجانى، موضوع المقاطع وأنواعها. وبيّن الکاتب الترکي محمد فائق (1313ﻫ.ش)، في کتاب تُرکجه عروض، الفروق الموجودة بين عدد المقاطع في اللغة الترکية واللغات الأخرى. ومقالة تأثیر العروض العربي في العروض الترکي، لأحمد المرسي الصفصافي (1977م)؛ ولهذه الدراسة صلة مباشرة بالموضوع، لکن المباحث التي تطرق إليها من الشعر والوزن والعروض لها صلة ضئیلة بالوزن والعروض الترکیة الأذربیجانیة. وأمّا کتاب ديوان لغات الترک، لمحمود کاشغرى (1382ﻫ.ش)، فيعتبر مصدراً مهماً في هذا المجال، فنقل الکاتب فيه ألف بيت من شعر المقاطع کنماذج للشعر الترکي في الأوزان الهجائية. هذا القاموس مصدر موثوق وأصيل لبيان نماذج من شعر المقاطع. وقد جاءت مباحث کلية وإجمالية عن الوزن في کتب مثل: المعجم في معائير أشعار العجم لشمس قيس الرازي، واساس الاقتباس للخواجة نصير الدين الطوسي، ومقدمة الشعر والشعراء لابن قتيبة، وکتاب الجمهورية لأفلاطون. تعتبر هذه الکتب من المصادر الموثوق بها في هذا المجال. وفي مجال الأدب المقارن، استفدنا من کتاب الأدب المقارن لطه ندا. ومن اللافت أن الباحث الإیرانی محمدرضا شفيعى کدکنى هو الباحث الوحيد الذي تطرق إلی موضوع التشابه بين الرديف العربي والترکي في کتابه موسيقى شعر. وبعد استعراض لأهم المحاولات في موضوع الوزن الترکي والفارسي، يمکن اعتبار هذه المقالة أول تجربة أدبية، وبالأحرى بداية تجربة للخوض في غمار البحث في عروض اللغتين العربية والترکية (الأذربيجانية).
2. الدراسة والتحلیل «إن الشعر لغة هو العلم وتصور المعاني بالتخمين والتفکير والحجة الصحيحة؛ واصطلاحا کلام مبتکر ذو معنى، موزون، متکرر، متساو ومتشابه في الحروف الأخيرة» (رازى، 1338ﻫ.ش، ص 196). هذا التعريف هو الذي قدمه شمس قيس الرازي عن الشعر وجعل الوزن مقدما على بقية الأصول، حيث بيّن أن الشعر کلام موزون مبتکر مقفى. بينما الوزن واحد من المبادئ الرئيسة للشعر ويعتبره الشعراء ضروريا للشعر، ويعتبره الشعراء العظام للشعر الحديث کهيکل عظمي للشعر؛ ولکن بعض المفکرين لا يعدون الوزن من مبادئ الشعر الأصلية. على کل حال، فالوزن واحد من متطلبات الشعر اللازمة لنقل رسالته وخلق المتعة المطلوبة منه. «على الرغم من أنه جاء في تعريف الشعر من وجهة نظر علماء المنطق أنه کلام مخيل، والوزن ليس شرطا ضروريا فيه، فإن أکثر الأدباء والعلماء يعتبرون وجود الوزن ضروريا للشعر، حتى بعضهم يعتبرونه جوهر الشعر» (وحيديان کاميار، 1374ﻫ.ش، ص 5). اعتبر الخواجة نصير الدين الطوسي الوزن من الفصول الذاتية للشعر، يقول: «کل موزون مخيل من وجه ... والوزن من الفصول الذاتية للشعر بالاجماع» (1355ﻫ.ش، ص587). يعتبر معظم العلماء والشعراء الوزن أمرا ضروريا للشعر، يعتقد لوي أنترمير[1] أن: «الوزن هو أساس الشعر ومادته الأولى، لأنه جوهر الحياة الأصلي أيضا» (سانتاماريا، 1348ه.ش، ص 242). فعلى هذا الأساس، يجب أن يکون الشعر موزوناً، ومثيراً للخيال ومطرباً ليکون له تأثير في النفوس بجانب فکرته العالية. «لتکن للشعر دواعٍ تحث البطيء وتبعث المتکلف، منها الطمع، ومنها الشوق، ومنها الشراب، ومنها الطرب، ومنها الغضب» (ابن قتيبة، 1423ﻫ، ص 110). يعتبر أفلاطون الشعر ذا حلاوة خاصة ومؤثراً في الروح، يقول: «بما أن للوزن والإيقاع لطافة خاصة، فهما يختلجان في أعماق الروح ويؤثران فيها» (2010 م، ص 129). فأهم ما يبدو في نظرة عامة لتعريف الشعر، کونه موزونا مخيلا. إذن، نحن بحاجة إلی علم لنميّز الشعر الموزون عن غيره وليتميز الشعر الصحيح السليم عن السقيم المکسور، يسمى هذا العلم علم العروض. وفيما يلي، نعرض تعريفا عن هذا العلم: کل الأشياء والأجناس تحتاج إلی مقياس أو أداة لتحدّد کميتها، وحجمها، وصحتها وسقمها. وبما أن الشعر کلام موزون، فهو بحاجة إلی أداة لتبيين أوزانه الصحيحة من الأوزان الفاسدة. والعلم الذي يستخدم لتمييز الشعر الموزون من غيره هو علم العروض. «بما أن الشعر کلام موزون، ولا بد لکل موزون ميزان لتعرف زيادته ونقصه، فعلم العروض هو ميزان الشعر» (سيفى بخارائى، 1372ﻫ.ش، ص 25). و«علم العروض علم يبحث نظريا وعمليا عن قواعد تحديد أوزان الأشعار (التقطيع) وترتيب أبواب الأوزان» (وحيديان کاميار، 1370أﻫ.ش، ص 8). يعتقد شمس قيس الرازي أن علم العروض هو ميزان الشعر، يقول: «اعلم أن العروض ميزان الشعر کما أن النحو ميزان النثر وسمي عروضا؛ لأن الشعر يعرض عليه، وبها يعرف صحيحه من مکسوره، وهو على وزن "فَعول" بمعنى "مفعول"» (1338ﻫ.ش، ص 27). وقد قيل: «يحتمل أنه سُمي عروضاً؛ لأن الشعر معروض عليه، فما وافقه منه کان صحيحاً، وما خالفه منه کان فاسداً» (الخطيب التبريزي، 1994م، ص 17). وفي هذا العصر، يعتبر علم العروض من العلوم الأدبية وفرعاً من العلوم اللغوية الذي يستخدم لفهم کمية الوزن وکيفيتها. «يعتبر العروض في الوقت الحاضر من العلوم الأدبية والأنظمة اللغوية ويستخدم على نطاق واسع في دراسات علم الأصوات (فونولوجيا)» (شميسا، 1374ﻫ.ش، ص 11). وهناک تعريف آخر للعروض، وهو: «العروض، فن يستخدم لفهم کمية الشعر وکيفيته ويعرف به صحيحه من فاسده» (فولادى، 1382ﻫ.ش، ص17). وهناک آراء مختلفة حول تسمية العروض. وأما الذي نعني به من العروض في هذه المقالة فألا هو: أن الشعر معروض عليه وبه يعرف صحيحه من مکسوره.
3. تاريخ العروض الترکي کان الوزن السائد للشعر الترکي قبل ظهور العروض العربي وزناً هجائيا أو ضربياً؛ وبعبارة أخرى، إن المعيار الرئيسي لتحديد الوزن هو ضربات المقاطع الهجائية، کما أن الفهلويات هي أول الأشعار التي أُنشدت بالوزن الهجائي في الأدب الفارسي. فهناک في الشعر الترکي شعر کلاسيکي وقديم من قبيل الأشعار الشعبية، مسمى بـ"باياتي". فهو شعر کان الناس يعبرون به عن سعادتهم وحرمانهم وآلامهم ومشاکلهم الاجتماعية. يتکون "باياتي" من سبعة مقاطع. والأنماط الأخرى للشعر الترکي، مثل: "الغرايلي" (گرايلي) يتکون من ثمانية مقاطع، و"القوشما" يتکون من أحد عشر مقطعا، و"الديواني" يتکون من خمسة عشر مقطعا. لقد بحث بعض العلماء عن جذور الوزن العروضي في الشعر الشعبي الترکي. يقول حسين محمدزاده صديق: «يرى زهتابي أنه يجب أن نبحث عن جذور الوزن العروضي في الشعر الشعبي الفولکلوري الترکي الأساطيري، ولا يجدر بنا أن نقول دون وعي: إن أوزان العروض الترکي مأخوذة من أوزان العروض العربي» (1388ﻫ.ش، ص 20 ـ 21)؛ ويضيف قائلاً: «کانت هناک بجانب الأوزان الهجائية في الشعر الترکي القديم، أوزان کانت عين أو شبيهة بالأوزان التي أخذت فيما بعد بواسطة علم العروض واستعملت من جانب شعراء العصر الإسلامي» (المصدر نفسه). ويعتقد محمدتقى زهتابى أيضا أن الخليل بن أحمد قام بتدوين علم العروض متأثراً بالأوزان والمبادئ والقواعد الترکية، حيث يقول: «بسبب کثرة حضور الأتراک ووفرتهم بين العرب المسلمين في القرون الإسلامية الأولى، يمکن القول: إن الخليل بن أحمد تمکن من تدوين علم العروض باستعانة من مبادئ وقواعد الشعر الترکي متأثراً من الأوزان الممتعة المطربة التي کانت شائعة بين الشعراء الأتراک» (المصدر نفسه، ص 19). يعتقد معظم العلماء أن الشعر الترکي أول الأمر کان ينشد في وزن المقطع؛ ولکن بعد ظهور الإسلام وتدوين علم العروض، أنشد الشعراء في الأوزان العروضية الخليلية. «بعد ظهور الإسلام وبعد ظهور علم العروض، حدث تداخل وتمازج بين الأدبين العربي والترکي وانتشرت أنماط الغزل الشائعة والقصيدة والرباعي والمثنوي (المزدوج) في الأدب الترکي ورغب شعراء الأتراک في الشعر العروضي وأثروا خزانة الأدب الترکي بآثار قيمة وبرع في أوزان العروض فحول شعراء، مثل: فضولي، ونباتي، وواحد، والأستاذ شهريار إلی حد أن الأوزان العروضية والهجائية تعتبران اليوم جناحین للشعر الترکي متماسکین رفعاه إلی ذروة مجده وعزه» (صمدى، 1391ﻫ.ش، ص 12). يرى کاشغرى أن تاريخ الأشعار الهجائية يعود إلی أکثر من أربعة آلاف سنة، وأن الهجاء (المقطع) هو جوهر الشعر الترکي. وقد ذکر هو نفسه في کتابه ديوان لغات الترک، الذي تطرق فيه إلی اللغة الترکية ولهجاتها المختلفة والأدب الترکي وشعره، أن اللغة العربية واللغة الترکية کلتيهما ذات الهيکل المنظم ذراعان لغويتان للإسلام والقرآن. وقد جاء في هذا الکتاب: «جوهر الشعر الترکي هجائي والشعر الهجائي من إبداعات الأتراک؛ وکل القصائد التي جاءت في الکتاب، أنشدت في وزن المقطع والمقاطع عمرها أکثر من 4000 سنة (حتى عصر المؤلف)» (1382ﻫ.ش، ص 34). کان وزن الشعر الترکي قبل ظهور الإسلام وعقود عديدة بعده هجائيا أوضربيا، أي کان المعيار الرئيسي لتمييز وزن الشعر الترکي ضرباته المقطعية. على سبيل المثال، نقطّع بيتا من الشعر الشعبي الفولکلوري: «اوشودوم ها اوشودوم ـ داغدان آلما داشيديم» (ها أنا شعرت بالبرد، شعرت بالبرد ـ جلبت التفاح من الجبل). او / شو / دوم / ها (4 مقاطع) او / شو / دوم (3مقاطع) داغ / دان / آل / ما (4 مقاطع) دا / شي / ديم (3مقاطع). نرى أنّ الوزن الهجائي في هذا البيت جاء في سبعة مقاطع (4+3=7) (صمدى، 1391ﻫ.ش، ص 19). کما نری أن الشعر الترکي کان في الوزن الهجائي قبل ظهور علم العروض. والأدب الترکي کآداب سائر الأمم فيه أدب عامي وشعبي وشائع في وزن المقطع وأدب کلاسيکي متأثر بالأوزان العروضية. أکّدت باربارا فلمينغ في حديثها عن العروض في مجموعات الشعر الترکي أن: «الحدود الفارقة بين الشعر المقطعي والعروض الخليلي اضطربت منذ زمن قديم وسادت في نتيجة هذا الاضطراب أنماط العروض على الشعر الهجائي. فمن ناحية، کان الشعر الديني الشعبي الترکي يفضّل أسلوبا متأثرا عن اللغة الدارجة اليومية. أما الشعر الصوفي الترکي اختار أنماطا شعبية للشعر الهجائي. ومن ناحية أخرى، کان الشعر العروضي مسيطرا على شعر البلاط الذي کان متأثرا من النمط الإيراني الفارسي» (برگنيسى، 1994م، ص 65). وبعد ظهور الإسلام، أسلمت أمم مختلفة منها الأتراک، فدخل بعض الأنواع الغنية للأدب العربي والإسلامي إلی الأدب الترکي، منها: الغزل، والقصيدة، والرباعي و... . «وتبعاً لذلک، دخلت الأوزان العروضية إلی الشعر الترکي أيضا وقام عدد کثير من الشعراء الأتراک بإنشاد الشعر وفق الأوزان العروضية» (صمدى، 1391ﻫ.ش، ص 20). «فبشکل عام، يمکننا القول: إن الوزن العروضي يستخدم منذ القرن الخامس في اللغات الترکية الشرقية، ومن بعدها استخدم تدريجا في اللغة الترکية الجنوبية الغربية والشمالية. وفي أيامنا هذه، تعتبر اللغة الأذربيجانية أکثر نشاطاً في استخدام الوزن العروضي بين اللغات الترکية» (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 32). نستنتج مما سبق، أن الأشعار الترکية إضافة إلی الأوزان الهجائية، قد أنشدت بعد ظهور الإسلام في الأوزان العروضية أيضا، وأن الأوزان العروضية قد رسخت في الأدب الترکي، بحيث يمکن القول: إنها أصبحت جزءاً لا يتجزء منه، وهي تشکل اليوم بجانب الأوزان الهجائية جناحين قويين للشعر الترکي. أنشد الشعراء الأتراک أشعارهم بالوزنين الهجائي والعروضي بعد تدوين علم العروض. والوزن المقطعي يعتبر الوزن الوطني والقومي في اللغة الأذربيجانية؛ لأن الأشعار قد أنشدت بالوزن الهجائي قبل دخول العروض في اللغة الآذرية. واليوم أيضا تنشد الأغاني، والباياتي، والقوشما (قوشما) وغيرها من أنواع الشعر الأذربيجاني في الوزن المقطعي ويستخدم الوزنان الهجائي والعروضي من قبل الشعراء الأذريين منذ القرن الثامن إلی الآن، فمن هؤلاء الشعراء نسيمي، وخطايي، وقوسي، وواقف، وودادي وغيرهم (المصدر نفسه، ص 19). بناءً على نوع الأوزان وأنواع المقاطع وعددها، ينقسم الشعر إلی الشعر الهجائي والشعر العروضي. تکون معظم القوالب الشائعة للشعر عروضية وتعدّ من أنماط عربية خالصة دخلت إلی اللغات الأخرى. ولقد أنشد الغزل، والقصيدة، والمزدوج، والمسمط، والرباعي وعديد من القوالب الشائعة في الأدب الفارسي والترکي على أساس الوزن العروضي العربي. ومن المسلم به، أن أساس الشعر الترکي يعتمد على الوزن المقطعي، لا العروضي. والشعر الهجائي يختص بالأتراک على الإطلاق، والجوهر الرئيس للشعر الترکي هو عدد المقاطع، لا نوع المقاطع. فبعدما وصل الإسلام إلی أذربيجان، دخلت الأشکال الشعرية العروضية، مثل: الغزل، والمثنوي، والقصيدة و... في الأدب الترکي أيضا. وقد أنشد الشعراء الآذريون المشهورون، مثل: مولانا فضولي، وأنوري، وخاقاني، ونظامي، وبيلقاني، ونسيمي، وشهريار، والعديد من الشعراء الآذريين الأوائل والحديثين في الأنماط العروضية. فالموسيقى السلسة في الشعر العروضي الترکي وطلاقتها التي استعيرت من غيرها، لا تبلغ أبداً جمال الشعر الهجائي ونغمته اللينة وعذوبته وشعبيته؛ لأن الوزن الهجائي للشعر الترکي ينبعث عن ذات اللغة الترکية، وليس استعارياً.
4. تاريخ العروض العربي يعتقد أبو الريحان البيروني، العالم الرياضي الواسع الاطلاع عن العروض السنسکريتي، أن العروض العربي نشأ من العروض السنسکريتي؛ لأن الخليل الفراهيدي، مبدع العروض العربي، عاش في عصر التلاقي الثقافي بين الثقافات العربية والفارسية واليونانية. لقد بيّن العالم الإيراني أبو الريحان البيروني في کتابه تحقيق ما للهند أن العروض العربي مأخوذ من العروض السنسکريتي، وقد أکّد هذا الموضوع باحثون من الفرس والعرب (سيفى بخارائى، 1372ﻫ.ش، ص 17). لکن الأمر ليس کذلک في الحقيقة؛ لأن البيروني ـ فهو الذي هو المصدر القديم الوحيد المعتمد في القول بأنّ الخليل متأثر بعلماء الهند ـ غير متأکد من أن الخليل قد سمع أن للهند علما في العروض. قال البيروني: «وإنمّا طوّلت في الحکاية، وإن نزرت عائدتها ... ليعرف أن الخليل بن أحمد کان موفقا في الاقتضابات، وإن کان ممکنا أن يکون قد سمع أن للهند موازين في الأشعار کما ظن به بعض الناس» (المخزومي، 1986م، ص 104). يتضح من هذا النص، أنّ أبا الريحان البيروني، لم يثبت عنده أن الخليل قد سمع علم العروض السنسکريتي، وإذا کان کذلک، فهل يبقى مجال لاحتمال أن يکون البيروني قد اعتقد أن الخليل قد تأثّر فعلاً بالعروض الهندي واستفاد منه؟ فالجواب: لا» (شوشترى، 1388ﻫ.ش، ص 14). وقد شکّ البعض في تدوين العروض على يد الخليل الفراهيدي فتحدثوا في هذا الصدد في حذر. ويعد الزمخشري واحدا منهم، حيث يقول: «لعل العروض يکون من اختراعات الخليل الفراهيدي» (1396ﻫ.ش، ص 274). الحق أن علم العروض کعلم النحو، وليد الحضارة الإسلامية، والخليل هو مبتکر هذا العلم؛ «فإنّه من الثابت أن الخليل هو واضع علم العروض، وأنه عکف أياما وليالي يستعرض فيها ما روي من أشعار ذات أنغام موسقية متعددة، حاصرا هذه الأنغام في خمس دوائر، ثم خرج على الناس بخمسة عشر بحرا قواعدها مضبوطة وأصولها محکمة، سمّاها علم العروض» (ابن حسن بن عثمان، 2004 م، ص 8). و«دوّن خليل بن أحمد العروضي (المتوفى عام 170 أو 175ﻫ)، هذا العلم من الموسيقى وفي خمس دوائر وخمسة عشر بحراً» (اقبالی، 1386ﻫ.ش، ص 6)؛ «ومن ثم، أضاف أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي، الذي لقب بالأخفش الأوسط أضاف إليها بحرا» (شاهحسينى، 1389ﻫ.ش، ص 23).
5. أقسام الوزن في اللغات المختلفة يعرّف الخواجه نصير الدين الطوسي الوزن في کتابه معيار الأشعار، يقول: «الوزن هيئة تابعة لنظام ترتيب الحرکات والسکنات وتناسبهما في العدد والمقدار، حيث تستمتع النفس بإدراک الهيئة ويطلق عليها الوزن» (1355ﻫ.ش، ص 8). ويقول غياث الدين منصور دشتکى في تعريف الوزن: «الوزن هيئة تابعة لنظام ترتيب الحرکات والسکنات وتناسبهما في العدد والمقدار بوجه مقدّر مطلوب ومقرّر رائع» (1375ﻫ.ش، ص 4). ويقول ناصرالدين شاهحسينى: «الشعر مجموعة من الکلمات التي يتبع بعضها البعض في ترتيب معين. ومن الواضح أيضا أن الکلمات تتکون من واحدة أو أکثر من الوحدات الصوتية، وتسمى هذه الوحدات مقطعا أو هجاء ... ويتکون کل مقطع من حرفين أو أکثر، ولا بد أن يکون أحدهما صائتا؛ وأحيانا يحدث أن المقطع کلمة تدل على معنى مستقل، مثل: پُل (جسر)؛ ولکن أکثر الکلمات تتکون من مقاطع عديدة، مثل: شِيدا (المتيم)» (1389ﻫ.ش، ص 25). وقد قسّم سيروس شميسا أوزان الأشعار في آداب الأمم المختلفة حسب مصادر منوعة إلی أربعة أوزان، هي: الوزن العددي، والوزن الضربي أو الهجائي، والوزن الکمي، والوزن الإيقاعي، يقول: «يلعب الوزن في الشعر القديم لکل لغة دورا أصليا في تعادل عدد المقاطع لکل شطر من البيت الشعري؛ إضافة إلی هذا العامل المشترک، فالوزن الشعري لکل لغة يعتمد على عامل معين منه: ـ الوزن العددي: يعتمد هذا الوزن على تساو في عدد المقاطع في کل شطر للبيت، مثل: وزن الأشعار الفرنسية والايطالية؛ ـ الوزن الضربي أو الهجائي: هذا الوزن يقوم على عدد المقاطع، مثل: وزن الشعر الإنجليزي والألماني و[الترکي] (1374ﻫ.ش، ص 12)؛ فـ«الوزن الضربي هو الوزن القائم على نظام في شدة أصوات الکلام؛ مثل: وزن الشعر الإنجليزي و[الترکي]» (فولادى، 1382ﻫ.ش، ص 19)؛ ـ «الوزن الکمي: يعتمد على کمية المقاطع (قصيرة وطويلة)، مثل: وزن الشعر الفارسي والعربي» (شميسا، 1374ﻫ.ش، ص12). و«الوزن الکمي مختص باللغات التي بني اختلاف الصائتات القصيرة والطويلة فيها على أساس الامتداد؛ وبعبارة أخرى، إن لامتداد الصوت دوراً متميزاً في صائتاته» (وحيديان کاميار، 1370بﻫ.ش، ص 39). ـ «الوزن الإيقاعي: يتعين على أساس رقة الأصوات (المقاطع) وغلظتها، مثل: وزن الشعر الصيني والفيتنامي» (شميسا، 1374ﻫ.ش، ص13). کما تبين من الأقسام المذکورة، أن الوزن الأصلي للشعر الترکي هو الهجائي أو المقطعي الذي ينشأ على أساس عدد المقاطع الهجائية في المصاريع الشعرية، دون تساوٍ فیها؛ بعبارة أخرى، إن الوزن الهجائي هو الوزن الطبيعي في اللغة الترکية، وقد کان يسمى قديماً "وزن البنان" أو "حساب البنان"؛ والوزن العددی ینشأ علی أساس التساوي فی عدد المقاطع الهجائية في المصاریع الشعرية. لقد عدّ محمدزاده صديق ـ وفق نظرية زهتابى ـ أوزاناً خاصة للشعر الترکي منذ العهد الأساطيري إلی الآن؛ لکنه للأسف لم يقدم نموذجاً شعرياً لأية منها: ـ الوزن الآتيلائي: کان شائعا بين الأتراک في العصور القديمة وفي النصوص السومرية وکان شائعا في اليونان القديم في القرن الثامن قبل الميلاد تقريباً؛ ـ الهاهايي: کان هذا الوزن شائعا بين الأتراک القدماء واليونان القديم أيضا؛ ـ الهجائي: يعتمد هذا الوزن على أساس التساوي في عدد المقاطع في المصاريع الشعرية ويختص باللغات الالتصاقية التي تعدّ اللغة الترکية واحدة منها؛ ـ الهجائي ـ الهاهايي: نوع من الوزن يتداخل فيه الهجا والضرب معا ويقاس بعدد المقاطع والضرب على ترتيب معين في کل شطر من البيت؛ ـ الوزن العروضي: يتألّف من تفعيلة واحدة أو أکثر ويجري في القوالب العروضية (1388ﻫ.ش، ص 44(.
6. أسس الوزن في الشعر الترکي الهجاء هو أساس الوزن في الشعر الترکي، حيث يعتمد خلافاً للوزن العروضي الذي تکون المقاطع الطويلة والقصيرة مقابل نظيراتهما ـ على أساس التساوي في عدد المقاطع الهجائية في المصاريع الشعرية، ويعتمد کذلک على حساب الإصبع "بارماق حسابي"؛ لأن الشاعر يعدّ المقاطع بأصابعه، لکي لا تکون في بعض الأبيات أکثر منها في الأبيات الأخرى في نفس المقطوعة وقد تکون المفردات المکونة من ثلاثة أحرف متوازنة مع المفردات المکونة من أربعة أحرف أحياناً؛ على سبيل المثال: تصير کلمتا "عشق" و"دوست" متوازنتین. وقد يکون الحرف الواحد مقطعاً واحداً، على سبيل المثال: "آ" في کلمة "آراز" مقطع واحد؛ «لأن التقطيع في الأوزان الترکية هجائي؛ لذلک يعتبر عدد الحرکات (المقاطع) أساساً للوزن، فتصير کلمات، مثل: "ميل، وعشق، وجان، وزلف" متوازنة مع کلمات مکونة من أربعة أحرف، مثل: "دوست، وپوست"» (فائق، 1313ﻫ.ش، ص 9). «يعتمد الوزن الهجائي على أساس تساوي المقاطع في المصاريع ونسبة تقسيمها، ولا يعتبر قصر المصوت أو طوله أو موافقة کيفية المقاطع في مصراعي البيت شرطاً» (رحمانى خياو، 2000م، ص 24). «يشتق نوع وزن الشعر في کل لغة من إحدى الخصائص أو یؤسس على أساس عدد المقطع فقط ...، وقد يکون نوع واحد من الوزن شائعا في کل لغة وليس العامل فيه التفنن، بل له علاقة بسمات نطق اللغة» (ناتل خانلرى، 1367ﻫ.ش، ص 12 ـ 13). بعد تدوين علم العروض، أنشد الشعراء الأذربيجانيون على الوزنين الهجائي والعروضي. يقول محمدزاده صديق في هذا الصدد: يمکن للشعر الترکي أن يکون موزوناً بأسلوبين: الأسلوب الهجائي والأسلوب العروضي؛ يعتمد الشعر الهجائي على تساو في مقاطع المصاريع ونسبة تقسيمها؛ أما الوزن العروضي فيعتمد على البحور العروضية التي دخلت في اللغتين الفارسية والترکية. في الأسلوب الهجائي ـ خلافا للأسلوب العروضي ـ لا عبرة لقصر المصوت وطوله أو مطابقة کيفية المقاطع في المصاريع. کان أقدم شعر ترکي على أسلوب الوزن الهجائي، وقد کان هذا العمل شائعاً في اللغة الترکية منذ آلاف السنين. والوزن الهجائي (المقطعي) هو الوزن القومي والوطني في الشعر الأذربيجاني. وقد أنشدت في القرون الأخيرة أشعار على الوزن المقطعي، مثل: "حيدر بابا" للأستاذ شهريار (1388ﻫ.ش، ص55). و«الوزن الهجائي (المقطعي) هو الوزن القومي والوطني في الشعر الأذربيجاني؛ لأن الشعراء کانوا ينشدون أشعارهم في الوزن المقطعي قبل أن يؤثّر الوزن العروضي في اللغة الأذرية» (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 19). أنواع الشعر المقطعي في اللغة الترکية هي: تویوق[2]، وقوشوق[3]، وچنگه[4]، ومحبت نامه[5]، ومستزاد ، ودیوان[6]، وتورکی[7] (نوائی،1393ﻫ.ش، ص 5). نذکر هنا نموذجا من الغزل الهجائي. في اللغة الترکية بالإضافة إلی الغزليات العروضية التي تعتمد على الأفاعيل العروضية. هناک نوع من الغزل يعتمد على ضربات المقاطع المترابطة. «من سمات هذا الوزن أنه في هذا النوع من الغزل، تنطق الکلمات الترکية کما هي، أي أنها لا تُشبَع؛ على سبيل المثال: دِينلَه مَنِيم سُؤزلَرِيمي آي باغرِي قان اُولان بُولبُول (الترجمة: استمع إلی کلامي، أيها البلبل المتيم المتبول). (دينله منيم / سؤزلريمي / آي باغري قان / اولان بُولبول). گُولُون گُولشَنين عِشقِيندَه گُؤزُو ياشلا دُولان بُولبُول (والذي فاضت عيناه دموعا في حب الرياض والورود). (گولون گولش / نين عشقينده / گؤزو ياشلا / دولان بولبول). گُؤزُومَه سَحَردَه چالان گُؤنَش، گُؤزلَريم قارادي سَن اُولماسان (أيتها الشمس التي تتلألأ أمام عينيّ منذ الصباح ! إن لم تکوني فالظلام نصيب عينيّ). (گؤزُومه سحر / ده چالان گؤنش / گوزلريم قارا / دي سن اولماسان). بِئلَه باخماظاهِير اُؤزوم گُؤلَش، اُورَه يِيم يارادي سَن اُولماسان (فلا تعتن بأن ثغري ضاحک ووجهي بسام في الظاهر؛ لأنک إن لم تکوني معي فقلبي جريح متيم) أو (يا ظاهر! لا تعول على أنّ ثَغري ضاحک ووجهي بسام؛ لأنک إن لم تکن معي فقلبي مجروحٌ. والتورية في "ظاهر"). (بئله باخما ظا / هير اؤزوم گَؤلَش، / اوره ييم يارا / دي سَن اولماسان). فـ«يمکن تقطيع بعض مصاريع الغزل الهجائي بالأوزان العروضية، ولکن لا تکون کل مصاريع الغزل الهجائي تابعة للوزن العروضي الواحد» (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 76).
7. الفروق بين العروض العربي ونظام المقاطع في الشعر الترکي 7ـ1. الاختلاف في مراعاة الزحافات الزحاف في العروض العربي يطلق على تغييرات وجوازات يخير الشاعر في إجرائها أو عدم إجرائها. يعتقد پرویز ناتل خانلرى في مراعاة وزن الشعر، أنه على الشاعر الفارسي في العروض الفارسي الالتزام بالزحاف حتى آخر القصيدة، بينما في الشعر العربي يمکن تغييره؛ وهذه الميزة تنطبق على الشعر العروضي الترکي تماما، فيجب التزام الشاعر في الوزن العروضي الترکي بالزحاف من أول القصيده إلی آخرها. من الخصائص العروضية للشعر الفارسي الالتزام بالزحافات في وزنه، فهذا يعني أنه يجب على الشاعر الحفاظ على الميزان الذي اختاره في المصراع الأول، سواء أکان سالما أم فيه زحاف حتى نهاية شعره (1367ﻫ.ش، ص 105). ولکن الأمر ليس کذلک في الشعر العربي، فالزحاف في الشعر العربي عبارة عن تغييرات تجوز في وزن واحد، أي يمکن في قطعة شعرية واحدة أن يکون أحد مصراعي البيت في بحر سالم ومصراعه الآخر يکون فيه زحاف، على سبيل المثال: في البحر السريع في الشعر الفارسي الذي تتکون تفعيلاته الصحيحة من "مستفعلن مفعولات"، إذا أراد الشاعر أن يأتي بالمصراع الأول على وزن "مفتعلن مفتعلن فاعلن"، فمن الضروري مراعاة الزحاف نفسه حتى آخر القطعة الشعرية، کهذا البيت من قصيدة لخاقاني:
(1368ﻫ.ش، ص 340). بام زدى / حسـ ن ت زد / آ سـ مان نامـ ز دى / عشـ قـ تـ آ / مد جـ هان مفتعلن / مفتعلن / فاعلن مفتعلن / مفتعلن / فاعلن فالشاعر قد أتى بکل الأبيات والمصاريع حتى آخر القصيدة بهذا الشکل؛ أمّا الزحافات في الشعر العربي فمتغيرة في الأبيات والمصاريع، مثل:
(وراوينى، 1366ﻫ.ش، ص 83). أحـ ياک مل / لاه وحيـ / ياک مو ولاعـ دل / واب ل مغ / ناک مو مستفعلن / مفتعلن / فاعلن مفاعلن / مفتعلن / فاعلن فـ ما ر اـي / نابعـ دکم / من ظ رن مسـ تحـ سـ نن / الـ لا ذکر / ناک مو مفاعلن / مستفعلن / فاعلن مستفعلن / مستفعلن / فاعلن استخدم الشاعر في هذين البيتين، جزءاً سالماً لتفعيلة (مستفعلن) مع زحاف (الخبن = مفاعلن والطي = مفتعلن)، وفي المصاريع الأخرى استخدمها متغيرة. يعتبر هذا الأمر من أهم فوارق الوزن العروضي للشعرين الترکي والعربي. وفي الشعر الکلاسيکي الترکي (الوزن العروضي)، يجب على الشاعر الالتزام بالزحافات في قطعة شعرية أيضا. على سبيل المثال، نذکر شعرا من "إئلجي" في بحر الرمل، حيث يلزم الشاعر نفسه أن يأتي کل المصاريع متشابهة.
(صمدى، 1391ﻫ.ش، ص 68). الترجمة: هل ما أراه هي الفراشة التي ترفرف حول الشمعة بکل وجودها وقلبها أم هي الغزالة التي أصيبت بجنون الحب وهامت في صحارى الجنون؟ شَمعَه خاطير/ مِين اورهکلن / چيرپينان پر / وانه دير بو يا جنونس / تان غزإلی / عشق ايچن دي / وانه دير بو فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن يستخدم الشاعر العربي ـ کما ذکرنا ـ زحافات مختلفة من البحر في مصاريع الشعر، بينما الأمر ليس کذلک في الشعر الترکي. 7ـ2. الاختلاف في المد توجد في اللغة الترکية تسعة صائتات، و"المدّ" الذي هو الحرف الساکن في العربية، متحرک في اللغة الترکية. و«المدّ في الشعر العربي والفارسي حرف ساکن؛ أما في اللغة الترکية فلا يوجد المدّ؛ وحروف المد (الف، واو، ياء) هي علامة الحرکة؛ فهي لا تعتبر ساکنة في الوزن کما في العربية، بل تعتبر حرکة واحدة» (فائق، 1313ﻫ.ش، ص 22). ففي الکلمات التي تبدأ بـ"آ"، تعتبر "آ" مقطعاً واحداً، على سبيل المثال: تعتبر "آ" في کلمة "آراز" مقطعاً واحداً، و"راز" مقطعا آخر، فکلمة "آراز" تتکون من مقطعين. إذا جاء حرف "الألف" مع علامة المدّ "آ" في أوّل الکلمة، فيکون مقطعا واحدا بنفسه، نحو: "آراز، وآنا و..."، ويکتب في اللغة الترکية بصورة أصلية "آ"، ويعدّ مقطعا ذا صائتين؛ ولکنه يعتبر مقطعا ذا ثلاثة صائتات في الکلمات الدخيلة من العربية والفارسية إلی الترکية، ويکتب بشکل "ء آ"» (صمدى، 1391ﻫ.ش، ص 83).
7ـ3. الاختلاف في طول الصائت الطويل يفترض طول الصائت الطويل في اللغة الترکية ـ خلافا للغة العربية ـ أطول بقليل من الصائت القصير. يقول صمدى في هذا المجال: طول الصائت الطويل في اللغة العربية ضِعفا طول الصائت القصير؛ وبهذا السبب، يعتبر حرفين أو صامتين. أما في اللغة الترکية فلا يساوي طول الصائت الطويل طولَ الصائت القصير، وعدم مساواة طول الصائت الطويل في العروض الترکي والعربي هو السبب الأصلي في تقوية قواعد العروض الترکي، وهذا المبدأ هو الفرق الأساسي بين العروض الترکي والعروض العربي (ص 25). فـ«في العروض العربي، يعتبر طول الصائت الطويل ضِعفي طول الصائت القصير، ولکن طول کل الصائتات في العروض الترکي متساوٍ عند تقطيع الأشعار بشرط أن لا تشبع» (المصدر نفسه، ص 26). 7ـ4. الاختلاف في الهجاء (المقطع) نوع المقاطع في الوزن العروضي معتبر بجانب عددها؛ ولکن العبرة في الشعر الهجائي في عدد المقاطع لا نوعها. ويمکن أن لا تقع المقاطع القصيرة والطويلة والممدودة مقابل نظيراتها. فنوع المقاطع من أهم الفروق الموجودة بين الوزن الهجائي والوزن العروضي. «في علم العروض، يوضع المقطع القصير للکلمة الموزونة أمام نظيره والمقطع الطويل أمام مثيله ولا يلزم أن تکون الحرکات والحروف الموزونة متساوية ومتماثلة في هذه المقاطع» (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 58). بينما الأمر ليس کذلک في الوزن الهجائي، وربما تکون الکلمة المکونة من ثلاثة أحرف مقطعاً واحداً. ولذلک، نرى تباينا في معيار طول المقاطع وقصرها بين اللغتين. يذکر وحيديان کاميار فروقاً بين العروضين الفارسي والإنجليزي، وهي الفروق نفسها بين العروض الترکي والعربي؛ لأن العروض الفارسي يطابق العروض العربي ووزن الشعر الإنجليزي هجائي مثل الشعر الترکي؛ لذلک نرى أن هذا الاختلاف هو الاختلاف نفسه بين وزن الشعر الترکي والعربي (1370أﻫ.ش، ص 49). «طول المقاطع وقصرها في الفارسية تابع لامتداد الصائتات والبنية المقطعية من حيث التبعية والانفتاح» (ناتل خانلرى، 1367ﻫ.ش، ص 112). ولکن في اللغة الإنجليزية، يعتمد المقطع القصير على الضرب، کما يقول بلکستون[8]: «أساس وزن الشعر الإنجليزي ضربي لا کمّي؛ والغرض من المقاطع القصيرة والطويلة هو المقطع الضربي وغير الضربي» (المصدر نفسه)؛ ويقول کليفرد: «ليس عدد المقاطع مهمة في الشعر الإنجليزي، کما يهم فيه عدد الضربات، بينما الأمر في اللغة الفارسية ليس کذلک» (المصدر نفسه). فعلى هذا الأساس ونظراً لموضوع الضرب في اللغة العربية، نرى أن الوزن في الشعر العربي لا يرتبط بالضرب؛ والنتيجة هي أن الضرب لا يدخل في وزن الشعر العربي ولا يسبّب التغيير والاختلاف في الوزن؛ لأنّ أساس وزن الشعر العربي هو ترتيب المقاطع وکميتها. والعروض الفارسي مأخوذ من العروض العربي؛ ومن ناحية أخرى، إن الشعر الإنجليزي يشبه الشعر الهجائي الترکي. فـيقول وحيديان کاميار: لا يوجد وزن منتظم في اللغة الإنجليزية، أي المهم فيه هو امتداد مدة الهجاء الضربي، فکلما زاد عدد المقاطع غير الضربية تُلفظ المقاطع غيرالمشددة (غير الضربية) أسرع وأقصر، ولکن الوزن المنتظم، أو امتداد المقاطع الضربية في اللغة الفارسية وبعض اللغات الأخرى، مثل: اليابانية والاسبانية لا يسبب سرعة في تلفظ المقاطع غير الضربية، فتنطق المقاطع غير الضربية واضحة مثل المقاطع الضربية، کما نرى في مفردات، مثل: "دار" و"سردار" و"پرچمدار" مما تتکون من مقطع واحد أو اثنين أو ثلاثة على التوالی، وليس امتداد مدة کل منها متساويا، ولکن لا يسبب المقطع الضربي "دار" أن تلفظ المقاطع غير الضربية في هذه الکلمات بشکل أسرع وأشدّ (1370بﻫ.ش، ص 50). وقد سبّب هذا الاختلاف الأساسي في وزن اللغة الترکية أن يکون للضرب دور أساسي في وزن الشعر الترکي، عکس ما نراه في أوزان الشعر العربي. «کثير من سمات العروض الترکي لا يطابق العروض العربي» (برگنيسى، 1994م، ص 62). 7ـ5. البحر الطويل في اللغتين العربية والترکية «هناک نوع من البحر الطويل استعمل منذ العصر الصفوي في الشعر الفارسي والترکي الأذري الذي يختلف مع البحر الطويل العربي. هذا الوزن يسمى البحر الطويل العامي أو البحر الطويل الفارسي .ووفق الدراسات التي أجراها البروفيسور أکرم جعفر، لم يستخدم البحر الطويل العربي في الشعر الأذربيجاني خاصة، واللغة الترکية عامة» (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 83). نذکر نموذجا شعريا من أبي القاسم نباتي: «سَنِي مَن، إ ى مَه اَنوَر: نِئجَه تَعريف قِيلِيم يُوخدُوشَبيهين، بُولَطافَت، بُوشَرافت بُوجَهان اُوزَرَه پَري ـ حُورِيلَه أُولمَاز نَه دِئِييم؟ قالمِيشام عاجِز؛ بُووَجاهَت بُومَلاحَتدَه زُلِيخا نَدي؟ باللّٰه کِي أُوزُون تَک أُولا بِيلمَز گُولُو حَمرَا، ها بِيئلَه يُوخدوقَدِّين تَک چَمنِ دهرِ دَه بِير سَروِدِل آرا نَه شِمشَاد ونَه عَرعَر، نَه صَنُوبَر، هانِي زُلفُون کِيمِي سُونبول؟» (رحمانى خياو، 1379ﻫ.ش، ص 83). الترجمة: أيها البدر المنير! کيف أعرّفک؟ فأنت لا شبيه لک ولا نظير، فلساني قاصر عن الکلام في وصفک؟ لا يوجد فوق البسيطة مَلاکاً ولا حوريا ألطف وأشرف منک. بقيت عاجزاً واحترت فما جمال زليخا مقابل هذا الجمال والحسن؟ واللّٰه لا تبلغ حمرة الورد جمال وجهک، کما أنه لا توجد في رياض الدهر شجرة بانٍ (شجرة يمثل بها في رشاقة القد) تبلغ رشاقة قدک ولا سفساف ولا شجرة سماء ولاصنوبر وأين السنابل من جمال شعرک؟! يقول أکرم جعفر: «إن أصحاب النماذج التي جاءت في المصادر الترکية في هذا البحر غيرمعروفين، کما نرى في عروض عبد القانع، بل صنعها مؤلف الکتاب نفسه» (المصدر نفسه، ص 84). لقد أنشد الأستاذ شهريار في مربّع بحر الطويل "فعولن مفاعيلن" شعراً، وقال:
(المصدر نفسه، ص 85). الترجمة: لتکن عيناک مشرقتان وليعشق سازک (آلة موسيقية خاصة للآذريين).
7ـ6. الاختلاف في عدد المقاطع ونوعها هناک تسعة مقاطع في اللغة الترکية، بينما اللغة العربية فيها ستة مقاطع؛ حتى بعض المقاطع الممدودة للغتين العربية والفارسية تُعتبر مقاطع طويلة في اللغة الترکية وتلفظ بعض المقاطع الطويلة للغة العربية قصيرة في اللغة الترکية ويختلف تلفظ الصائتات وبعض الصامتات في اللغة الترکية اختلافا أساسيا مع تلفظها في العربية والفارسية. أنواع المقاطع الترکية تسعة، وهي ما يلي: «المقطع القصير نوعان: ـ صامت + صائت: دِه (قُل) «de» ـ اَ، اِ، اُ منفردة: هذا النوع من المقاطع يأتي في أول الکلمة ويساوي بـ"عَ، عِ وعُ"، کالمقطع الأول في کلمات: اَنار (الرمّان)، اَرَس (اسم نهر)، اَرکين (حرّ) «rkin»؛ المقطع الطويل أربعة أنواع: ـ صامت + صائت + صامت: سَن (أنت) «sən»؛ ـ صامت + صائت : بو (هذا) «bu»، سو (الماء) «su»؛ ـ آ، ايـ، أو منفردة: هذا النوع من المقاطع يأتي في أول الکلمة ويساوي بـ"عا، عي وع"، کقول: ايت (الکلب) «it»، آت (الحصان) «at» اوج (حافّة، طَرَف) «uc»؛ ـ اَ، اِ، اُ + صامت: اَت (لحم) «t»، اَر (بعل) «r» ائو (دار) «ev» اؤو (الصيد) «ov». المقطع الممدود: ـ صامت + صائت + صامت: باش (الرأس) «baş»، دؤر ( قُم ـ فعل أمر) «dur»؛ ـ صامت + صائت + صامتان أو ثلاثة صامتات: دؤرد (أربعة) «dörd»، يُورد (الديار) «yurd»؛ ـ صائت + صامتان أو ثلاثة صامتات: اَرخ (النهر) «arx»، آرد (وراء) «ard»، اؤست (فوق) «üst». لا يوجد الصائت الممدود في اللغة الترکية، خلافاً للفارسية والعربية إلا الألف المدودة "آ" التي دخلت اللغة الترکية من الفارسية» (محمدزاده صدیق، 1388ﻫ.ش، ص 50). 7ـ7. أنواع المقاطع العربية کما أن هناک اختلافات في تعريف الهجاء في مصادر علم اللغة وعلم الأصوات اللغوية، فهناک اختلافات في بنية الهجاء. يقول إبراهيم أنيس: «ترکيب أنواع المقاطع العربية خمسة فقط: ـ صوت ساکن + صوت لين قصير؛ ـ صوت ساکن + صوت لين طويل؛ ـ صوت ساکن + صوت لين قصير + صوت ساکن؛ ـ صوت ساکن + صوت لين طويل + صوت ساکن؛ ـ صوت ساکن + صوت لين قصير + صوتان ساکنان» (د.ت، ص92). ولکن يضيف بعض العلماء إلی هذه التراکيب، نوعاً آخر ويجعلونها ستة. يشير سلمان حسن العافي إلی نمط آخر نراه في کلمات، مثل: الجارّ، والحارّ، والسارّ ... (صوت ساکن + صوت لين طويل + صوتان ساکنان)، ويقول: إن هذا النوع الذي أُضيف إلی الأنواع الخمسة لإبراهيم أنيس، يعتبر أقل الأنواع الهجائية استعمالا (1983 م، ص 133).
الخاتمة في ختام هذا البحث، نشير إلی أبرز النتائج التي حصلت من دراسة الموضوع؛ ومن أهمّها ما يلي: ـ أن الزحافات في الأبيات الشعرية العربية متعددة ومتغيرة من حين لآخر؛ ولکن في الشعر الترکي، يستخدم الشاعر زحافاً واحداً والزحافات التي تدخل على التفاعيل متساوية في المقطوعة الشعرية الواحدة وفي مکان محدد؛ بعبارة أخرى، يجب على الشاعر في الشعر الترکي الحفاظ على الميزان الذي اختاره في المصراع الأول، سواء أکان سالما أم فيه زحاف حتى نهاية الشعر. ـ توجد تسعة صائتات في اللغة الترکية وستة صائتات في اللغة العربية. و"المدّ" حرف ساکن في اللغة العربية ومتحرک في اللغة الترکية. ـ يعتبر طول الصائت الطويل ضعفي طول الصائت القصير في العروض العربي؛ ولکن في تقطيع الأشعار الترکية، کل الصائتات متساوية طولاً في حال عدم الاشباع. ـ المهم في الوزن العروضي عدد المقاطع ونوعها، بينما المهم في الشعر الهجائي نوع المقاطع فقط. ـ البحر الطويل المستعمل في الشعر الفارسي والترکي الأذري هو غير البحر الطويل العربي. ـ هناک تسعة مقاطع في اللغة الترکية، بينما هناک ستة مقاطع في اللغة العربية. بعض المقاطع الممدودة تُعتبر مقاطع طويلة في اللغة الترکية، وبعض المقاطع الطويلة تعتبر قصيرةً. ـ أساس الشعر الترکي هجائي ومختص للأتراک. ويعتمد الشعر الهجائي على تساو في مقاطع المصاريع ونسبة تقسيمها ولا يعد ـ خلافا للوزن العروضي ـ قصر الصائت وطوله أومطابقة کيفية المقاطع في المصاريع شرطا. [1]. Loayis Untermeye [2]. یتکون کل مصراع فیه من أحد عشر مقطعا، والقافیة فیه تکون کالشکل الرباعی. [3]. اشتهر بین الحغطائیین ويکتب علی وزن "فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلاتن فعلن". [4]. جنحۀ، وهو عبارة عن مقطعین بالوزن الشعبي ومقطعین بالوزن العروضي "مفتعلن، فاعلات، مفتعلن، فاعلات". [5]. وهو نوع من أنواع الالحان التي عرفت آنذاک، وکلماتها تکون "مفاعلن، مفاعلن ، مفاعل"، وإن کان علیشير نوایی یذکر أن هذا النوع أصبح مهجورا في زمانه. [6]. وهذا الاسم یطلق علی الأشعار التي تکتب بوزن "فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلاتن، فعولن"، ویتناول الدیوان اللامبالاة والانصراف عن الدنیا. [7]. وهو نوع من الأغاني التي تکتب علی وزن "فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلات" (المرسي الصفصافي، 1977م، ص 13).
[8].Blaxton | ||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||
أ ـ العربية ابن قتيبة، عبد اللّٰه بن مسلم. (1423ﻫ). مقدمة الشعر والشعراء. القاهرة: دار الحديث. ابن حسن بن عثمان، محمد. (2004م). المرشد الوافي في العروض والقوافي. بيروت: دار الکتب العلمية. أفلاطون. (2010 م). جمهورية أفلاطون. حلب: دار الکتاب العربي. أنيس، إبراهيم. (د.ت). الأصوات اللغوية. القاهرة: مکتبة نهضة مصر. الخطيب التبريزي، أبو زکريا يحيى بن علي. (1994 م). کتاب الکافي في العروض والقوافي. ط 3. القاهرة: مکتبة الخانجي. الزمخشري، أبو القاسم جار اللّٰه محمود بن عمر. (1396ﻫ). أساس البلاغة. بيروت: دار المعرفة. شوشترى، محمد ابراهيم خليفه. (1388ﻫ.ش). «علم العروض بين الأصالة والهُجنة». الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها. ع 12. ص 1 ـ 12. العافي، سلمان حسن. (1983م). التشکيل الصوتي في اللغة العربية: فونوجيا العربية. ترجمة ياسر الملاح. جدة: النادي الأدبي الثقافي. المخزومي، مهدي. (1986م). الخليل بن أحمد الفراهيدي: أعماله ومنهجه. ط 2. بيروت: دار الرائد العربي. المرسي الصفصافي، أحمد. (1977م). «تأثير العروض العربي في العروض الترکي». الشعر. ع 6. ص 36 ـ 41. ندا، طه. (1991م). الأدب المقارن. بیروت: دار النهضة العربية.
ب ـ الفارسية اقبالى، إبراهيم. (1386ﻫ.ش). عروض. تبريز: مؤسسه تحقيقاتى علوم اسلامى. برگنيسى، کاظم. (1994م). عروض عربى و کاربردهاى آن در شعر دوره اسلامى. تهران: پژوهشگاه علوم انسانی. خاقانى، ابوالفضل بديل بن على. (1368ﻫ.ش). ديوان. تصحيح ضياءالدين سجادى. چ 8. تهران: زوار. سانتاماريا، جورج. (1348ﻫ.ش). تولد شعر. ترجمه منوچهر کاشف. تهران: سپهر. دشتکى، غياثالدين منصور. (1375ﻫ.ش). رساله عروض و قافيه. تصحيح عبداللّٰه نورانى و پدرام ميرزايى. تهران: فرهنگستان زبان و ادب فارسی. رازى، شمسالدين محمدبن قيس. (1338ﻫ.ش). المعجم فى معایير اشعار العجم. تصحيح محمدبن عبدالوهاب قزوينى. تهران: مجلس. رحمانى خياو، صمد. (1379ﻫ.ش). مقايسه عروض فارسى و آذربايجانى. تبريز: شايسته. سيفى بخارائى. (1372ﻫ.ش). عروض سيفى و قافيه جامى. تصحيح بلاخمان. اهتمام محمد فشارکى. تهران: دانشگاه تهران. شاهحسينى، ناصرالدين. (1389ﻫ.ش). شناخت شعر. چ 5. تهران: هما. شفيعى کدکنى، محمدرضا. (1379ﻫ.ش). موسيقى شعر. چ 6. تهران: آگاه. شميسا، سيروس. (1374ﻫ.ش). آشنايى با عروض و قافيه. چ 18. تهران: فردوسى. صمدى، روزبه. (1391ﻫ.ش). نگاهى تازه به عروض در اشعار ترکى. اردبيل: پارلاق يازى. الطوسى، خواجه نصيرالدين. (1355ﻫ.ش). اساس الاقتباس. چ 8. تهران: دانشگاه تهران. فولادى، عليرضا. (1382ﻫ.ش). مبانى عروض فارسى. تهران: فراگفت. محمدزاده صدیق،حسين. (1388ﻫ.ش). عروض در شعر ترکى. تهران: تکدرخت. ناتل خانلرى، پرويز. (1367ﻫ.ش). وزن شعر فارسى. تهران: توس. نوائی، امیرعلیشير. (1393ﻫ.ش). میزان الأوزان. ترجمه حسين محمدزاده صديق. تهران: تکدرخت. وحيديان کاميار، تقى. (1370أﻫ.ش). بررسى منشأ وزن شعر فارسى. مشهد: آستان قدس رضوی. ــــــــــــــــــــــ . (1370بﻫ.ش). حرف هاى تازه در ادب فارسى. اهواز: جهاد دانشگاه دانشگاه شهید چمران. ــــــــــــــــــــــ . (1374ﻫ.ش). وزن و قافيه شعر فارسى. چ 4. تهران: مرکز نشر دانشگاهی.
ج ـ الترکية فائق، محمد. (1313ﻫ.ش). ترکجه عروض. قسطنطنية: عالم. کاشغرى، محمود. (1382ﻫ.ش). ديوان لغات الترک. ترجمة حسين محمدزاده صديق. ط 8. تبريز: اختر. | ||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 1,877 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 426 |