
تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,717 |
تعداد مقالات | 14,058 |
تعداد مشاهده مقاله | 34,049,946 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 13,634,652 |
الشعر التعليمي؛ تاريخه وتطوّره في الأدب العربي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بحوث في اللغة العربية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاله 6، دوره 2، شماره 3، دی 2010، صفحه 85-97 اصل مقاله (303.79 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نویسندگان | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
جواد غلامعلي زاد* 1؛ کبري روشنفکر2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1مربي گروه زبان و ادبيات عربي دانشگاه زابل | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2استاديار گروه زبان و ادبيات عربي دانشگاه تربيت معلم ـ تهران | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
چکیده | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الشعر التعليمي الذي نحن بصدده في هذا البحث واحد من الأقسام الأربعة للشعر في الأدب العالمي، يهدف إلى تعليم الناس أمور دنياهم وأخراهم، وله أنواع وميزات تميّزه من بقية الأنواع الشعرية، کما نجد له سابقة عريقة في القدم في أکثر الشعوب، وهکذا في الأدب العربي، حيث نراه بارزاً عبر العصور المتتالية من العصر الجاهلي إلى العصر الراهن بخصائصه وميزاته. هذا البحث بسبب سعة الموضوع وضيق المجال يهدف فقط إلى أن يبيّن الشعر التعليمي وتطوره في الأدب العربي من العصر الإسلامي إلى العصر الراهن؛ وذلک لأننا درسنا بعض المواضيع الغامضة الأخرى للشعر التعليمي في مجال آخر. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
کلیدواژهها | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الشعر التعلیمی؛ القیمة الفنیة؛ التطور | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اصل مقاله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المقدمة اختار الشعر لنفسه منذ الأزل سبیلاً ینأى عن روح العلم، وأوشک أن یکون حدیثاً خاصاً لإذاعة ما تضجّ به الخواطر من العواطف والمشاعر؛ وعلى هذا الأساس تکوّن الذوق العام، فوضع کل ما هو شعری مقابل العلمی حتى باتت طبیعة الشعر تتحدد بذاتیّة المبدع، وأضحت علامة فارقة تمیّزه. ویبدو أن هذه الصفة لازمت الشعر منذ مراحل تکوینه الأولى، وهو أمر یصدق على حال الشعر العربى أیضاً. ومع تقادم الأزمنة حدث نوع من التقارب بین الشعر والعلم فی حیاة الأمة الإسلامیة، ولوحظ هذا التقارب یبرز بقوة کلما آلت تلک الحیاة إلى التطور باتجاه العلم. هذا ویعتبر الشعر التعلیمى واحداً من الأقسام الأربعة لأنواع الشعر فی الأدب العالمی، وثانی اثنین من هذه الأقسام السائدة فی الأدب العربی، بحیث أردف الشعر الغنائی وجوداً ونموّاً وکمّیّاً، إلا أن الأدباء تناولوا الشعر الغنائی فی الأدب العربی بکل أقسامه، ولم یتناولوا الشعر التعلیمی کما هو حقه، وحتى لم یر بعضهم له قیمة وقدراً جدیراً بالبحث والمناقشة، والحال أن الشعر التعلیمی یحمل على أعجازه حضارة وثقافة عظیمة الخطر للأمة العربیة خاصة والإسلامیة عموماً. فمن هذا المنطلق قمنا بدراسة الشعر التعلیمی من مختلف الجهات. فکتبنا حول خصائصه الفنیة والصوریة، وکذلک قضیة نشأته فی الأدب العربی بالتفصیل فی مقال آخر (غلامعلی زاده، 1428هـ، ص 47ـ62). ثم قمنا فی هذا المجال بدراسة تاریخیة للشعر التعلیمی من العصر الجاهلی إلى العصر الراهن، مع التطورات التی مضت علیه خلال العصور المختلفة، لکی یتضح لنا بعض جوانبه الغامضة وذلک من خلال المواضیع التالیة: 1ــ الشعر التعلیمی وأنواعه؛ 2ــ القیمة الفنّیّة للشعر التعلیمی؛ 3ــ نشأة الشعر التعلیمی فی الأدب العربی؛ 4ــ الشعر التعلیمی فی العصر الجاهلی؛ 5ــ الشعر التعلیمی فی العصرین الإسلامی والأموی؛ 6ـ الشعر التعلیمی فی العصر العبّاسی؛ 7ـ الشعر التعلیمی فی الأندلس؛ 8ــ الشعر التعلیمی فی العصر الوسیط؛ 9ــ الشعر العلیمی فی العصر الحدیث؛ 10ــ النتائج.
1ــ الشعر التعلیمی وأنواعه: هو الشعر الذى یهدف إلى تعلیم الناس، ویشتمل على المضامین الأخلاقیة والدینیة والفلسفیة أو التعلیمیة عموماً، أو قل هو الذی یراد به الأراجیز والقصائد التاریخیة أو العلمیة التی جاءت فی حکم الکتب، وکذلک الکتب التی نظموها فجاءت فی حکم الأراجیز والقصائد؛ وهو ما یعبر عنه المتأخرون بالمتون المنظومة کألفیة الإمام محمد بن مالک فی النحو العربی وغیرها، مما یجمع قضایا العلوم والفنون وضوابطها (عتیق، 1428هـ،ص 329). یبدو من خلال البحث حول الشعر التعلیمی فی کتب الأدب أن هذا اللون من الشعر الذی یهدف به الشعراء إلى تعلیم الناس، تارة یعالج الأخلاق والعقیدة والعبادة، ویتناول الخیر والشّرّ، والفضیلة والرذیلة، وما ینبغی للإنسان أن یکون علیه، وما یجب أن یتحاشاه ویتباعد عنه، یسلک الشاعر فی ذلک أسالیب الترهیب والترغیب والنصح والعظة؛ وتارة یتناول التاریخ والسِّیر، فیقرّر ویبیّن الأنساب والأصول والفروع، وتسلسل الحوادث وترتیبها، ویبحث العلل والأسباب، ویربط النتائج بمقدماتها؛ وتارة یعرض للعلوم والفنون والصناعات، فیقرر الحقائق المتعلقة بشأنها، ویضع لها القواعد ویستنبط لها القوانین. ومن هذا المنطلق یقول الدکتور صالح آدم بیلو: إن «المیادین التى یعمل فیها هذا اللون من الأدب، أو الشعر الذى نسمیه تعلیمیاً ثلاثة میادین: 1ـ أصول الأخلاق والعقائد؛ 2ـ السّیَر والتاریخ؛ 3ـ الحقائق والمعارف المتعلقة بالعلوم والفنون والصناعات» (آ2002م، ص 1).
2ــ 3- 0- النتائه من تهافت من الشعراء أو النظامین.اب واسعاعلیمیلأمویة التی اتخذت وسیلة لتعلیم غریب اللغة مما ألهم المقامة فیما بعد، القیمة الفنّیّة للشعر التعلیمی: یرى کثیر من الأدباء أن هذا اللون من الشعر من الناحیة الفنیة لیس على شیء، ولیس هو بأکثر من کلام موزون مقفّىً، خالٍ من الحلاوه الشعریة والروعة الفنیة؛ ذلک لأنه لا یوجد فیه مقومات الشعر کالعواطف والتجارب الشعوریة. فیرى شوقی ضیف (ج د. ت) أن الشعر التعلیمی هو «لون لایراد به إلى التعبیر عن الوجدان والعواطف الشخصیة، وإنما یراد به إلى المعرفة والثقافة، وأن تضمّ مسائل علمیة خاصة لا بین دفّتی کتاب، ولکن فی قصیدة طویلة من القصائد» (ص 72). ویقول عنه فی مکان آخر: ومن هنا کان یحسن بالشاعر أن لایخرج عن الدوائر الطبیعیة للشعر، ونقصد دوائر النفس ومشاعرها؛ لأن هذا الجانب فی الإنسان خالد. وما نظمه هومیروس قبل أنکسیماندر[1] وعصره لایزال العالم مشغوفاً به مشدوداً إلیه. أما ما کتبه أنکسیماندر، فقد أصبح شیئاً تافهاً، ولا یرجع إلیه إلا لمعرفة نشأة العلم الطبیعی حین کان لایزال یحبو فی المهد صبیاً. أما بعد ذلک، فإنه لایهم أحداً؛ لأنه أصبح لا یرضى حاجتنا العقلیة» (المصدر نفسه، ص 78). کما یُرى هذا الاتجاه بین الغربیین أیضاً؛ فبعضهم لا یُدخلون الشعر التعلیمی فی دائرة أنواع الشعر، منهم جوته[2] الشاعر الألمانی؛ إذ یقسم أنواع الشعر إلى ثلاثة أنواع: الشعر الملحمی والشعر الغنائی والشعر الدرامی(فرشیدورد، 1363هـ.ش،ص 94). ومنهم توماس هابز[3] الفیلسوف الإنکلیزی الذی یهجم على الشعر التعلیمی، ویُخرجه أساساً من دائرة الشعر؛ کما ینسب الذین یطلقون على هذا الکلام اسم الشعر إلى الخطإ (زرین کوب، 1369هـ.ش، ص 477). على أن الدکتور شمیسا (1381هـ. ش) یدافع عن الأدب التعلیمی ویقول: أما الأدب التعلیمی، فیمکن أن یکون خیالیاً؛ بمعنى أن یأتی بالشیء الذی یرید تعلیمه بصورة قصة أو مسرحیة حتى یکسب جاذبیة أکثر. ویستفاد من هذا المنهج خصوصاً فی أدب الأطفال. ولنلتفتْ أن إطلاق الأدب التعلیمی على أثرٍ لا یَحُطّ من شأن ذلک الأثر أبداً؛ إذ إن لکثیر من البدائع الأدبیة جانباً تعلیمیاً؛ ومنها: المثنوی لجلال الدین الرومی، وبوستان لسعدی، والحدیقة لسنائی التی تتماشى فیها الجوانب الأدبیة مع الجوانب التعلیمیة قوة ونشاطاً (ص 270). کما یقول فی مکان آخر: «إن کون الأثر أدبیاً کلام غیر دقیق؛ لأن العناصر الأدبیة فی بعض الآثار قلیلة، و فی بعضها کثیرة» (المصدر نفسه، ص 269). أضف إلى ذلک أننا نستطیع أن نلمح فی بعض البدیعیات ــ وهی أشعار تعلیمیة ــ اقتراباً من الشعر وقیَمه الأدبیة والفنیة إلى حدّ ما وبصورة من الصور (الهیب، 1986م، ص353). و أما إذا أردنا أن نجمع بین هذه الآراء، فنستطیع أن نقول: إن بعض ألوان الشعر التعلیمی خارج عن صفة الشعر، وهو القسم الذی أسموه «حقائق الفنون والعلوم والمعارف»، على حین لایکون الأمر کذلک دائماً فی الأقسام الأخرى من الشعر التعلیمی، خصوصاً النوع الذی یتناول التاریخ وأحداثه. فقد یتحول عند الشاعر المبدع والفنان البارع الموهوب إلى شعر قصصی آسر للقلوب، کالذی نراه فی الأرجوزة التاریخیة لابن المعتزّ الشاعر العباسی (أمین، آ د.ت، ص 26؛ بیلو، ب 2002م، ص 4). وأخیراً، مهما قیل فی القیمة الفنیة للشعر التعلیمی، فلیس من الحق أن نجرّده من کل فضیلة؛ کما لا نستطیع أن ننکر ما أدّاه الشعر التعلیمی من حفظ کثیر من التراث الدینی واللغوی والعلمی فی الأمم المختلفة.
3ــ نشأة الشعر التعلیمی فی الأدب العربی: تختلف الآراء فیما یتعلق بنشأة الشعر التعلیمی فی الأدب العربى؛ فیذهب بعضهم إلى أن العرب لم یعرفوا هذا اللون من الأدب إلا فی وقت متأخر، نتیجة اتصالهم بالفکر الوافد؛ وهناک من یرى أن هذا التأثیر ناشئ عن الثقافة الهندیة التى اتصل بها العرب فی العصر العباسی؛ فمن هؤلاء الأستاذ أحمد أمین (ب د. ت، ص 246)، والدکتور أحمد فوزى الهیب (1986 م، ص349)، والدکتور مصطفى هدارة (1995م،ص 355). على أن الدکتور طه حسین یرى أن أبان بن عبد الحمید اللاحقی هو مبتکر هذا الفن فی الأدب العربی؛ إذ یقول: «یظهر أن أبان هو أول من عنی بهذا الفن» (1969م، ص 286). ویقول عنه فی موضع آخر: «فهو إمام طائفة عظیمة الخطر من الناظمین؛ نعنى أنه ابتکر فی الأدب العربی فنّاً لم یتعاطَه أحد من قبله، وهو فن الشعر التعلیمی» (1980م،ص540). ویذهب شوقى ضیف إلى رأیین متناقضین کل التناقض، ولا ندری على أیهما استقرّ رأیه النهائی إزاء المسألة! ففی کتابه تاریخ الأدب العربی قسم «العصر العباسی الأول» یــرى أنه «فنّ استحدثه الشعراء العباسیون، ولم تکن له أصول قدیمة، ونقصد فن الشعر التعلیمی الذى دفع إلیه رقیُّ الحیاة العقلیة فی العصر؛ فإذا نفرٌ من الشعراء ینظمون بعض القصص أو بعض المعارف أو بعض السیر والأخبار» (ب د ت، ص 192)، بینا یذهب فی کتابه الآخر التطور والتجدید فی الشعر الأموی مذهباً آخر یوشک أن یکون صائباً، ولکنه لم یسر فیه إلى آخر الشوط. فهو یذهب ههنا إلى أن الشعر التعلیمی ذو نشأة عربیة خالصة فی آخر القرن الأول الهجری وأول القرن الثانی، أو قل: فی أواخر الدولة الأمویین؛ إذ إن أراجیز الرُّجّاز وبخاصة العجّاج ورؤبة قد کانت متوناً لغویة، وبالتالی فهو النواة والبذرة التی بُنی علیها الشعر التعلیمی فی جانب الکلام المنظوم، وتطور فی جانب النثر، فصارت المقامات. بهذا الصدد یقول شوقی ضیف (آ د. ت): نحن إذن بإزاء متون تؤلَّف لا بإزاء أشعار تصاغ، ویعبِّر بها أصحابها عن حاجاتهم الوجدانیة أو العقلیة. فقد تطور الشعر العربی، وأصبحت الأرجوزة منه خاصة تؤلَّف من أجل حاجة المدرسة اللغویة، وما تریده من الشواهد والأمثال. والأرجوزة الأمویة من هذه الناحیة تعد أول شعر تعلیمی ظهر فی اللغة العربیة (ص 319). وهناک رأی آخر یرد نشأة الشعر التعلیمی فی الأدب العربی إلى زمن بعید جداً، أعنی العصر الجاهلی؛ یقول الدکتور صالح آدم بیلو: ونحن نرجّح تخطئة الذین ذهبوا إلى أن الشعر التعلیمی إنما عرفه الأدب العربی مع ما عرفه من الثقافة الدخیلة، والفکر الوافد ــ شرقیة وغربیة، هندیة ویونانیة ــ أو ابتکر فی هذا العصر العباسی ابتکاراً بسبب امتزاج الأفکار والثقافات وتوالدها، أو إن الأرجوزة الأمویة هی التى وجهت إلیه الشعراء العباسیّین!. إن الخطأ قد أتى هؤلاء الکاتبین من وجهة (التطبیق). فهم یعرّفون الشعر التعلیمی تعریفاً نظریاً جیداً، واضح الحدود والمعالم، بیّن القسمات والسمات، وحین تأتی مرحلة التطبیق العلمی یجانبهم التوفیق، ولا یجدون إلا بعض الجزئیّات أو الأقسام فی فترة معینة من الزمان تنطبق علیها هذه النظریات. ومن هنا ینطلقون إلى القول بأن هذا الفن کان عدماً فیما مضى، ثم أصبح له وجود منذ هذه الفترة التی أسموها بالعصر العباسی، أو على أحسن الفروض العصر الأموی (آ 2002م،ص2). ثم یُبدی رأیه ویقول: نحن «نقرر أن الأدب العربی منذ جاهلیته قد شارک فی هذا اللون من الفن بکل أقسامه التی قدمناها» ( المصدر نفسه). ویستند لمدّعاه هذا إلى أشعار تعلیمیة ــ بکل أقسامها ــ فی العصر الجاهلی نأتى بها إن شاء الله عند الحدیث عن الشعر التعلیمی فی العصر الجاهلی.
4ــ الشعر التعلیمی فی العصر الجاهلی: من دقّق فی الأدب الجاهلی، یجد الأقسام المختلفة من الفن التعلیمی فی هذه الحقبة من الزمن. فبالنسبة للتاریخ وذکر القرون الخالیة والأمم البائدة قد امتلأ الأدب العربی بشعر الشعراء فی ذلک، وقد کان ذلک أحد المنطلقات التى انطلق منها جماعة من الشعراء،خصوصاً أولئک الذین کانوا على شیء من الثقافة الدینیة والعلمیة؛ کأمیّة بن أبی الصّلت، وعدیّ بن زید. ومن ذلک قصیدة عدیّ فی منشإ الخلق، وقصة خلق آدم وحوا، وإسکانهما الجنة، ونهیهما عن أکل الشجرة، وهبوطهما من الجنة حیث یقول:
(الجاحظ، آ 1969م،ص 198) و نترک اللونین الآخرین من الشعر التعلیمی فی هذا العصر لضیق المجال حتى نصل إلى الشعر التعلیمی فی العصور اللاحقة؛ لأننا درسنا هذا الموضوع فی مقال مطبوع آخر بالتفصیل.
5ـ الشعر التعلیمی فی العصرین الإسلامی والأموی : فإذا جئنا إلى العصرین الإسلامی والأموی، وجدنا هذا الضرب من الشعر قد تمثل بوضوح فی عدة موضوعات. فقد فتح أبوقیس صرمة بن أبی أنس[4] شعره لتعالیم الإسلام الجدیدة یذیعها لیمحو بها ضلالات الجاهلیة. ومن ذلک قوله:
(هدّارة،1995م،ص 89) و کذلک نُظمت الکیمیاء. فلقد روى المسعودی أن حکیم آل مروان، خالد بن یزید بن معاویة[5] الذی اشتهر باهتمامه بالکیمیاء قد وضع منظومة فی هذه الصناعة، ذکر فیها طریقة تحویل المعدن الخسیس إلى جوهر نفیس، قائلاً :
(المسعودی، د. ت، ص 258) وکذلک استُخدم هذا النوع من الشعر فی تعلیم غریب اللغة؛ کما تحدثنا عنه من قبل عند الکلام عن نشأة الشعر التعلیمی لدى العرب والأرجوزة الأمویة، التی أسهمت فی إبراز صورة الشعر التعلیمی العباسی، وفی المقامة فی جانب النثر فیما بعد. وکان الأمر کما یقول الدکتور شوقی ضیف (ج د. ت):« وإذا "رؤبة" یصنع لهم أراجیز یضمنها شوارد اللغة وشواذها وأوابدها اللفظیة، واتخذ الرجز وسیلته إلى استظهار هذه العقد اللغویة. وبذلک أصبحت الأرجوزة عنده متناً علمیاً» (ص 71). ولقد وقعت محاولة لاستخدام هذا اللون فی شرح فروع الدین ــ فی رأی عبدالملک بن مروان الخلیفة الأموی (المتوفى سنة 86 هـ) ــ من أحد شعراء العصر، فوقف عبدالملک فی سبیله، وذلک فیما یروى من أن الشاعر الأموی «الراعی النمیری»[6] قد أنشد عند عبد الملک بن مروان قصیدته التی یشکو فیها السّعاة، وهم یأخذون الزکاة، حتى إذا بلغ قوله :
قال عبدالملک: «لیس هذا شعراً، هذا شرح إسلام وقراءة آیة». (المرزبانی، 1965م، ص 249)
6ــ الشعر التعلیمی فی العصر العباسی: وهکذا استمرّ الأمر حتى جاء العصر العباسی، عصر رُقیّ العقل العربی، وبدأ التعبیر عن العلم تارة بالشعر وتارة بالنثر، فبینما نجد مثلا ًرسائل تبحث فی الفرق والنحل الاسلامیة، نرى بعض الرّجّازین یصوغ لنا هذه النحل والفرق رجزاً وشعراً (ضیف، ب د. ت، ص 72). وهکذا نراهم ینظمون جملة المواضیع والمسائل العلمیة والتاریخیة والقصصیة إظهاراً للبراعة، ودلالة على قدرتهم على التجدید والابتکار، وتدلیلاً على أنهم قد ألَمّوا بمعارف العصر، وثقافات الأمم الأخرى التی نقلت إلى العربیة، وأنهم قد صاروا على شیء من هضم هذا الذی تُرجم. فهم یسهمون بدورهم فی نقله وإیصاله إلى الآخرین عن طریق هذا اللون من الشعر. ونظلّ نرى صوراً من هذا الاتجاه طوال القرن الثانی الهجری،وقد بدأت صورته الأولى عند الشعراء الذین تصدَّوا للرّدّ على بشّار، مستخدمین فی ذلک ما وصل إلیه علمهم من المعرفة بالطبیعة وبالأرض وعناصرها ومکوّناتها ونحو ذلک (الجواری،1991م،ص 276). ومنهم بشر بن المعتمر[7] الذی یستفید من هذا اللون الشعری فی الصراع المذهبی،وتأیید وجهة نظر الاعتزال. وتابعه جماعة من الشعراء الذین أثار غضبهم بشّار بن برد بما ذهب إلیه من تفضیل النار على الأرض، وإبلیس على آدم فی أبیاته التی یقول فیها:
(المعرّیّ، د. ت، ص 160) فتصدَّوا له یردون علیه مبیّنین أن للأرض الفضل على النار؛ ذلک لأنها أصل النار،وأن النار موجودة فیها (بالقوة)، وأن فی الأرض أعاجیب لا تحصى ولا تعدّ من المعادن والنبات والعناصر الأخرى. ولبشر هذا قصیدتان طویلتان رواهما الجاحظ فی الحیوان:أولاهما فی ذمّ فرق الأباضیة[8] والرافضة[9] والحشویة[10]،وذکر فیها أصنافاً من الحیوان، وتحدّث عن أعاجیبها وطبائعها، وما تقتات به، مستدلّاً بذلک على قدرة الخالق. وقد بدأها بالحکمة فقال:
ویعدد أصناف الحیوان ،وکیف تعیش وتقتات ،حتى ینتهی من ذلک إلى قوله:
(الجاحظ، 1969م، ص 84ـ91) و کان من أوائل هولاء الشعراء الذین أخذوا من هذا الفن السید الحمیری (105ـ173هـ) الذی کان مفتوناً مغرَماً بنظم القصص والمناقب والأخبار التی تروی عن علی وأبنائه. ومن ذلک ما یروى من أنه سمع محدّثاً یذکر أن النبی & کان ساجداً؛ فرکب الحسن والحسین C على ظهره. فقال عمر بن الخطّاب: «نِعْمَ المطیُّ مطیُّکما!». فقال النبی &: «ولَنِعْمَ الرّاکبان هما!». فانصرف السید الحمیری من فوره، وقال فی ذلک :
(الإصفهانی، 1986م، ص 279) و سیّد هذا المیدان غیر مدافع هو أبان بن عبد الحمید اللاحقی (المتوفى سنة 200 هـ) الذی برع فیه، حتى ذهب کثیر من الکاتبین إلى أنه مبتدع هذا الفن ومبتکره فی الأدب العربی على غیر مثال سابق (الصولی، 1983 م، ص 1)، فنظم فی السِّیر والتاریخ الفارسی؛ إذ نظم سیرة أردشیر وسیرة أنوشیروان وکتاب بلوهر، وکتاب حکم الهند (ابن ندیم،1381هـ. ش، ص 196)، کما نظم القصیدة المسماة «ذات الحلل» فی نشأة الخلق وأمرالدنیا، وضمّنها شیئاً من المنطق. ومن الناس من ینسبها إلى أبی العتاهیة، والصحیح أنها لأبان (الصولی، 1983م، ص 1)، ولیس بین أیدی الناس من کل أولئک الآن شیء. ونظم کذلک فی فرائض الصوم والزکاة أرجوزة مزدوجة، ونظم کلیلة ودمنة فی أربعة عشر ألف بیت )المصدر نفسه( لم یبق منها إلا جزء یسیر أورده الصولی فی "الأوراق"، کما أثبت شیئاً مِن مزدوجة الفرائض. وهذا أنموذج من نظمه لکلیلة ودمنة، یقول فی المقدمة:
(المصدر نفسه، ص 46ــ48) و بنظم أبان لهذا الکتاب ولقیانه المکافئةَ الجزیلة من البرامکة، وبإقبال الناس علیه، أقبل غیره من الشعراء على نظم هذا الکتاب کذلک، ونسجوا على منواله مثل ابن الهباریة (509هـ ). وهکذا أصبح کثیر من الشعراء ینظمون الشعر التعلیمی فی عدة أبواب من المعارف والعلوم والفنون، فاستخدموه فی الصراع العَقَدی والمذهبی،و فی الحکمة والموعظة، وفی الفلک والنجوم، والسیرة والتاریخ، وفی اللهو والمجون والحب وأصوله وقوانینه.
7ــ الشعر التعلیمی فی الأندلس: طرق شعراء الأندلس باب الشعر التعلیمی، وتوسّعوا أکثر من المشارقة فی الأراجیز والقصائد التاریخیة. وکان أول من اتجه منهم إلى هذا اللون الشعری یحیى بن حکم الغزال[11]، شاعر عبد الرحمن الأوسط بن الحکم[12] فی القرن الثالث الهجری. وللغزال هذا أرجوزة تاریخیة طویلة، نظمها فی فتح الأندلس، وذکر فیها السبب فی غزوها، وفصل الوقائع بین المسلمین وأهلها، وعدّد الأمراء علیها وأسمائهم، فأجاد وتقصّى، وکان للأندلسیین بها شغف إلى آخر عصورهم. وتلا الغزال من شعراء الأندلس فی نظم السِّیر التاریخیة، الشاعر أبو عمر أحمد بن عبد ربّه، صاحب العقد الفرید (المتوفى سنة 327هـ)، فله أرجوزة طویلة مزدوجة تبلغ 443 بیتاً (عتیق، 1976م، ص 334). کما نظم تمام بن عامر بن الثقفی[13] أرجوزة فی ذکر افتتاح الأندلس وتسمیة ولاتها والخلفاء فیها، ووصف حروبها من وقت دخول طارق بن زیاد (100هـ) إلى آخر أیام الأمیر عبدالرحمن بن الحکم. و قد ابتدع متأخروهم لوناً جدیداً من الشعر التعلیمی یتمثل فی نظم متون فی العلوم المختلفة، تیسیراً للدارسین على استیعابها وتذکّرها عند الاقتضاء لسهولة حفظ الشعر . ومن ذلک ألفیّة ابن معطٍ، یحیى بن معطٍ الزواوی المغربی (المتوفى سنة 628هـ)، وألفیّة ابن مالک، الإمام محمد بن عبدالله بن مالک الجیانی (المتوفى سنة 673هـ) فی علم النحو، وکذلک ألفیّة لسان الدین بن الخطیب فی الفقه، وأرجوزته المسماة المعلومة فی الطب، وأرجوزته فی السیاسة المدنیة، وأرجوزته المسماة المعتمدة فی الأغذیة المفردة، وکذلک أرجوزة أبی الحسن الأنصاری الجیانی (المتوفى سنة 593هـ) فی نظم کتابه شذور الذهب فی صناعة الکیمیاء"؛ وقد قالوا فیه: «إن لم یعلّمْک صناعة الذهب، علّمک صناعة الأدب» (المصدر نفسه، ص 333ـ334). کان الأندلسیون رواد فی هذا اللون من الشعر التعلیمی، ثم توسّع العلماء فیه من مغاربة ومشارقة، حتى لنکاد نجد فی کل علم وفن أکثر من أرجوزة أو قصیدة تجمع مسائله . وکان من إقبال العلماء على هذا الاتجاه وتفنّنهم فیه أن نجد الآن بین أیدینا منظومات عدیدة فی مختلف العلوم من أمثال التوحید، وأصول الفقه، ومصطلح الحدیث، والفرائض، والمنطق، والنحو، والصرف، والعروض والقوافی، وعلوم البلاغة والتجوید والرسم، بل لقد بالغ العلماء فی هذا الاتجاه حتى لنجد منظومات فی علوم الفلک والحساب والهندسة والطب (المصدر نفسه، ص 334). 8ــ الشعر التعلیمی فی العصر الوسیط: استمر الشعر التعلیمی حتى جاء العصر الوسیط الذی شهد إعجاب الناس به وکثرته وشیوعه وتوفقه، ویبدو أن ما نظم فیه من العلوم یربو على نتاج أی عصر آخر منه، ولا نبالغ إذا قلنا إن هذا العصر کان عصراً ذهبیاً لهذا الضرب من النظم، فقد أربت بعض القصائد على ألف بیت (الهیب،1986م، ص 350). فلم یترک الشعراء علماً من العلوم إلا ونظموا فیه، ففی علم البلاغة نظم ابن جابر (المتوفى سنة 780هـ) بدیعیة، وفی النحو نظم ابن الوردی(749هـ ) قصیدة «اللباب فی علم الإعراب»،و فی اللغة نظم عمر بن عیسى البارینی (764هـ ) منظومة ضمّت أسماء الولائم؛ ومنها:
(المصدر نفسه) و کذلک فی علم الفقه نظم ابن الوردی البهجة الوردیة فی نظم الحاوی ؛ کما نظم فی تفسیر الأحلام الألفیّة فی تعبیر الرؤیا والمنامات، وهکذا نظم فی علم الحیوان وغیر ذلک من العلوم (المصدر نفسه، ص 350ـ351). و بالإضافة إلى نظم العلوم أو نتیجة لها، نظم العلماء أسئلتهم وأجوبتهم فی مختلف العلوم شعراً؛ مثل هذا السؤال الفقهی الذی أرسله محمد بن عمر النصیبی (916هـ )إلى علی بن محمدٍ العلاء الحصکفی الموصلی (935هـ ):
إلى آخر المنظومة. فأجابه العلاء الحصکفی بمنظومة أخرى أولها :
و یرسل أحدهم إلى العلاء الحصکفی أیضاً هذا السؤال النحوی :
فأجابه العلاء بقوله :
(المصدر نفسه) و یجدر بالذکر أن هناک تشابهاً واضحاً بین البدیعیات التی شاع فی هذا العصر إنشاؤها والنظمِ العلمی، فلکلّ منها عرض تعلیمی، غیر أن البدیعیات مع ذلک تتمیز عن النظم العلمی بتلک الروح أو العاطفة الدینیة التی تظهر حیناً وتستر حیناً آخر من خلال أبیاتها، والتی اقتبستها من المدائح النبویة التی تطورت عنها. هذا ومن جهة أخرى فإننا نستطیع أن نلمح فی بعض البدیعیات اقتراباً من الشعر وقیمه الأدبیة والفنیة إلى حد وبصورة من الصور (المصدر نفسه ، ص 353). 9ــ الشعر التعلیمی فی العصر الحدیث: کان هذا اللون من الشعر قائماً فی الأدب العربی حتى طلع علینا العصر الحدیث، ورأى شعراؤه أن یسایروا نزعات العصر، وأحسّت طائفة منهم أنه ینبغی أن تهتم فی شعرها بالعلم، وأن تدخل علیها حقائقه. وکان الزهاوی[14] أول من تحمّسوا لهذا الصنیع (ضیف، ت د. ت، ص 73 )؛ کما أنجب شعراء کبار من أمثال أحمد شوقی (1932م) والرّصافی (1945م) وغیرهما منظومات تعلیمیة فی الحضارة الجدیدة والفلسفة وما إلیهما ( المنصوری، 1420هـ، ص 305 ). و من ذلک ما قاله الزهاوی من منظومته فی (الدفع عوض الجذب):
(الرشودی، 1966م، ص 335 ) و الشیخ عبد المنعم الفرطوسی (1335ـ1404هـ) شاعرٌ آخر من الذین اهتمّوا بهذا الفن التعلیمی، حیث نظم فی ملحمته الشعریة الرائعة أصول الدین، وشیئاً من أسس العقیدة الإسلامیة، وقسطاً من المعالم العامّة للشریعة الإسلامیة الغرّاء، کما نظم حیاة الرسول الأعظم الشریفة بما حفلت به من آیات باهرات وأمجاد وکرامات وسیرة أهل البیت D، وأضواء من حیاتهم وعلومهم وموفور حکمتهم وعطائهم الفکری والروحی . وإلیک شیء من هذه الأشعار، حیث یسعى أن تحصر الکبائر فی عدة أبیات:
(الفرطوسی،1977م، ص 129ــ130)
10ــ النتائج: 1ــ یمکننا القول فی تعریف الشعر التعلیمی بنظرة عابرة وجامعة أنه الشعر الذی یهدف إلى تعلیم الناس شؤونَ دنیاهم وأخراهم؛ 2ــ ینقسم الشعر التعلیمی إلى ثلاثة أقسام: أصول الأخلاق والعقائد،السِّیر و التاریخ، الحقائق والمعارف المتعلقة بالعلوم والفنون والصناعات؛ 3ــ رأینا أن آراء الأدباء فیما یتعلق بالقیمة الفنیة للشعر التعلیمی مختلفة، إلا أننا إذا أردنا أن نجمع بین هذه الآراء نستطیع أن نقول إن بعض ألوان الشعر التعلیمی خارج عن صفة الشعر، وهو القسم الذی أسموه «حقائق الفنون والعلوم والمعارف»، على حین لایکون الأمر کذلک ــ دائماً ـ فی الأقسام الأخرى من الشعر التعلیمی، خصوصاً النوع الذی یتناول التاریخ وأحداثه، فقد یتحول عند الشاعر المبدع والفنان البارع الموهوب إلى شعر قصصی آسر للقلوب کالذی نراه فی الأرجوزة التاریخیة لابن المعتز. وأخیراً، مهما قیل فی القیمة الفنیة للشعر التعلیمی، فلیس من الحق أن نجرّده من کل فضیلة؛ کما لانستطیع أن ننکر ما أدّاه الشعر التعلیمی من حفظ کثیر من التراث الدینی واللغوی والعلمی فی الأمم المختلفة؛ 4ــ إن الشعر التعلیمی قد وجد عند العرب منذ جاهلیتهم بکل أقسامه التی عرفناها، وقد رأینا لذلک أمثلة عند الشعراء الجاهلیین، کما وجدناه فی العصرین الإسلامی والأموی، خصوصاً فی الأرجوزة الأمویة التی اتخذت وسیلة لتعلیم غریب اللغة مما ألهم المقامة فیما بعد، ودفع الشعراء فی العصر العباسی إلى التوسع فی الشعر التعلیمی؛ حتى إذا ولج أبان اللاحقی هذا المیدان، فتح الباب واسعاً، فتهافت علیه من تهافت من الشعراء أو النظّامین. واستمرّ هذا اللون الشعریّ حتى نشاهد ازدهاره فی العصر الوسیط فی نظم الکتب والعلوم المختلفة، إلى أن طلع علینا العصر الحدیث، ولم یترکه الشعراء تماماً، بل عکف علیه بعض الشعراء الکبار مِن أمثال أحمد شوقی والزهاوی. [1]-Anaksimandr [2]-Gote (1749ـ1832م). [3]-Habz (1588ـ1679م). [4]ــ شاعر جاهلی مُعمّر. فارق الأوثان فی الجاهلیة، وکان معظماً فی قومه. أدرک الإسلام فی شیخوخته وأسلم عام الهجرة وتوفی نحو سنة 5 هـ. (الزرکلی، ب 1986م، ص 203). [5]ــ أبوهاشم خالد بن یزید بن معاویة بن أبی سفیان الأموی القرشی (90 هـ). حکیم قریش وعالمها فی عصره؛ اشتغل بالکیمیاء والطّب والنّجوم، فأتقنها وألّف فیها رسائل. وقال البیرونی: «کان أول فلاسفة الإسلام» (الزرکلی، آ 1986، ص 300). [6]ــ هو عبید بن حصین المعروف بالراعی النّمیری (90 هـ). شاعر من فحول المحدثین، و من أصحاب الملحمات. لُقّب بالراعی لکثرة وصفه للإبل. کان من أهل بادیة البصرة. عاصر جریراً والفرزدق،وکان یفضّل الفرزدق، فهجاه جریر هجاء مُرّاً (ألتونجی، 1999م، ص 470). [7]ــ أبوسهل بشر بن المعتمر الهلالی البغدادی (210 هـ). فقیه معتزلی ومناظر من أهل الکوفة. تنسب إلیه الطائفة «البشریة». له مصنفات فی الاعتزال، منها قصیدة فی أربعین ألف بیت ردّ فیها على جمیع المخالفین. مات ببغداد (آ 1986، الزرکلی، ص 55). [8]ــ الأباضیة: هم المنسوبون إلى عبد الله بن أباض. قالوا: مخالفونا من أهل القبلة کفار ومرتکب الکبیرة موحد غیر مؤمن بناء أن الأعمال داخلة فی الإیمان، وکفّروا علیاً 0 وأکثر الصحابة (الجرجانی، 1988م، ص 8). [9]ــ الرافضة: فرقة من الشیعة الذین بایعوا زید بن علی بن الحسین6، ثم نقضوا عهدهم. وأهل السنة یعدّون کل فرق الشیعة الرافضة، ویسمون کلّاً من أتباعها رافضیّاً. (فرهنگ خواه، 1357هـ. ش، ص 117). [10]ــ الحشویة: لقبٌ فیه طعن لأهل الحدیث الذین یعتبرون الآیات والأخبار التی تضم معنى التشبیه والتجسیم صحیحاً، ویجتنبون تأویلها، والعدول من ظاهرها. والمعتزلة یسمون أهل الحدیث حشویة طعناً لهم (المصدر نفسه،ص 94). [11]ــ هو یحیى بن الحکم البکری الجیانی المعروف بالغزال (250ــ 256هـ )؛ شاعر مطبوع من أهل الأندلس، وامتاز نظمه الجید الحسن بالفکاهة المستملحة (الزرکلی، ت 1986م، ص 143). [12]ــ هو رابع ملوک بنی أمیة فی الأندلس (176ــ238هـ)؛ وکان أدیبا ً ینظم الشعر، مطلعاً على علوم الشریعة وبعض فنون الفلسفة (الزرکلی، ب 1986م، ص 305). [13]ــ هو وزیر فاضل من أهل الأندلس وکان عالماً أدیباً. ولد سنة 194 وتوفی سنة 283 هـ (الزرکلی، آ 1986م، ص 86). [14]ــ الزهاوی من شعراء العراق، وهو من أصل کردی. ولد سنة 1863 وتوفی سنة 1936م.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أ) العربیة 1ــ ابن الندیم، محمد بن إسحاق. (1381 هـ. ش). الفهرست. (تحقیق محمدرضا تجدد). (ط 1). طهران:أساطیر. 2ـ أبوالفرج الإصفهانی، علی بن الحسین. (1986م). الأغانی. (شرحه وکتب هوامشه عبد علی مهنّا). (ج 7). (ط 1). بیروت: دار الکتب العلمیة. 3ــ ألتونجی، محمد. (1999م). المعجم المفصل فی الأدب. (ج 2). بیروت: دار الکتب العلمیة. 4ــ أمین، أحمد. (آ د. ت). ضحى الإسلام. (ج 1). (ط 10). بیروت: دار الکتاب العربی. 5ــ ــــــــــــــــــــــ. (ب د. ت). ظهر الإسلام. (ج 1). (ط 5). بیروت: دارالکتاب العربی. 6ــ بیلو، صالح آدم. (آ 2002م). «حول الشعر التعلیمی(1)» www.iu.edu.sa/magazine/52/20.doc 7ــ ـــــــــــــــــــــــــــــ. (ب 2002م). «حول الشعر التعلیمی(2)» www.iu.edu.sa/magazine/53/20.htm 8ــ الجاحظ، عمرو بن بحر. (آ 1969م). الحیوان. (تحقیق وشرح عبد السلام محمد هارون). (ج 4). بیروت: دار إحیاء التراث العربی. 9ــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (ب 1969م). الحیوان. (تحقیق وشرح عبد السلام محمد هارون). (ج 6). بیروت: دار إحیاء التراث العربی. 10ــ الجواری، أحمد عبد الستار. (1991م). الشعر فی بغداد. (ط 2). بغداد: المجمع العلمی العراقی. 11ــ حسین، طه. (1980م). المجموعة الکاملة. (ج2). (ط 2). بیروت: دار الکتاب اللبنانی. 12ــ حسین، طه. (1969م). من حدیث الشعر والنثر. القاهرة: دارالمعارف. 13ــ الرشودی، عبد الحمید. (1966م). الزهاوی، دراسات ونصوص. بیروت: دار ومکتبة الحیاة. 14ــ الزرکلی، خیر الدین. (آ 1986م). الأعلام. (ج 2). (ط 6). بیروت: دار العلم للملایین. 15ــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ . (ب 1986م). الأعلام. (ج 3). (ط 6). بیروت: دار العلم للملایین. 16ــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ. (ت 1986م). الأعلام. (ج 8). (ط 6). بیروت: دار العلم للملایین. 17ــ ضیف، شوقی. (آ د. ت). التطور والتجدید فی الشعر الأموی. (ط 9). القاهرة: دارالمعارف. 18ــ ـــــــــــــــــــــــــــــ. (ب د. ت). تاریخ الأدب العربی؛ العصر العباسی الأول. (ج 3). (ط 6). القاهرة: دارالمعارف. 19ــ ـــــــــــــــــــــــــــــ. (ت د. ت). دراسات فی الشعر العربی المعاصر. (ط 5). القاهرة: دار المعارف. 20ــ عتیق، عبد العزیز. (1976م). الأدب العربی فی الأندلس. (ط 2). بیروت: دار النهضة العربیة. 21ــ غلامعلی زاده، جواد وکبرى روشنفکر. «الشعر التعلیمی؛ خصائصه ونشأته فی الأدب العربی». مجلة العلوم الإنسانیة. العدد 14، 1428هـ. 22ــ الفرطوسی، عبد المنعم. (1977م). ملحمة أهل البیت D. (ج 1). (ط 1). بیروت: دار الزهراء. 23ــ المرزبانی، محمد بن عمران. (1965م). الموشح فی مآخذ العلماء على الشعراء. (تحقیق علی محمد البجاوی). القاهرة: دار نهضة مصر. 24ــ المسعودی، علی بن الحسین. (د. ت). مروج الذهب ومعادن الجوهر. (تحقیق محمد محیی الدین عبدالحمید). (ج 4). بیروت: دار المعرفة. 25ــ المعرّی، أبو العلاء أحمد بن عبدالله. (د. ت). رسالة الغفران. بیروت: دار صادر. 26ــ المنصوری، علی جابر. (1420هـ). النقد الأدبی الحدیث. (ط 1). عمان: دار عمّار. 27ــ هدّارة، محمد مصطفى. (د. ت). اتجاهات الشعر العربی فی القرن الثانی الهجری. (ط 2). القاهرة:دار المعارف. 28ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. (1995م). الشعر فی صدر الإسلام والعصر الأموی. بیروت: دار النهضة العربیة. 29ــ الهیب، أحمد فوزی. (1986م). الحرکة الشعریة زمن الممالیک فی الحلب الشهباء. (ط 1). بیروت: مؤسسة الرسالة.
ب) الفارسیة 30ــ فرهنگخواه، محمدرسول. (1357 هـ. ش). دائرة المعارف اسلامی. تهران: مؤسسه انتشارات عطائى. 31ــ فرشید ورد، خسرو. (1363 هـ. ش). درباره ادبیات و نقد ادبی. (ج 1). (چاپ چهارم). تهران: امیر کبیر. 32ــ زرین کوب، عبد الحسین. (1369هـ. ش). نقد ادبى. (ج 2). (چاپ چهارم). تهران: امیر کبیر.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 3,058 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 1,528 |