تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,647 |
تعداد مقالات | 13,387 |
تعداد مشاهده مقاله | 30,130,085 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,066,293 |
دراسة في الشعر العربي المعاصر لخوزستان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 7، دوره 4، شماره 6، تیر 2012، صفحه 87-102 اصل مقاله (2.43 M) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
غلامرضا کريمي فرد* 1؛ مالک کعب عمير2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1استاديار گروه زبان و ادبيات عربي، دانشگاه شهيد چمران اهواز، اهواز، ایران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2دانشجوي کارشناسي ارشد گروه زبان و ادبيات عربي، دانشگاه شهيد چمران اهواز، اهواز، ایران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
واصل الشعر العربي في خوزستان ازدهاره المتتالي للعصور المنصرمة، وعلى الرغم من محافظته لتراث الشعر الموروث ، إلّا أنه شهد في هذا العصر بعض التطورات والتجديدات اللافتة في الفنون والأغراض الشعرية وفي الأسلوب والمنهج . وتأثر في کل هذه الأمور بالشعر العربي الحديث؛ فجارى شعراؤه روّاد الشعر العربي کسامي البارودي وأحمد شوقي و... ، وجاءوا بقصائد ومقطوعات تتّسم أغلبها بمواصفات المدارس الأدبية الحديثة کالکلاسيکية، والرومانسية، والرمزية، والواقعية. و قد أخذت تظهر تباشير هذا التحول عند شعراء شباب، من أبرزهم: عبدالعزيز حمّادي ، وفؤاد عاشوري ، وحسين طرفي، الذين نوّعوا في أغراضهم، وابتکروا المعاني، وواءَموا بين اتجاهين: الأول. الأخذ من التراث، والثاني. الالتفات إلى ثقافة العصر؛ کما ازدادوا اقتراباً من الجماهير . | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خوزستان؛ الشعر المعاصر؛ الشعر العربی؛ التجدید | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خوزستان تعدّ مهداً للحضارة والثقافة منذ غابر الأزمان، ویشهد لها التأریخ بذلک؛ حیث یذکرها ویُثنی علیها بتعابیر مختلفة، مبیّناً قدمها وسوابقها الحضاریة. شهدت هذه المنطقة العریقة ظهور حکومات وأفولها على أراضیها، من أهمها: الحکومة العیلامیة، والأخمینیة، والأشکانیة، والساسانیة؛ ومن ثمّ حکومات ودویلات إسلامیة ساعدت على تطورها وازدهارها عبر التأریخ. وهی الیوم من کبرى محافظات الجمهوریة الإسلامیة فی إیران، تقع فی الجنوب الغربی منها وبین خطّی عرض 30 و33 درجة شمالاً، وخطّی طول 48 و51 درجة شرقاً. تحدّها من الشمال جبال لرستان، ومن الجنوب الخلیج الفارسی ومحافظة بوشهر، ومن الشرق الجبال البختیاریة، ومن الغرب العراق. تبلغ مساحة خوزستان 236 64 کم2، وذکرت فی بعض المصادر 282 67 کم2 (موسى سیادت، 1374هـ. ش، ص 10). ومن أهمّ مدنه: الأهواز، شوشتر، دزفول، شوش، آبادان، خرمشهر، ماهشهر، شادگان، الحویزة، بهبهان وإیذه. وقدکان یسکن فی خوزستان الفرس والعرب، ومن ثم یجری فیه الأدب والشعر العربی من القرون الماضیة کما یجری فیه الأدب والشعر الفارسی. أما الشعر العربی المعاصر، فهو یمرّ فی خوزستان ــ کما هی الحال فی جمیع الأمم ــ بتجارب متعددة ومتنوعة، ولیس من الإنصاف لهذا الشعر أن نحکم علیه على أساس الملامح المحلیة أو القومیة وحدها، أو على أساس الأخذ والرفض من التراث الأصیل؛ لأن المعین الثقافی قد أصبح عالمیاً فی الواقع. وسنجد الشعراء المعاصرین یمارسون تجاربهم فی ظلّ التحول فی المدارس الأدبیة کالکلاسیکیة، والرومانسیة، والرمزیة، والواقعیة، وفی الارتباط بقضایا مجتمعهم والعالم العربی والإسلامی والإنسان المعاصر فی وقت معاً، وهم یتأثرون عن طریق الاتصال المباشر أو الترجمة بالتیارات الشرقیة والغربیة ویعجبون بها، وقد یحاکون هذا الشاعر وذاک من شعراء العرب أو غیرهم. وعلى هذا الأساس، نتج عندهم شعر مختلف المشارب یتغذى من التیارات والقضایا العصریة التی تحدث هنا وهناک، وفی الوقت نفسه هو مرآة صافیة تعکس واقع مجتمعهم، کما تعکس مشاعرهم وأحاسیسهم الصادرة عن قرارة النفس والوجدان. وعند دراستنا للشعر فی هذا العصر، نجده قد سار على خطى الشعر العربی الحدیث، واقتفى أثره فی قضایا کثیرة؛ منها: التجدید الذی ظهر واضحاً فی الفنون والأغراض الشعریة، کما شمل الأسلوب والألفاظ والمنهج. فعلى هذا الاعتبار انصبّ جلّ اهتمامنا على قضیة التجدید التی اجتاحت الساحة الشعریة فی خوزستان، وعلى جمیع اتجاهات الشعراء فی هذه الفترة، لنعطی صورة واضحة وجلیّة للشعر فی هذه المحافظة . والجدیر بالذکر أن جلّ النتاج الشعری المعاصر فی خوزستان لایزال مخطوطاً، ولم یحظ بدراسة شاملة، ولم یتطرق إلیه أحد، اللهم بعض طلبة الجامعات التی أشاروا الیه فی رسائلهم الجامعیة؛ بحیث لم یتناولوا کلّ جوانبه، بل رکزوا على جانب واحد، وهو حیاة الشعراء وذکر نتاجهم الشعری دون أن یعطوا حقّه من الدرس والشرح والنقد. ومن أهم هذه الرسائل: الشعر العربی المعاصر فی خوزستان للباحث حمید حمّادی (الجامعة الإسلامیة الحرة ــ قم)، وحیاة العلامة محمد طه الکرمی وأدبه لعیدان جلالی (جامعة الشهید چمران ــ الأهواز). وکذلک بعض الجرائد المحلیة تطرقت إلیه، ونشرت بعض القصائد منه؛ من أهمها: جریدة صوت الشعب. فالمحاولة التی نحن بصددها تعتبر وجهة نظر حدیثة تناولت الموضوع من زوایا مختلفة، خاصةً من ناحیة التجدید، لتساعد على بلورته وإنضاجه.
حرکة الشعر فی خوزستان لا نبالغ إذا قلنا إن خوزستان تمتلک أدباً وشعراً فی العربیة یتصل جذوره بقبل الإسلام. کیف لا، وقد نطق أهلها بالشعر منذ أمد بعید. ویکفی للدلالة على ذلک أن أبا نواس[1] ــ من کبار شعراء العرب فی العصر العباسی ــ کان من خوزستان، فضلاً عن أن طائفة کبیرة من شعراء العربیة تعود أصولهم إلى خوزستان. من أشهرهم فی العصر الأموی: الأخیطل الأهوازی[2]؛ ومن شعراء العصر العباسی: أبو العیناء الهاشمی الأهوازی[3] وأبو هلال العسکری[4]. وقد دوّنت لنا المصادرُ الکثیر من النصوص عن الأدب الخوزستانی ــ شعراً ونثراً ــ فی العصور الإسلامیة المختلفة،ولکن فی العصر المغولی لم تستمر هذه الحرکة بازدهارها وتألقها، بل أصیبت بفتور وانحطاط لیس فی خوزستان فحسب، بل فی کافة البلاد الإسلامیة. ولم تستفق من هذا الجمود إلا فی عهد المشعشعیین[5] الذین حاولوا أیما محاولة للخروج من هذه الحالة المزریة. ففی ظلهم الوارف انتعش الأدب، ولاسیّما الشعر منه، ودبّت الحیاة فی کافة المجالات. وظهرت بوادر هذا الانتعاش وملامح النهوض الفکری فی السنین الأولى من عمر هذه الدولة التی تأسّست فی منتصف القرن التاسع الهجری ــ منتصف الخامس عشر المیلادی ــ، وسارت جنباً إلى جنب مع حرکة النهوض الفکری الذی رعته الدولة. وقد أنجبت هذه المنطقة عدداً من کبار الأدباء؛ کعبد علی بن رحمة الحویزی[6]، وشهاب الدین الموسوی[7]و... وفی عهد الکعبیین[8] استمرت حرکة الشعر فی عطائها، وحافظت على نشاطها وازدهارها؛ وذلک بفضل أمراء بنی کعب ومشایخها الذین قاسموا المشعشعیین حکمَ خوزستان فی القرن الثامن عشر المیلادی، ثم سیطر علیه بکامله فی القرن التاسع عشر. فإنهم منحوا العلم والأدب عنایة خاصة، وکان الأدباء والشعراء یتمتعون بکل تکریم فی مجالسهم ودواوینهم، من الأهوازیین وغیرهم (هاشم الکعبی، 1420هـ، ص 50ــ58)؛ کما نبغ منهم عدد کبیر من الشعراء؛ کالشاعر المعروف هاشم بن حردان الکعبی الدورقی[9]، والشاعر عدنان بن السید شبّر الموسوی الغریفی المحمّری[10]. وفی فجر الثورة الإسلامیة تنفس الشعر الصّعداء مرّة أخرى ــ بعد فتور قد أصاب الشعر الخوزستانى قبلها ــ وتألق من جدید فواصل ازدهاره، وتزاحمت أسباب ارتقائه ونشاطه. فبدا النضج الذهنی والروحی الصحیحین، وظهر عدد کبیر من الشعراء الأفذاذ الذین کانت لهم جهود ناجحة فی سبیل اتساع رقعة الشعر وازدهاره. ومنهم: عبد العظیم الربیعی، ومحمد طه الکرمی، وعباس حزباوی، وعباس الطائی. وعلى کلٍّ، مع هذا، نشیر إلى أن الشعر الخوزستانی لا یزال فی خطوه متعثراً، أو على الأقل، لا یزال أبطأ سیراً إلى الارتقاء والتقدم والتجدید، ویتطلب الکثیر من الجهود حتى یسایر الحرکة الشعریة فی العالم العربی والإسلامی.
التجدید فی الشعر العربی لخوزستان یمکن ملاحظة التجدید فی الشعر العربی بخوزستان من عدة نواح، أهمها:
1ــ الفنون الشعریة 1ـ1ـ الشعر الحر مصطلح أطلقه رعیل الشعراء المجدّدین فی منتصف هذا القرن، دلالة على حرکتهم الداعیة إلى التحرّر من قید القافیة الواحدة، وصورة البیت الشعریّ المقیّد بعدد محدّد من التفاعیل المقرَّرة فی النظام الخلیلی (یعقوب وعاصی، 1987م، ص 744). راج هذا الفن فی خوزستان فی العصر الحدیث ونافس الشعر العمودی؛ فنظم فیه الشعراء الکثیر من القصائد والمقطوعات الشعریة الرائعة فی مختلف الأغراض والموضوعات کالمدح، والغزل، والرثاء، والوصف. وظهر فیه شعراء کبار کالشاعر عباس الطائی[11]، والشاعر الشاب والمبدع عبدالعزیز حمّادی، وفؤاد عاشوری وغیرهم. وهؤلاء اتّبعوا منهج روّاد هذا الشعر من قبلهم کنازک الملائکة، وبدر شاکر السیّاب، ونزار قبّانی وغیرهم؛ فجاءت قصائدهم رزینة محکمة ترتقی إلى أعلى مواصفات الشعر الجید. منها قصیدة للشاعر فؤاد عاشوری یقول فیها: لأنّنی إنسان /أرید أن یکون لی مکان /أحبّ أن یکون لی زمان /أودُّ أن أشعر بالأمان /ما أتعس الإنسان أن / یحیا بلا أمان! /ما أتعس الإنسان /لأنّنی إنسان! / أرید أن تکون لی أوطان /مدینةٌ /أمٌ، أبٌ، خُلّان /أودّ أن یکون لی عنوان /ما أتعس الإنسان /یحیا بلا عنوان! (فؤاد عاشوری ، 2010م، ص 77). و منها قوله: قولوا لمن أحببتُها /تلک التی تسکن فی روحی /وفی الوجدان /ولم تزل صورتها نائمةً فی مقلتی /تحرسها الأجفان /قولوا لمن ظلّت تُغنّی /بالذی أنشدتُهُ فی حبّها الصبیان /قولوا لها: أحب أن یجمعنی یوماً بها مکان /أحب أن أهدی لها الأزهار /واللؤلؤ والمرجان /قولوا لمن أحببتُ: /إنّی زورقٌ /مُمزَّقٌ /یبحث عن شُطآن /وإنّها شُطآن /ما أتعس الإنسان /یرکب بحراً ما له شُطآن!(المصدر نفسه).
2ـ2ـ الشعر المنثور هو نثر شعریّ، من حیث إنه یتناول موضوعات الشعر، ویعتمد الانفعالات الشعوریّة والصور البیانیة المعهودة فی القصائد الأصولیة؛ کما یعتمد لوناً من الإیقاعات القائمة على توازن الفقرات والفواصل، متحرراً کلّیّاً من الأوزان الخلیلیة، ومن نظام التقفیة، وإن یکن ناظموه یلجأون إلى بعض السجع أحیاناً ( یعقوب وعاصی، 1987م، ص 749). قصیدة النثر فی خوزستان کالبلدان الآخرى لم تحظ باهتمام الشعراء، ولم یعیروا لها وزناً. فمنذ بدایتها الأولى تعرّضت لانتقادات کثیرة أجبرتها على الانزواء والانکماش، لکن على الرغم من ذلک، ظهر بعض الشعراء یمیلون إلیها؛ فأبدعوا فیها وجاءوا بقصائد رائعة. من أبرزهم الشاعر الشاب حسین طرفی الذی نظم جلّ أشعاره فی هذا الفن . یقول هو فی إحدى قصائده المسماة بـ"همس النوارس لفوانیس البحر": النوارس حلّقت / انطفأت فوانیس البحر / السفن شقّقت صفحة الزمن / صوتک المخبّأ بالستائر / یسبق موجات البحر/ یوقف اللّحظات فیتقوقع / وأنا مازلت على شاطئ النّسیان / أفتّش عن محار غال / تحت عتمة اللیل / صوتک المهاجر مازال هنا / یأتی مع الریح / بمدّ البحر / تجتاحنی الطفولة / الفوانیس لم تزل مطفأة / وأنا أنتظر الغبش / ویدی مندسّة بالتراب / أعود بحصىً خاویة / أعود إلى الستائر الصامتة / أهزّ صوتک المدفون فیها / أبحث عن أوراقی وأقلامی القدیمة / عن روایاتی المفضّلة / لا شیء أرى / لا شیء هنا / إننی مازلت فی السفینة. (www.adabona.com) وفی مقطوعة أخرى یستخدم فیها بعض الرموز التراثیة حیث یقول: الحیطان تصغی إلى المدینة / الرصیف یرقص فی الدخان / دفنت القرطة مع جدتی / عبید الماء فرّ هارباً / من تلوّث المیاه / حیة أم سلیمان رحلت / دون أن تُبلغ السلام لأحد / اندثرت الصور / ما عاد الطنطل یرعب أحداً / ما عاد هناک من یداعبه / لقد ارتشف دمعات السعلوة وانتحر / المدینة صامتة / والأطفال تُصغی إلى الفراغ (المصدر نفسه). 2ـ الأغراض الجدیدة حاول الکثیر من الشعراء فی هذا العصر وصف الحیاة الطبیعیة وما وصلت إلیه الحیاة الجدیدة من التمدن والحضارة، وما تولّد من ذلک من قضایا وأحداث مختلفة؛ فنرى ــ على الرغم من الأغراض التقلیدیة کالمدح، والرثا، والفخر و... ــ ظهور أغراض جدیدة لم نعهد بها فی العهود المنصرمة، من أبرزها: 2ـ1ـ الشعر الاجتماعی هو الشعر الذی یتناول بصراحة وبشیء من التحدید والتفصیل قضیة من قضایا المجتمع کالتعلیم أو مشکلة العمل، ویکون التناول فی الغالب بتحدید الداء وتشخیص السبب واقتراح العِلاج وتطوره. فی خوزستان أصبح نظم الشعر فی القضایا الاجتماعیة أمراً مألوفاً لجلّ الشعراء؛ فقد تناولوا القضایا الاجتماعیة بدافع إصلاحی تربوی. فهم یرغبون فی الفضائل، وینفرون من الرذائل، وکثیر منهم اعتمد الأسالیب المباشر؛ فجاءت قصائدهم بین الموعظة والتقریر. من أهم القضایا التی تطرّق إلیها الشعراء قضیة العلم والتعلیم؛ فمن هذا المنطلق حثّ الشعراء الشباب لاکتسابها باعتبارها الرافد الأساسی للتنمیة والنهوض بالأوضاع الاجتماعیة والاقتصادیة لمجتمعهم. فأنشد الشاعر قائلاً:
(الطائی، 2005م، ص 33) و القضیة الأخرى التی تطرق إلیها أکثر من شاعر هی مکانة المرأة ومنزلتها عند الرجل. فنرى قصائد کثیرة نظمت فی هذا الصدد؛ منها قصیدة للشاعر عباس الطائی الذی یخاطب زوجته، ویشید بدورها ویذکّرنا بهذا المثل الذی یقول: وراء کل رجل عظیم امرأة عظیمة:
(السابق، ص 51) ویقول فی أخرى: یا حبیبتی! أنت لی طیف لطیف/ فی زوایا ألمی/ أنتِ إطلالة فجر وأمان/ فی اللیالی الظُّلم/ أنت تهویمة جفن ناعس/ فی عروقی ودمی(المصدر نفسه، ص 163).
2ـ2ـ شعر المناسبات هو کل شعر ینظم لیُلقى فی المناسبات مهما یکن نوعها. وهو کثیر فی الشعر العربی القدیم والمعاصر. وقد یُسمى أیضاً شعر الاحتفالات، أو الشعر الاحتفالی (یعقوب وعاصی، 1987م، ص 748). و فی خوزستان نجد الکثیر من هذا النوع؛ لأن شعرائها یقیمون المهرجانات فی کلّ مناسبة، ولاسیّما المناسبات الدینیة؛ ولهذا زخر الشعر الاحتفالی فی خوزستان. الشواهد فی هذا النوع من الشعر کثیرة لا تحصى. وإذا توسّعنا فی إیرادها، نخرج من مجال بحثنا؛ لهذا نختار قصیدتین ونکتفی بهما: الأولى. قصیدة للشاعر الکبیر عبدالعظیم الربیعی[12] نظمها فی مولد النبیّ (ص) یقول فیها:
(الربیعی ،1419هـ، ص 41) والثانی قصیدة للشاعر السید ناصر الشبّری[13]، قالها فی إحیاء ذکرى الشهید ابن السّکّیت. ألقاها فی الاحتفال الذی أقیم فی شادکان (الدورق سابقاً) سنة 1369 هـ. ش؛ فتطرق فیها إلى وصف مدینة شادکان، وعدّ مفاخرها، وذکر منزلة ابن السّکّیت:
(حمّادی، 1374هـ. ش، ص 326)
2ـ3ـ الشعر المسرحیّ هذا الشعر ظهر على ید الشاعر الکبیر أحمد شوقی فی الأدب العربی، وقلّده الکثیر من شعراء العرب، ولکنه فی خوزستان تحدیداً لم نشاهد هذا النوع من الشعر إلا نادراً، وعند شعراء قلّة محاولات فی هذا الاتجاه، من أبرزهم الشاعر عباس الطائی الذی اتخذ من شوقی إماماً له، یتبع خطاه، ویجری على آثاره. فنجد فی دیوانه نماذج من الشعر التمثیلی، نقتطف منها المشهد التالی الذی یتطرّق فیه إلى قضیة فلسطین: الشرطة[14]: تَعساً لکِ یا کومةً من عظام! / کُفّی عن اللَّغو دعینا ننامْ الشّنْفرى[15]: تبّاً لکم یا معشراً مِن نیامْ! / کیفَ تنامونَ وشعب یُضامْ؟! / فُکّوا قیودی ودعونی أسیرْ / کفاکُمُ شعبٌ لدیکم أسیر الشرطة: أخلد ونَمْ فی قبرکَ الجدید / حُکنا لکَ الأکفان مِن حدید الشنفرى (وهو یهزّ قضبانَ الحدید): الموتُ لکُم والقبر لکُم / یا موتى فی دنیا الأحیاء! / مَنْ جَرَّدکم مِن تلک النّخوة / أنساکُم مجدَ الآباء؟! / کُنّا لو سُرقت مِعزاة / ما نامت عینٌ هانئةً نبحث عنها فی الأحیاء / والیوم فلسطین الثّورة / بین النّار وبین الدّم / تحمیها أطفال حرّة / یفدیها طفلٌ کـ«الدّرّة» / وصلت صرختُه للموتى / وأصَمّتْ آذانَ الأحیاء / حَجَرٌ یحمیها یا ویلی / وسلاح العصر بأیدیکم / مخزون، ممّن یحمیکم ؟! (العباسی، 2005م، ص 178).
3ـ الأسلوب والألفاظ بدأ الشعراء فی هذه الفترة یستخدمون لغةً سهلةً وأسالیب سلسةً، ویبتعدون عن الأسالیب الصعبة، ویتحاشون الألفاظ الغریبة فی شعرهم. على سبیل المثال، نرى ما ذکرناه فی قصیدة للشاعر عباس حزباوی تسمى «نداء العودة»، یقول فیها وهو متشوق إلى بلدته ووطنه:
(دفتر الشعر للشاعر)
4ــ المنهج عندما بدأ إحساس الشعراء بالنفور من الأدب التقلیدی الجامد الذی ورثوه من عصر الانحسار، منذ أواخر القرن التاسع عشر المیلادی (الثالث عشر الهجری) فی الأقطار العربیة، کان هناک فی خوزستان بعض الشعراء لم یتماشوا مع هذا التغییر؛ فاستمروا فی التقلید المملّ، وساروا على نهج من سبقوهم؛ کما نرى منهم إبراهیم الدیراوی یقف على الأطلال فینشد:
(حمّادی، 1374هـ. ش، ص 79) و منهم من یعیش العصر العباسی باستخدامه المحسنات البدیعیة؛ کقول الشاعر محمد الکرمی الحویزی:
(الخاقانی، 1945م، ص 141) والآخر یقول:
ودارت أشعارهم حول الموضوعات التقلیدیة المتمثلة فی المدیح، والرثاء، والحکم والأمثال، والتوسل، والوعظ والإرشاد ... وعندما نقرأ أشعارهم، لم نجد سوى صور لفظیة قد تدثرت بثیاب غلیظة من محسنات البدیع، ولن نجد شعوراً ولا عاطفة، ومعانیه مسبوقة معتادة. یتمثل هذا النوع من الشعر عند بعض رجال الدین الذین یدرسون النصوص القدیمة، وهم أکثر تمسکاً بعمود الشعر وموسیقاه، وتکاد تخلو أشعارهم من الفنون والموضوعات الحدیثة. وقد ظل الشعر التقلیدی عند هذه الفئة من الشعراء بجمیع سماته القدیمة رائجاً عالی الصوت خطابیّ النبرة محتفظاً بأشکاله وأغراضه، ولم یتأثر بالمحاولات التی قام بها بعض الشعراء . ومما أعان على استمرار هذا الرافد، کثرة المناسبات الدینیة التی تقام فی المحافظة، مع هذا لا نحکم بأن جمیع الشعر فی هذه المحافظة تقلیدی، بل جبلّة کبیرة من الشعراء ملّوا التقلید، ونفروا من الأغراض القدیمة کالمدح والفخر والهجاء .. لتغییر البیئة واختلاف التربیة؛ فتأثروا بالشعر العربی الحدیث ، وساروا على نهج روّاد التجدید فی الشعر العربی ، وظهرت بینهم جمیع اتجاهات المدارس الأدبیة. من أهمها: 4ـ1ـ المدرسة الکلاسیکیة الحدیثة یقال لها الاتباعیة والمذهب المدرسیّ، والمقصود بها الکتابة الأرستقراطیة التی توجّه إلى الطبقة الرفیعة والمثقفة والثریة، وأصحابها یهتمون اهتماماً بالغاً بالأسلوب وفصاحة اللغة ونصاعة التعبیر وأناقة العبارة . والسمات العامة التی تمیّزت بها هذه المدرسة هی: 1. العقلانیة؛ 2. التقلید والمحاکاة؛ 3. جودة الصیاغة وحسن السبک؛ 4. الالتزام الأخلاقیّ (یعقوب وعاصی، 1987م، ص 1021). جارى شعراء خوزستان رواد الکلاسیکیة فی العالم العربی کالبارودی، وأحمد شوقی، وغیرهم؛ فاتسم شعرهم بجمیع سمات هذه المدرسة . ومن أبرز شعراء الکلاسیکیة فی خوزستان الشاعر عباس الطائی الذی عاش البیئة المصریة من قریب، وتزوّد من تجارب الشعراء هناک، فحاکاهم ببعض القصائد؛ منها: قصیدته المسماة بـ«نسج البردة» التی عارض فیها أحمد شوقی فی بردته التی استهلّها بهذا المطلع:
(شکیب أنصاری، 1382هـ. ش، ص 100) فالشاعر «الطائی» نظم هذه القصیدة فی ذکرى المولود النبوی الشریف فی عام 1371هـ. ش، وهی تتکوّن من سبعة وخمسین بیتاً تتناول أهم صفات النبی &؛ فاستهلها بأبیات غزلیة، ومن ثمّ نطق بما یکنه قلبه من حبّ وإخلاص للرسول الأعظم J. نرى فی هذه القصیدة تنوع الأغراض والأفکار من الغزل والحکمة والفخر، وقضایا تخص المجتمع الإسلامی کقضیة فلسطین، ناهیک عن أسلوبها المحکم وفصاحة اللغة وأناقة العبارة التی تتمیّز بها القصیدة الکلاسیکیة. یقول فیها الشاعر متغزّلاً:
وفی الحکمة یقول:
وفیها یفخر بقوله:
ویندب فلسطین قائلاً:
(الطائی، 2005م، ص 112)
4ـ2ـ المدرسة الرومانطیقیة او الرومانسیة تسمى بالعربیة أحیاناً الإبداعیة والابتداعیة، وهی ثانی المذاهب والاتجاهات الفنیة بعد الکلاسیکیة، وهی تهتم بالنفس الإنسانیة وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخیلة، أیّاً کانت طبیعة صاحبها ، مع فصل الأدب عن الأخلاق؛ ولذا تتصف هذه المدرسة بالسهولة فی التعبیر والتفکیر، وإطلاق النفس على سجیتها، والاستجابة لأهوائها. وهی متحررة من قیود العقل والواقعیة اللذین نجدهما لدى المذهب الکلاسیکی الأدبی (یعقوب وعاصی، 1987م، ص 685). و هی إلى کونها مذهباً اجتماعیاً وحضاریاَ، تنزع فی الأدب إلى تجسید المبادئ الآتیة: 1. الحریة؛ 2. إبراز اللون المحلّی؛ 3. تغلّب العاطفة والخیال على العقل؛ 4. اللجوء إلى الطبیعة؛ 5. التحرّر من الوزن والقافیة إلى حدّ معتدل؛ 6. الاهتمام بوحدة القصیدة العضویة وانسجام الموسیقى والإیقاع فیها؛ 7. الثورة على التقلید والدعوة إلى ظهور شخصیة الشاعر واضحة فی شعره. (نشاوی، 1984م، ص 157) أولع شعراء خوزستان بهذه المدرسة ولاسیما الشباب منهم. وقد ساروا فی الطریق الذی درج علیه نفسه الشعر العربی الرومنسی، فالتزموا جمیع قواعده، ونظموا فیه العدید من القصائد العمودیة وغیرها. ومن أبرز شعراء المدرسة الرومانسیة فی خوزستان الشاعر الشاب والمتألق عبدالعزیز حمادی الذی اتصف شعره بجودة السبک، وحلاوة الموسیقى، وخصب الخیال، وقوة العاطفة، وغزارة الفکر، وثراء اللغة، والتزام الوحدة العضویة فی قصائده. نختار هنا قطعة من أشعاره الرومانسیة التی نجد فیها جمیع خصائص هذه المدرسة؛ حیث تتسم بوحدة عضویة مترابطة، وتصبح کل صورة من صورها بمثابة عضو حی فی بنیتها، وتظهر شخصیة الشاعر فیها واضحة وجلیة. ونراه من بدایة القصیدة إلى نهایتها یتکلّم عن حبّه وأحاسیسه ومشاعره، ولم ینتقل إلى غرض أخر. کما نرى مشارکة الشاعر للطبیعة، بحیث ینتخب من مناظرها ما یلائم أحاسیسه ومشاعره، ویوفق بین حرکتها وبین درجة الانفعال فی نفسه، ویذکر عناصرها من سماء، وبحر، وموج، ... کذلک یتحرّر الشاعر من الحدود والقیود الشعر العمودی: أدهشتنی عاماً ولکنّنی / أخفیتُ شوقی خلفَ هذا الرداء/ أخفیتُ قلباً خلف قضبانهِ/ وماتَ خلفَ مقلتیَّ اللقاء/ أخفیتُ سیفاً فی خلایا دَمی/ یسیرُ فی الاعصاب مثل الدماء/ أخفیتُ أحلى فکرةٍ صغتها/ فی منجم الحبِّ بأبهى بهاء/ وصرخة فی نفق مغلق/ لو خرجت لصاحَ منها السماء/ فالیوم بحری قد طغى موجُهُ/ ومزّقت یدایَ قلبَ الغِشاء/ وحطمت کفّی دُمى صُغرها/ وصفّقَ القلبُ لشوق اللقاء/ هل نلتقی؟ أرجوک أن نلتقی/ عامٌ ویدوی فی شفاهی الرجاء (http://abedalaziz.blogfa.com) والشاعر الآخر فؤاد عاشوری، وله قصائد رومانسیة عدیدة؛ منها: قصیدته المسماة بـ«بلادی»، یتحدث فیها عن حنینه لوطنه وبلدته، وفیها بث وشوق وتصویر بدیع للطبیعة الصافیة فی بلده من شواطئ وأنهار وبساتین وأطیار، بعبارات رومانسیة حالمة. یقول فیها:
(فؤاد عاشوری، 2010م، ص 10)
4ـ3. المدرسة الواقعیة: تعبّر عن العواطف الإنسانیة العامة، وتربط الأدب بالمبادئ الأخلاقیة، وتوظّفه لخدمة الغایات التعلیمیة، وتحترم التقالید الاجتماعیة السائدة، وتهتم بعرض المثل الإنسانیة الرفیعة نحو الخیر والحق والجمال. هی تصوّر الشّرّ والجریمة أیضاً، فهی تدعو إلى نقل الواقع بماهیته على حسنه وقبحه (یعقوب وعاصی، 1987م، ص 1297). تجسدت الواقعیة بالاهتمام بقضایا الجماهیر، وتأیید الطبقة المحرومة، ومناهضة البرجوازیة والأرستقراطیة فی المجتمع، وهی کانت بمثابة الثورة على المذهب الرومانسی والدعوة إلى دنیا الحقیقة والواقع (شکیب أنصاری، 1382هـ. ش، ص 263). نجد الواقعیة فی خوزستان قد تجلت عند أکثر الشعراء؛ لأن شعرهم مرآة صافیة تعکس واقع مجتمعهم بکل تفاصیله وتحفل بالمبادئ الوطنیة والدینیة والإنسانیة. فیطالبون بتحرر البلاد الإسلامیة من المستعمر، وتحرر الشعوب من التخلف الحضاری المزری، وهم یعتنون بالجانب المادی للفرد، ویتطلعون إلى غد أمثل تسود فیه العدالة الاجتماعیة بین المواطنین؛ کما یتمسکون بالشریعة الإسلامیة على أساس أن تطبیقاتها العملیة حققت ما تنشده الإنسانیة من قیم حضاریة متقدمة على الشعوب المجاورة فی العهود السابقة. للتعرف على هذا النمط من الأدب لقد اخترنا من رواد الواقعیة شاعرین اثنین: الأول. الشاعر فؤاد عاشوری الذی جسّد ما بُحنا به فی قصیدته التالیة التی یدعو فیها أبناء أمته إلى مقاومة القوى المستعمرة التی تنوی الشّرّ لبلادنا من خلال ترویج الخمر والمخدّرات بین الشباب. وهو کذلک یکشف عن نوایاهم ومؤامراتهم لتفکیک صف الأمة الواحدة، لکنّ هیهات هیهات أن ینالوا ما یتمنّون، وهو یعدهم بالموت العاجل: تَسعى العدى لتقتل الرّبیع فی ربوعنا / تسعى لکی تدمِّره/ ترید أن تُعکّر المیاه فی بلادنا / ترید أن تصطاد فی میاهنا المعکّره/ بالخمر والأفیون والحشیشة المخدِّره / تروم أن تَفُتَّ فی شبابنا / تروم أن تُسخِّف العقول والنوابغ المفکّره / تسعى لکی تنال من وحدتنا / تنال من بلادنا المقتدره/ لکنّنا بعزمنا الرّاسخ یا حبیبتی / سنُحبط المؤامرات کلّها / سنُفشلُ الدّسائس المدبّره / سنسلک الطریقَ نحو مجدنا / مهما أراد الخصمُ أن یوعِّرَه / أقولُ فی رسالتی إلى القُوى المستعمره / بلادنا للأصدقاء / جنةٌ / وللعُداة الطامعین / مقبره / بلادُنا بکلِّ یومٍ مشرقٍ/ تُهدی غُصوناً للثّریّا / وجذوراً للثّرى / بلادُنا جمیلةً تظلُّ فی عیوننا / عزیزةً تظلُّ فی قلوبنا / نفنى ولن نسمحَ للعدوّ أن / یمسّ زهرةً لها أو ثمره / نحن لها مقدَّرون فی الهوى / وهی لنا مُقدّره (فؤاد عاشوری، 2010م، ص 63). و الآخر عبد العزیز حمّادی، له إضافة إلى شعره الرومنسی قصائد عدیدة تعکس واقع مجتمعه. فی هذه القصیدة ترجم واقع الطبقة المحرومة من المجتمع، ووصف حالهم قائلاً: اللیل یبتلع الشوارع والرصیف.. / ترتاده جثثٌ مجردةٌ کأشجار الخریف / الباحثون عن السکینة بالرصیف / القاصدون مزابل التّجّار بحثاً عن رغیف / القحط سلّط ظلّه فوق الروابی والسهول / وعلا المدینة ظلُّ سرب للجراد / ینقضُّ کالصاروخ یقتات السنابل فی الحقول / ویقوم یحصدها المزارع قبل «نیسان» الحصاد / (و الدودة العمیاء تأکل من مآقینا الضیاء) / وضریرةُ ثکلى تئنُّ على الصخور / کالهامة العجزاء تفنى بالعویل مدى العصور/«مسعود» یا أحلى رفاقک کیف أرداک المنون / «مسعود» أطفال المحلة یهتفون / یا بومة احترق مسعود. (http://abedalaziz.blogfa.com)
4ـ4. المدرسة الرمزیة مذهب فنی فی الأدب یعتمد الرمز دلالة حسیة تُوحی بأغراضه الفکریة التجریدیة . والرمز الحسی هو صورة، ومناخ عام ینبثق مما توحی به الدلالات الرمزیة جمیعاً. والغرض المقصود من وراء هذه الدلالات هو فکرة تجریدیة توجز موقف الفنان الذاتی فی معاناته برءَ الجمال للجمال، وإبداع الفن للفن. وأقصى غایات الرمز أن لا یقع فی الوصفیة أو الروائیة، بل یکون إیحائیاً یُشیر إلى مدلوله بالتلمیح لا بالتصریح، ویومئ إلى غرضه بإیجاز وتکثیف یلامسان حدّ الإبهام، وبابتکار من نسیج رمزی، ومرکبات إیحائیة غیر مألوفة تحیل مدلولاتها إلى ما یشبه الموسیقى (یعقوب وعاصی، 1987م، ص 671). من العنت البحث فی الشعر الخوزستانی عن أدب رمزی شامل بالمعنى الاصطلاحی لهذا الاتجاه الفنیّ، کما عرّفه الغربیّون، بل نجد مقطوعات قلیله نرى فیها بعض مواصفات هذه المدرسة؛ منها القصیدة التالیة للشاعر عبدالعزیز حمّادی یقول فیها: مطر/ یتزوج من الأرض من جدید/ فتُنجب الأرضُ بُرعَمَتین/ فیُنجب نَهداک حُلمتین . بعد تولد المطر/ تنام فی حضن التراب زهرتان/ تنام فی فم الولید حُلمتان/ تنتفض الحیاة من وحل/ یغرّد الهزار والحَجَل/ مخضّباً بالطین/ یأتی مثلنا الأمل . . . / الأمل . . . / الأمل. . . / الأمل . . . (دفتر الشعر للشاعر) و الشاعر عباس الطائی له بعض الشعر الرمزی نقتطف مقطعین لإحدى قصائده المسماة بـ" کابوس الزنبق البرّی " یتحدث فیها بصورة رمزیة عن الجوّ الخانق والضغوطات التی مارسها الحکم البهلوی قبیل الثورة الإسلامیة: «و لمّا أغمض البرعم عینیه /على حلم ربیعیّ / أحسَّ البردُ یُؤذیه / ولمّا فتح البرعم عینیه / رأى الإعصار بالحقل / یشبّ النّار بالنخل». و منها قوله: و لمّا فتح البرعم عینیه / لکی یدری بما یجری / أتاه الغول کالنّسر / یقیءُ النار فی الأحیاء والسّهل / أباد الزرع والضّرع / وشدّ العقل فی حبلٍ حدیدیّ / وطال اللیل والکابوس ... وجاء الصبح ثلجیّاً / وصوت الزنبق البری مبحوح / ینادی من فم الوادی / ولا یسمعه الحادی. (الطائی، 2005م، ص140) و للشاعرة إیمان طرفة[17] قصیدة رمزیة تتحدث فیها عن المعاناة التی عانتها من بعض التقالید المتزمتة السائدة فی المجتمع. تقول فیها: أمیرتی!/یا من تُکوّنین فیّ الحرب والسلام/وتنحتین دائماً فی جبالی الصُّمود/یا من تقرّرین أن یعیش أو یموت/النور والظلام/صغیرتی!/شربت منّی الحب والحلیب والحنان/شربت منّی/قوةً تقسّم الأقدار والجحیم والجنان/وهل أکون واثقة/بأن تکون بعد موتی/أشجارک الخضراء بالربیع والخریف والشتاء فی أمان؟/صغیرتی!/ستشبهین اُمّکِ العنیدة/امرأةً تحوّلت بِوحدها إلى قبیلة جدیدة/وحاوَلَت تحارب الحروب/وتشرب الشروق والغروب/وتخلق الذی تریده/ستشبهین أمّکِ العنیدة/کی تصرخی بوجه من عصاک/ولیلة تحاربین من هوى هواک/وتعشقین البحر والأسماک والرمال/(هرباً من الرجال!)(www.adabona.com).
خاتمة البحث: کشف البحث الذی درسنا فیه الشعر العربی الحدیث فی خوزستان عن النتائج التالیة: 1. نهض الشعر فی هذا العصر نهضة کبیرة، ونهج منهج الشعر العربیّ فی التجدید والانعتاق من قمقم الاتباع والتقلید؛ 2. استخدم الشعراء لغةً سهلةً وأسالیب سلسةً فی شعرهم، وابتعدوا عن الأسالیب الصعبة وتحاشوا الألفاظ الغریبة؛ 3. نافس الشعر الحرُّ مثیلَه الشعر العمودیَّ؛ فنظمت فیه قصائد کثیرة فی مختلف الأغراض؛ کما ظهر الشعر المنثور ظهوراً باهتاً؛ 4. ظهرت بعض الأغراض الشعریة الجدیدة فی هذا العصر إضافة إلى الأغراض التقلیدیة کالشعر الاجتماعی، والشعر المسرحی ...؛ 5. مال الشعراء إلى اقتفاء أثر روّاد الشعر العربی الحدیث فی تجدیدهم؛ فظهرت بینهم جمیع اتجاهات المدارس الأدبیة الحدیثة کالکلاسیکیة، والرومانسیة، والرمزیة، والواقعیة؛ 6. ظهر شعراء شباب فی الساحة الشعریة فی خوزستان، یحملون لواء التجدید والتطور. من أبرزهم: عبدالعزیز حمّادی، وفؤاد عاشوری، وحسین طرفی؛
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أ. العربیة: 1. حمّادی، حمید. (1374هـ. ش). الشعر العربی المعاصر فی خوزستان. رسالة الماجستیر ، الجامعة الإسلامیة الحرة ، قم المقدسة. 2. الخاقانی، علی. (1945م). شعراء الغریّ. (ج 11). النجف الأشرف: المطبعة الحیدریة. 3. الخفاجی، عبدالمنعم. (1992م). دراسات فی الأدب العربی الحدیث ومدارسه. (ط 1). بیروت: دار الجیل. 4. الربیعی، عبدالعظیم. (1419هـ). دیوان. (ط 4). قم: ذوی القربى. 5. الزرکلی، خیر الدین. (آ 2002م). الأعلام. (ج 2). (ط 15). بیروت: دار العلم الملایین ، بیروت. 6. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. (ب 2002م). الأعلام. (ج 4). (ط 15). بیروت: دار العلم الملایین ، بیروت. 7. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. (ج 2002م). الأعلام. (ج 6). (ط 15). بیروت: دار العلم الملایین ، بیروت. 8. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . (د 2002م). الأعلام. (ج 8). (ط 15). بیروت: دار العلم الملایین ، بیروت. 9. شبّر ، جواد. (د ت). أدب الطف ( أو شعراء الحسین ). (ج 9). بیروت: دار التراث الإسلامی. 10. شکیب أنصاری، محمود. (1382هـ. ش). تطور الأدب العربی المعاصر. (ط 3). أهواز: جامعة الشهید چمران. 11. عاشوری، فؤاد. (2010م). تباریح الشوق. (ط 1). طهران: نشر دانش پرور. 12. الطائی، عباس. (2005م). هذا هو الحبّ. (ط 1). طهران: نشر شادکان. 13. الکعبی، هاشم. (1420هـ). دیوان ـ قسم المراثی الحسینیة. (قدّم له وصحّحه وعلّق علیه محمد حسن آل الطالقانی). (ط 1). النجف الأشرف: المطبعة الحیدریة. 14. اللامی ، عبدالکریم وفاخر جبر مطر . (1406هـ/1986م). ابن رحمة الحویزی، حیاته وأدبه. البصرة: دار الکتب. 15. الملائکة ، نازک. (1962م). قضایا الشعر المعاصر. بیروت: مطبعة الآداب. 16. الموسوی، شهاب الدین. (1885م). دیوان. (حقّقه سعید الشرتونی). بیروت: المطبعة الأدبیة. 17. نشاوی، نسیب. (1984م). مدخل إلى دراسة المدارس الأدبیة فی الشعر العربی المعاصر. الجزائر: دیوان المطبوعات الجزائریة. 18. یعقوب، إمیل بدیع، ومیشال عاصی. (1987م). المعجم المفصّل. (ط 1). بیروت: دار العلم للملایین. 19. الموسوعة الشعریة. (الإصدار الثالث). الامارات
ب. الفارسیة: 20. سلیمانی، فرهاد. (1383هـ. ش). جریدة صوت الشعب. السنة الخامسة. رقم 58. 21. سیادت، موسى. (1374هـ. ش). جغرافیای عرب خوزستان. طهران: سهند. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 4,624 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 501 |