تعداد نشریات | 43 |
تعداد شمارهها | 1,682 |
تعداد مقالات | 13,762 |
تعداد مشاهده مقاله | 32,193,628 |
تعداد دریافت فایل اصل مقاله | 12,745,417 |
مِن کتاب العين إلى معجم الأفعال المتعدية واللازمة في القرآن الکريم | ||
بحوث في اللغة العربية | ||
مقاله 10، دوره 1، شماره 1، دی 2009، صفحه 131-141 اصل مقاله (211.45 K) | ||
نوع مقاله: المقالة البحثیة | ||
نویسنده | ||
سيدرضا نجفي* | ||
استاديار گروه زبان و ادبيات عربي دانشگاه اصفهان | ||
چکیده | ||
للألفاظ أهمية قصوى في حياة الإنسان؛ لأنها تعبر عمّا في فؤاده، وتترجم المعاني والمشاعر التي بداخله، وهي إلى جانب ذلک وسيلة لمخاطبة الآخرين. وکلما أتقن الخطيب أو المتحدث ألفاظه واختارها بدقة، کان تأثيره في المتلقّين أبلغ. والکلمات في بادئ أمرها کانت دائرة على ألسنة الناطقين بها، ثم سجّلت في بطون الکتب، والعرب لا يعرف التأليف المعجمي قبل العصر العباسي، لانتشار الأمية بينهم. ويبدو أنّ الباعث إلى جمع اللغة وتأليف المعاجم هو الحاجة إلى تفسير ما استغلق من ألفاظ القرآن الکريم، ورغبتهم في حراسة کتابهم من أن يقتحمه خطأ في النطق أو الفهم. فرحلوا إلى البادية ودوّنوا في البداية کل ما سمعوا من الألفاظ، ثم جعلوها على الترتيب الموضوعيّ. ثمّ ألّف الخليل معجمه على ترتيب الحروف، وبذلک ظهرت المعاجم اللغوية العامة والتخصصية. ونظراً إلى ما للقرآن من أهمية عند المسلمين، راحوا يعتنون بألفاظه وآياته ويتدبّرونها، لأنها تحمل معانيه. فإذا ما أشکل عليهم لفظ أو غمض عليهم معنى، کانوا يسألون النبي % أو الصحابة. وقد عني العلماء بتدوين کتب غريب القرآن ومعاجم تخصصية أخرى بشأن مفردات القرآن الکريم. ونحن قد تحدّثنا بإيجاز کامل في هذا البحث المتواضع عن تطور المعاجم اللغوية والمعاجم القرآنية من کتاب العين إلى معجم الأفعال المتعدية واللازمة في القرآن الکريم. | ||
کلیدواژهها | ||
المعجم؛ الفعل؛ المتعدی؛ اللازم | ||
اصل مقاله | ||
المقدّمة تمرّ اللغة عادة بمرحلة النطق قبل مرحلة التدوین؛ أی: إنّها تکون فی بادئ أمرها دائرة على ألسنة المتکلمین بها لا مسجّلة فی بطون الکتب. فکم من لغة نشأت وترعرعت، ثم اندثرت قبل أن یعرف الإنسان الکتابة؛ کاللغة السامیة الأمّ واللغة الآرامیة واللغة الأکادیة! فاللغة ـ أی لغة کانت ـ فی بادئ أمرها کانت دائرة على ألسنة الناطقین بها، ثم سجّلت فی بطون الکتب. والأصل أن تکون اللغة مفهومة من الناطقین بها، لکنّها باعتبارها أداة للفکر، تتطور بتطور الفکر؛ فالإنسان لایستطیع أن یحفظ کلّ الثروة اللغویة مهما أوتی من حدّة الذکاء وقوّة الذاکرة وسعة الخیال؛ لذلک یصطدم أحیاناً بکلمات لا یعرف معناها بدقة ووضوح. من هنا ندرک أهمیة المعجم کمرجع للباحث عن معانی الألفاظ التی استغلقت علیه (إمیل بدیع یعقوب، 1992م، ص23). ولم یکن یعرف العرب التألیف المعجمی قبل العصر العباسی؛ لانتشار الأمّیّة بینهم، وطبیعة حیاتهم الاجتماعیة القائمة على الغزو والانتقال من مکان إلى آخر، وإتقانهم للغتهم؛ فقد کانت العربیة عندهم لسان المحادثة والخطابة والشعر، ولکن الفکرة المعجمیة قد بدت تراودهم منذ أن بدأوا یشرحون القرآن؛ فإنهم کانوا یبحثون عن معانی الکلمات الصعبة عندهم مثل: "أبّ" و"فاطر" و"وَزَر"؛ وقد روی عن ابن عباس أنه قال: «إذا سألتمونی عن غریب القرآن، فالتمسوه فی الشعر؛ فإنّ الشعر دیوان العرب» (السیوطی، 1394هـ، ص 119). وقد روی عنه أیضاً أنه قال: «ما کنت أعرف معنى "وزر" فی القرآن الکریم، حتى شاهدت طفلاً یلعب بالضّبّ الذی یفرّ منه، حتى جعله فی مضیق، قال له: "لا وزر"...» (السابق). ویبدو أنّ الباعث على جمع اللغة وتألیف المعاجم هو الحاجة إلى تفسیر ما استغلق من ألفاظ القرآن الکریم، ورغبتهم فی حراسة کتابهم من أن یقتحمه خطأ فی النطق أو الفهم.
کیفیة جمع اللغة إنّ اللغویین اعتمدوا فی جمع اللغة على عنصرین: الأول عنصر الزمان والآخر عنصر المکان. فعلى الأول حصروا التدوین فی أدب الجاهلیة وصدر الإسلام حتى منتصف القرن الثانی الهجری تقریباً، وعلى الثانی جعلوا المدوّن فی البدو دون الحضر وسکان أطراف الجزیرة؛ فخصّوا التدوین فی قبائل قیس عَیلان وتمیم وأسد وهُذیل وقریش وبعض کنانة وبعض الطائیین، ومنعوا الأخذ عن لخم وجذام ـ جیران مصر والقبط ـ وقضاعة وغسان وإیاد (جیران أهل الشام) و... .
ما هو المعجم؟ المعجم کتاب یضمّ أکبر عدد من مفردات اللغة مقرونة بشرحها وتفسیر معانیها على أن تکون الموادّ مرتّبة ترتیباً خاصّاً، إمّا على حروف الهجاء أو الموضوع. والمعجم الکامل هو الذی یضمّ کلَّ کلمة فی اللغة مصحوبة بشرح معناها واشتقاقها وطریقة نطقها وشواهدَ تُبیّن مواضع استعمالها.
وجه تسمیة المعجم یقول ابن منظور (د. ت): «الأعجم هو الذی لا یُفصِح ولا یبین کلامَه وإن کان عربی النسب. العَجَمی هو الّذی من جنس العجم، أفصح أو لم یُفصح». (مادة «ع ج م»). یقول ابن جنی: «اعلم أنّ "ع ج م" إنما وقعت فی کلام العرب للإبهام والإخفاء وضد البیان والافصاح». (ابن جنی، 1405ه، ص40). هذه المعانی لا تُسایر المقصود من المعجم؛ إذ تدور حول الإبهام والإخفاء، بینما نستعمل المعاجم لإزالة غموض الکلمات والعبارات وتبیین مدلولاتها. فأین الرابط المعنوی بین المعجم الذی هو أداة لإزالة غموض الکلمات وإبهامها، وبین مادة «ع ج م» التی وقعت فی کلام العرب للإبهام والإخفاء؟! لو راجعنا معانی باب الإفعال، لوجدنا أن الصرفیین قد ذکروا لهذا الباب أکثر من أربعة عشر معنى؛ منها: الإزالة أو السلب، نحو: أشکلتُ الکتاب؛ أی: أزَلتُ إشکالَه، وأشکیتُ زیداً؛ أی: أزَلتُ شکواه؛ وإعجام الکتاب یعنی نَقطُه وإزالة استعجامه، والإعجام هو تنقیط الحروف للتمییز بین المتشابه منها فی الشکل (نجفی،سیدرضا،1384هـ . ش، ص33). ومن هذه الدلالة جاءت تسمیة الحروف الهجائیة بحروف المعجم، نظراً لکون النقط الموجودة فی کثیر منها یُزیل التباسها؛ ومن هذه الدلالة أیضاً جاءت تسمیة الکتاب الذی یزیل التباس معانی الکلمات بعضها ببعض وغموضها بـالمعجم. وبعبارة أخرى، المعجَم هو ما أزیل عنه الغموض والإبهام. ولا نعلم بالدقة متى أطلقت کلمة «المعجم» بالمعنى المتعارف علیه الیوم، ولا اسمَ من أطلقها لأوّل مرّة، ولا الکتاب الرّائد فی حمل هذه الکلمة فی عنوانه؛ لضیاع کثیر من کتبنا وآثارنا القدیمة.
مراحل جمع اللغة المراحل التی قطعها جمع اللغة ثلاث: المرحلة الأولى: جُمعت الکلمات حیثما اتفق؛ فالعالم یرحل إلى البادیة یسمع کلمة فی المطر ویسمع کلمة فی الشجر إلى غیر ذلک، فیدوِّن ذلک حسبما سمع من غیر ترتیب إلا ترتیب السماع؛ کأبی إسحاق الحضرمی، عیسی بن عمرو وأبی عمرو بن العلاء. المرحلة الثانیة: فی هذه المرحلة جُمعت الکلمات المتعلقة بموضوع واحد فی موضع واحد، ونسمی کتب هذه المرحلة بکتب الموضوعات؛ منها: کتابی المطر واللبن لأبی زید، وکتاب النخل والخیل والوحوش للأصمعی. المرحلة الثالثة: تمّ وضع المعاجم على نمط خاص فی الترتیب لیرجع إلیها من أراد البحث عن معنى کلمة. وأول من ألّف معجماً هو خلیل بن أحمد الفراهیدی، ثم توالت بعدها معاجم کثیرة، بعضها ینهج منهجه کاملاً، وبعضها یخالفه فی أمور.
مراحل تطور المعجم العربی إذا تتبّعنا مراحل تطور المعجم العربی، وجدنا أنه مرّ فی خمس مراحل، وهی: 1ـ مرحلة النظام الصوتی (خلیل بن أحمد)؛ 2ـ مرحلة النظام الألفبائی الخاص؛ 3ـ مرحلة نظام القافیة الذی ابتدعه الجوهری؛ 4ـ مرحلة النظام الألفبائی العادی؛ 5ـ مرحلة الألفبائی النطقی.
أنواع المعاجم 1ـ المعاجم اللغویة: وهی التی تشرح ألفاظ اللغة وکیفیة ورودها فی الاستعمال، بعد أن تُرتّبها وَفق نمط معین من الترتیب، لکی یسهل على الباحث العودة إلیها لمعرفة ما استغلق من معانیها. 2ـ معاجم الترجمة أو المعاجم المزدوجة أو الثنائیة اللغة: وهی التی تجمع ألفاظ لغة أجنبیة لتشرحها واحداً واحداً، وذلک بوضع کلمة أمام کل لفظة أجنبیة ـ مما یعادلها معنىً ـ من ألفاظ اللغة القومیة وتعابیرها. وهذا النوع هو من أقدم أنواع المعاجم؛ إذ استخدمه السامیّون فی العراق إبّان الألف الثالث ق. م، کما أنه أهمها وألزمها لمقتضیات الحضارة، وبخاصة فی عصرنا الحاضر بالنسبة للتجارة والأعمال المصرفیة والعلاقات الدولیة، ممّا جعل الدقة فی الترجمة أمراً لا غنى عنه، وأصبح الخلاف على کلمة فی اتفاق أو معاهدة أو إعلان أو بیان قد یجرّ إلى عواقب وخیمة. ویلحق بهذا النوع من المعاجم، المعاجم المتعددة اللغات التی تعطی المعنى الواحد بألفاظِ عدة لغات فی آن واحد. 3ـ المعاجم الموضوعیة أو المعنویة: وهی التی تُرتّب الألفاظ حسب معانیها أو موضوعاتها. ففی مادة "نبات" مثلاً تضع کل مسمَّیات النبات وما یتعلق به، وفی مادة "لون" نجد کل ما تضمّنته الکلمة من أسماء الألوان بدرجاتها المختلفة. ومن المعاجم العربیة الموضوعیة القدیمة: المخصّص لابن سیدة الأندلسی الضریر، فهو قام بترتیب الألفاظ التی جمعها بحسب معناها لا بحسب لفظها؛ فعلى الباحث عن لفظة أن یقرأ الفهرس الموضوعی العام للکتاب کلّه غالباً (وللکتاب سبعة عشر جزء). 4ـ المعاجم الاشتقاقیة أو التأصیلیة: وهی التی تبحث عن أصول ألفاظ اللغة، فتدلّنا على إن کانت الکلمة عربیة الأصل أم فارسیة أم یونانیة ... إلخ. 5ـ المعاجم التطوریة: وهی التی تهتم بالبحث عن أصل معنى اللفظ لا اللفظ نفسه، ثم تقوم بتتبّع مراحل تطور هذا المعنى عبر العصور؛ فهی تدرس مثلاً ماذا کانت تعنی لفظة "أدب" فی الجاهلیة، وکیف تطوّر هذا المعنى حتى الیوم عبر مروره بالأعصر الأدبیة المختلفة. 6ـ معاجم التخصص: وهی التی تجمع ألفاظ علم معین ومصطلحاته أو فنٍّ ما، ثم تشرح کلّ لفظ أو مصطلح حسب استعمال أهله ومتخصصیه له. فهناک معاجم للزراعة وأخرى للطب وثالثة للموسیقى ورابعة لعلم النفس؛ ککتاب حیاة الحیوان للدّمیری الذی جمع فیه أسماء الحیوان والحشرات والزواحف والطیور معرِّفاً بها وبخصائص کلّ منها على طریقة عصره. 7ـ دوائر المعارف أو المعلَمات: وهی نوع من أنواع المعاجم، لکنها تختلف عنها من حیث إنها سجلّ للعلوم والفنون وغیرها من مظاهر النشاط العقلی للإنسان. فإن کان المعجم یفسر مادة "النحو" مثلاً بإظهار معانیها واشتقاقها، فإن دائرة المعارف أو الموسوعة تعرِّف بعلم النحو ونشأته وتطوره وأهم رجاله ومصادره ومراجعه. فهی إذن مرجع للتعریف بالأعلام والشعوب والبلدان والوقائع الحربیة. وهناک دوائر معارف متخصصة کـدائرة المعارف الإسلامیة ودائرة المعارف الطبیة. 8ـ المعاجم المصوّرة: لا شک فی أن الصور تساعد على توضیح معانی الحسیات التی لا تقع تحت نظر المرء عادة. واستخدام الصور فی المعاجم بدأ مع ظهور المنجد فی السنة 1908م. وتنقسم المعاجم من حیث الترتیب إلى ثلاثة أقسام: ألف. معاجم رُتّبت فیها الکلمات حسب مخارج الحروف؛ مثل: کتاب العین للخلیل بن أحمد، وتهذیب اللغة للأزهری، والمحکم لابن سیدة. ب. معاجم رتّبت الکلمات فیها حسب الحروف الهجائیة، إما على أساس الحرف الأول للکلمة، أو الحرف الأخیر لها؛ کـالـصحاح للجوهری، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحیط للفیروزآبادی، وأساس البلاغة للزمخشری. ج. معاجم عصریة مرتّبة ترتیباً یسهل استعمالها والرجوع إلیها، فترکوا ترتیب القافیة وأحلّوا محلّها الألفاظ حسب حروفها الأصلیة؛ أی: الفاء والعین واللام.
لمحة تاریخیة عن المعاجم القرآنیّة أقبل المسلمون على القرآن الکریم بشغف منذ صدر الإسلام، یتدبرون آیاته، ویتفهمون معانیه التی تحتوی علیها ألفاظه، فحفظوه عن ظهر قلب، وجمعوه فی مصحف، وکتبوا فی تفسیره وإعجازه وبلاغته. وعکف العلماء على تبیان معانی غریب مفرداته، ووضعوا فهارس ومعاجم لألفاظه، فصنّفوا الکتب فی مفردات غریب القرآن، ولا تزال مسیرة التألیف والإعداد فی هذا المجال مستمرة حتى أیامنا هذه؛ لأن کلمات الله تعالى لا تنفد معانیها، ولأن عطاءات القرآن متعددة ومتجددة، وسیظل الإنسان یجد فی آیاته مَعیناً لا ینضُب لبحثه وفکره وعقله وحیاته. وأمّا الألفاظ فلها أهمیتها فی حیاة الإنسان؛ لأنها تعبّر عما فی فؤاده، وتترجم المعانی والمشاعر التی بداخله، وهی إلى جانب ذلک وسیلة لمخاطبة الآخرین، وکلما أتقن الخطیب أو المتحدث ألفاظه واختارها بدقة، کان تأثیره فی المتلقّین أبلغ. إن الألفاظ هی أوعیة المعانی والخازن لها، والمقدَّمة على المعانی. ولأهمیة الألفاظ العربیة اشترط العلماء فی الفقیه معرفتها والإلمام بها، حتى لا غنى لأحد منهم عنها؛ وذلک أن القرآن أُنزل بلغة العرب، ورسول الله % عربی. فمن أراد معرفة ما فی کتاب الله $ وما فی سنّة رسوله % من کلّ کلمة عربیة أو نظم عجیب، لم یجد من العلم باللغة بُدّاً.
غریب القرآن ونظراً إلى ما للقرآن من الأهمیة عند المسلمین، راحوا یعتنون بألفاظه وآیاته ویتدبرونها؛ لأنها تحمل معانیه. قال الله تعالى: «کِتابٌ أَنزَلْناهُ إِلَیْکَ مُبَارَکٌ لِیَدَّبَّروا آیاتِهِ وَلِیَتَذَکَّرَ أُولوا الْأَلْبابِª (ص 38: 29). وکانوا یسألون الرسول الکریم % إذا ما أشکل علیهم لفظ أو غمض علیهم معنى. وبعد أن انتقل الرسول الکریم % إلى الرفیق الأعلى، کان المسلمون یتجهون إلى کبار الصحابة والتابعین یستفسرون عن ألفاظ القرآن. وأوّل من تحدث عن غریب القرآن هو ابن عباس، وطبع له کتاب فی غریب القرآن؛ کما أن مسائل نافع بن الأزرق ـ المتوفى سنة 65 هـ ـ ، قد أُثبتت فی الإتقان للسیوطی، وفی إعجاز القرآن لعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وکذلک ذکرت فی کتب تراثیة أخرى. والمؤلَّف الثانی فی غریب القرآن هو لأبی سعید أبان بن تغلب بن رباح البکری المتوفى سنة 141 هـ، وهو دوَّن شواهده من الشعر. هذا ما یجعلنا نقول: إن بدایة تدوین غریب القرآن فی النصف الأول من القرن الثانی للهجرة، واستمرّ إلى العصر الحاضر. وسنکتفی بذکر نماذج للتطور فی تألیف کتب الغریب. منها: کتاب نزهة القلوب فی تفسیر علّام الغیوب لأبی بکر محمد بن عزیز بن أحمد السجستانی المتوفى سنة 330 هـ ، والمفردات فی غریب القرآن للراغب الأصفهانی المتوفى سنة 502 هـ، وتحفة الأریب بما فی القرآن من الغریب لأثیر الدین أبی حیان الأندلسی المتوفى سنة 745 هـ، وغریب القرآن لشمس الدین محمد بن أبی بکر بن عبد القادر الرازی المتوفى نحو سنة 666 هـ. معاجم تخصصیة لألفاظ القرآن إن المعاجم السابقة هی فهارس عامة تشمل معظم ألفاظ القرآن ـ إن لم نقل جمیعها ـ ؛ فإذا ما أراد باحث أن یکتب عن النبات فی القرآن، فما علیه إلا أن یتتبّع أسماء النبات وصفاته فی القرآن، ویکتب بحثه مستعیناً بفهارس القرآن ومعاجمه، مما حدا بعض العلماء والباحثین على أن یصنّفوا معاجم تخصصیة تجمع ألفاظ القرآن فی موضوع واحد، وکان من الرّوّاد فی هذا المجال الباحث مختار فوزی النعال الذی صدر له معجم ألفاظ النبات فی القرآن. ثم أُلّفت عدة معاجم تخصصیة أخرى؛ منها: معجم ألفاظ الإنسان فی القرآن، ومعجم ألفاظ الحیوان فی القرآن، ومعجم ألفاظ الزمان فی القرآن، ومعجم ألفاظ الکون الواردة فی القرآن، ومعجم ألفاظ المصنوعات فی القرآن، ومعجم ألفاظ المکان فی القرآن، ومعجم ألفاظ القبائل والأمم والشعوب فی القرآن، ومعجم ألفاظ الأخلاق فی القرآن، ومعجم الألفاظ التجاریة والمالیة فی القرآن. بالإضافة لما سبق، وضع العلماء معاجم تشمل موضوعات تخصصیة أخرى؛ مثل الناحیة العسکریة. ذلک نحو کتاب المصطلحات العسکریة فی القرآن لمحمود شیت خطاب عضو مجمع اللغة العربیة فی العراق. ومن المعاجم التخصصیة التی تعنى بجانب خاص من مفردات قرآنیة معجم الأفعال المتعدیة واللازمة فی القرآن الکریم الذی اهتمت بإصداره دائرة النشر العلمی بجامعة إصفهان. وقبل التعرّف على هذا المعجم، جدیر بنا أن نتحدث عن ظاهرة التعدیة واللزوم فی اللغة العربیة بالاختصار.
الفعل المتعدی المتعدّی لغةً: المتعدّی اسم فاعل من الفعل «تعدّىٰ» بمعنى «تجاوز». قال ابن منظور(د. ت): «عدا الأمرَ یعدوه وتعدّاه ـ کلاهما ـ : تجاوزه...؛ وقوله تعالى:«فَلا تَعْتَدُوهª ]البقرة 2: 229[؛ أی: فلا تجاوزوها إلى غیرها». (مادة «ع د ا»). المتعدّی اصطلاحاً: «هو الفعل الذی یتعدّى الفاعل إلى المفعول» (سیبویه، د. ت، ص 24). وقبل أن یستقرّ استعمال لفظ «المتعدّی» عنواناً للمعنى الاصطلاحی النحوی، عبّر سیبویه المتوفى سنة 180 هـ والمبرّد المتوفى سنة 285 هـ عنه (المبرّد، ب د. ت، ، ص 91). واستعمل المبرّد أیضاً عنوان «المتعدّی» (أ د. ت، ص 104)، وفی هذا، معنى التجاوز والتأثیر الإعرابی. واستعمل الفرّاء المتوفى سنة 207 هـ وابن خالویه المتوفى سنة 370 هـ عنوان «الواقع» (الفرّاء، 1407هـ، ص 16ـ17، 21، 40). واستعمل ابن السّرّاج (د. ت) المتوفى سنة 316 هـ عنوان «المتعدّی» (ص34ـ35 و130) ، وعنوان «الواصل» (د. ت، ص 202). واستعمل بعض النحاة عنوان «المجاوز» (ابن مالک، 1967م، ص 83). ولعلّ أوّل من عرّف المتعدّی هو ابن السرّاج (د. ت) بقوله: إنّه الفعل الذی «یلاقی شیئاً ویؤثّر فیه» (ص 202). ثمَّ عرّفه ابن الخشّاب (1972م) المتوفى سنة 516 هـ بأنّه: «ما تجاوز الفاعل إلى المفعول به» (ص 151)، مصرّحاً بأنّه یرید بذلک تعریف الفعل المتعدّی بنفسه (بلا واسطة)؛ لئلا یشکل علیه بأنّ الأفعال اللازمة تتجاوز فاعلها إلى المفعول به بواسطة الحرف. وعرّفه الزمخشری المتوفى سنة 538 هـ بقوله: الفعل «المتعدّی ما کان له مفعول به» (الأردبیلی، ص 145).
وقال ابن مالک (1967م): «هو ما اقتضى اسماً مصوغاً له باطراد اسم مفعول تام» (ص 83)، «وقوله: باطراد، احترز به من "ممرور" ونحوه؛ فإنّه إن قیل، فللضرورة ولیس مطرداً، [وقوله:] تامّ، احترز به من نحو "مذهول عنه" و"مطموع فیه"؛ فإنّ کلّاً منهما اسم مفعول، لکنّه غیر تامّ؛ لافتقاره إلى حرف الجر». (ابن عقیل، 1980م، ص 534). وهناک تعریف آخر بـ"العلامة" لابن مالک أیضا ذکره فی ألفیّته، وذلک فی قوله: علامةُ الفعل المعدّى أن تَصل ها غیرُ مصدرٍ به نحو عَمِل «واحترز بهاءِ غیر المصدر عن هاءِ المصدر؛ فإنّها تتّصل بالمتعدّی واللازم» (ابن عقیل، 1980م، ص 534). وعرّفه ابن عقیل (1980م) ـ المتوفى سنة 672 هـ ـ بأنّه: الفعل «الذی یصل إلى مفعوله بغیر حرف الجرّ» (ص 533)، محترزاً بعبارة «بغیر حرف الجرّ» من دخول ما یتعدّى من الأفعال اللازمة إلى المفعول بواسطة الحرف؛ نحو: "ذهبَ به" و"غضبَ علیه". ولم یأتِ النحاة المتأخّرون بتعریف جدید للفعل المتعدّی.
الفعل اللازم لغة واصطلاحًا اللازم فی اللغة: اسم فاعل من الفعل «لَزِمَ الشیءَ»، إذا لم یفارقه. قال ابن فارس: «اللام والزای والمیم أصل واحد صحیح یدلّ على مصاحَبة الشیء بالشیء دائماً» (معجم مقاییس اللغة، مادة «لزم») وقال ابن منظور: «لَزِمَ الشیءَ یلزَمُه لَزْماً ولُزوماً... ورجلٌ لُزَمَة: یلزمُ الشیءَ فلا یفارقه» (مادة «لزم»). وعبّر سیبویه عن الفعل اللازم بـ: «الفعل الذی لا یتعدّى الفاعل إلى مفعول» (د. ت، ص33). وعبّر عنه المبرّد وابن السرّاج وأبوعلی الفارسی وغیرهم بـ: «الفعل غیر المتعدّی» (مبرّد، ج د. ت، ص50). واقتصر بعض النحاة على تعریف الفعل المتعدّی وقالوا: إنّ الفعل اللازم على خلافه، ولذلک لم نورد تعریفاتهم محصورة بین أقواس، تنبیهاً على کونها مفهومة مـن تعریفهم للفعل المتعدّی، ولیست صادرة بألفاظها ممّن تنسب إلیه. وأمّا التعریف الاصطلاحی للفعل اللازم، فلعلّ أوّل من طرحه ابن السّرّاج (د. ت) بقوله: إنّه الفعل الذی «لایلاقی شیئاً ولا یؤثّر فیه» (ص 202). وعرّفه ابن الحاجب (1404هـ) المتوفى سنة 646 هـ بأنّه: «ما لا یتوقّف تعقّله على متعلّق» (ص 360). وعرّفـه ابن عصفور (1403هـ) المتوفى سنة 669 هـ بأنّـه: «ما لا یُبنى منه اسم مفعول» (ص 114). وأضاف ابن مالک (1967م) قیداً لهذا الحدّ، فقال: «الفعل اللازم ما لا یصلح أن یُصاغ منه اسم مفعول تامّ» (ص 83)، واحترز بذلک من نحو "ذَهِلَ" و"طَمِع"؛ إذ یصاغ من کلٍّ منهما اسم مفعول، فیقال: "مذهول عنه" و"مطموع فیه"، لکنّه غیر تامّ؛ لافتقاره إلى حرف الجرّ. ولابن مالک تعریف آخر للفعل اللازم، ذکره فی ألفیّتـه بقوله: علامةُ الفعل المعدّى أن تَصل ها غیرِ مصدرٍ بهِ نحو عَمِل ولازمٌ غیــرُ المعدّى وحُتم ................................ ومنه یفهم أنّ الفعل اللازم هو: ما لا یصحّ اتصال ضمیر غیر المصدر به؛ نحو: خرجَ؛ فإنّه لا یقال: زیدٌ خرَجَه عمروٌ، بخلاف الفعل المتعدّی؛ نحو: ضرب؛ فإنّه یصحّ فیه ذلک، فیقال: زیدٌ ضربهُ عمرو. ولا نجد بعد هذا تعریفاً جدیداً یقدّمه النحاة المتأخّرون للفعل اللازم، بل نجد کلّاً منهم اقتصر على اختیار أحد التعریفات التی طرحها المتقدّمون.
معجم الأفعال المتعدیة واللازمة فی القرآن الکریم التعرّف على تعدیة الأفعال ولزومها فی العربیة من المباحث الأصلیة فی علم الصرف، وکما أشرنا آنفاً، إن الصرفیین قد عُنوا بتعریف التعدیة واللزوم وأقسامهما، وعلامة کل منهما فی کتبهم الصرفیة والنحویة فی بعض الأحیان. وأمّا تعیین نوع التعدیة واللزوم فی الأفعال القرآنیة فی مجموعة کاملة، فلم یُعنَ به إلا أنّنا قد نرى أنّ أصحاب المعاجم اللغویة قد ذکروا ـ إضافة إلى معانی المفردات وهجاء الکلمات وضبطها وصحة رسمها الکتابی ومعناها واشتقاقها ـ نوع تعدیة الفعل دون تصریح. فتألیف کتاب جمع الأفعال القرآنیة محدّداً نوع تعدیتها ولزومها مستشهداً بالأمثلة القرآنیة من أمنیّات باحثی اللغة العربیة، وطلاب أقسام اللغة العربیة، وکلّ المعنیّین بالعلوم القرآنیة؛ لأن معرفة تعدیة الأفعال ولزومها تؤثر مباشرةً فی فهم المقصود، وتساعد القارئ على الفهم الصحیح، والمترجم على النقل السلیم. فقد اهتم الکاتب بإعداد موسوعة لغویة تنسجم مع روح القرّاء ومشاعرهم فی القرن الحادی والعشرین، والتی تضم کلّ الأفعال القرآنیة بین دفّتیها مع شرحها باللغة الفارسیة، والمشتقات المستعملة منها فی القرآن الکریم، ثم حدّدت نوع تعدیة الأفعال ولزومها استنادا بآی القرآن الحکیم. وکان إعداد هذا الکتاب وفقاً لعقد تمّ بین المؤلف وقسم البحث العلمی بجامعة إصفهان برقم 821029 وبتاریخ 27/12/1382 ه. ش. وقد استغرق تدوینه ثلاث سنوات تقریباً، وبعد تصدیق محکّمی الجامعة على البحث بکامله، قرّرت نشره دائرة النشر بجامعة إصفهان.
منهج الکتاب قام المؤلّف باستخراج الأفعال القرآنیة حسب الترتیب الهجائی من الهمزة إلى الیاء، ثم بحث عن معانی هذه الأفعال ونوع تعدیتها أو لزومها من المعاجم اللغویة والکتب التفسیریة لمفسری السنّة والشیعة، وکتب «إعراب القرآن» و«معانی القرآن»، ثم ذکر معنى الفعل بالفارسیة. ومنهج البحث کالآتی: بدایة تمّ استخراج الأفعال القرآنیة وما اشتق من کلّ أصل، وتدوینها فی 29 باباً حسب الترتیب الهجائی. فإذا کان استعمال الفعل القرآنی مقتصراً على المجرد من الفعل، فقد ذکرت الحروف الثلاثیة أو الرباعیة الأصلیة للکلمة؛ نحو: أبىٰ وزلزل؛ وإن استعمل المزید من الفعل أیضاً، فقد أُتی بالمزید بعد المجرد مباشرة؛ نحو: أتىٰ آتىٰ، وأثرَ وآثر. وهناک قسم ثالث من الأفعال حیث لم یستعمل المجرد منها فی القرآن الکریم، بل استعمل المزید منها فقط. ففی هذه الصورة جعلنا أصل الفعل بین القوسین، وهذا یدلّ على عدم استعمال المجرّد من الفعل فی آی الذکر الحکیم، ثم جیء بالأبواب المزیدة بعد القوسین، وذلک کالآتی: (أسن) آسن، (أنس) استأنس. وهکذا تمّ العمل فی قسم شرح معانی الأفعال. فلو لم نجد استعمال المجرد فی القرآن الکریم، ذکرنا معنى الفعل المجرد بین القوسین. وخُصّص لکل أصل من الأصول التی استعمل الفعل منها فی القرآن الکریم ثلاثة عناوین، هی: «اللغة والمعنى»، «التعدیة واللزوم» و«فی التنزیل العزیز»، کما نرى فی المثال التالی: اللغـة والمعنى: أبَقَ –َِ إباقًا العبدُ: هرب [غلام فرار کرد]. التعدیة واللزوم: لازم. فی التنزیل العزیز: «إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْکِ الْمَشْحُونِª (الصافات 37: 140)[1].
اللغة والمعنى فی هذا القسم ذکرنا الحروف الأصلیة للفعل، مع ضبط حرکته فی الماضی والمضارع والوزن المشهور لمصدره، ثم شرحنا الکلمة العربیة وترجمناها بالفارسیة. وقد اعتمدنا لشرح الکلمة بالعربیة، وتحدید نوع التعدیة واللزوم على المعاجم اللغویة الشهیرة المعتبرة نحو: لسان العرب، القاموس المحیط، العین، مجمع البحرین، معجم مقاییس اللغة، والمعجم الوسیط، وبعض الکتب التفسیریة من الشیعة والسنة التی ذکرت بعض الجوانب اللغویة والصرفیة، واستخرجنا ما فی هذه الکتب فی تعدیة الأفعال ولزومها. وقد بلغت هذه المعلومات أربعة آلاف صفحة، فأوجزنا واکتفینا بالمعنى المشهور المستعمل فی القرآن من الفعل، وحذفنا کلّ ما زاد على ذلک، وفقاً لأصل الاقتصاد اللغوی، وحذراً من الإطالة، فربّما وُجد للفعل الواحد استعمال فی اللغة العربیة غیر ما ذکرناه، ولکن لم نأت به؛ لأنّه غیر مُستعمل فی القرآن الکریم. والترجمة الفارسیة من المؤلف، وقد تمّ بمراجعة الترجمات الفارسیة للقرآن، والمعاجم اللغویة العربیة ـ الفارسیة.
التعدیة واللزوم فی هذا القسم بعد مراجعة المعاجم اللغویة، ودراسة الاستعمالات الواردة للفعل فی القرآن الکریم، ذکرنا بحسب ذلک الاستعمال القرآنی للفعل حکمًا بشأن تعدیة الفعل أو لزومه. وإن کان الفعل من الأفعال المتعددة الأوجه، فقدحدّدنا تلک الوجوه؛ وإن کان للفعل حکم هامّ من حیث التعدیة واللزوم ولم یرد فی القرآن ذلک الاستعمال، فقد ذکرناه فی الهامش استناداً بالمصادر والمراجع.
فی التنزیل العزیز بعد معرفة الفعل ونوع تعدیته ولزومه، یتطلع القارئ إلى أن ینظر إلى الآیة أو الآیات التی تتضمن هذا الاستعمال؛ لذلک یتصفّح الباحث کلّ الآیات القرآنیة المرتبطة بکل أصل على حدّ سواء من خلال کتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم، واکتفینا بإتیان نموذج واحد لکلّ حالة ـ لتسهیل الحفظ ـ وذکرنا اسم السورة ورقمها ورقم الآیة بین الهلالین، وذلک کالآتی: (الصّافّات 37/140). وقد ذیّلنا الآیات القرآنیة بنوعین من الهوامش: النوع الأول یرتبط بتحدید مستوى تکرار الفعل، وبما أن عدد تکرار الفعل یؤثر فی معرفة نوع التعدیة واللزوم، عزمنا على أن نشیر على الأقل إلى الفعل الذی استعمل مرة واحدة، وذلک بعبارة: «هذا الفعل استعمل مرة واحدة فی القرآن الکریم». وهذا الأمر قد یفید القارئ لیطمئنّ أن هذا الحکم قد تم الحصول علیه من هذا الاستعمال الوحید. وبما أنّ تحدید عدد استعمال الفعل القرآنی وترجمة الأفعال إلى الفارسیة یعتبران عند ذوی الخبرة وأصحاب المعرفة بحثاً علمیاً مستقلاً، فقد أتینا بهما لتتمیم الفائدة وتکمیل الغایة. أمّا النوع الثانی من الهوامش فهو ذکر بعض النِّقاط الهامّة المستخرجة من المعاجم القدیمة والکتب التفسیریة وإعراب القرآن بشأن نوع تعدیة الفعل أو لزومه، مما له أثر فی الحکم النهائی للکلمة. ویوجد فی القرآن الکریم أکثر من 470 فعلاً غیر مکرر درسنا فی کتابنا هذا کلّها مع ما اشتقّ منها على حد سواء، ولم نأت بالمکرّرات رغبةً فی القراءة وخوفًا من الإطالة. وفی آخر الکتاب زوّدنا البحث بفهارس وجداول تشتمل على النتائج الإجمالیة حتى یستفید منها الباحثون. فقد أتینا فی جدول «فهرس الأفعال المتعدیة واللازمة فی القرآن الکریم» بأصل الفعل، ثمّ سردنا المیزات الصرفیة من حیث التعدیة واللزوم فی عشرة اقسام، وهی: 1ـ لازم، 2ـ متعدّ بنفسه، 3ـ متعدّ إلى مفعولین، 4ـ متعدّ إلى ثلاثة مفاعیل، 5 ـ متعدّ بحرف الجرّ، 6ـ متعدّ بحرفین جارَّین معاً، 7 ـ متعدّ بنفسه وبحرف الجرّ معاً، 8 ـ من الأفعال الناقصة، 9ـ فیه التضمین، 10ـ هذا الفعل استعمل فی التنزیل العزیز مرة واحدة. وأخیراً فقد تمّ استخراج کلّ الأفعال المعنیّة بکل قسم من هذه الأقسام العشرة فی جدول خاص.
النتیجة مما لا شک فیه أن تدوین المعاجم فی اللغة العربیة بدأ من العصر الذهبی ـ أی: العصر العباسی ـ لمّا محتِ الأمّیّة وانتهتِ الغزوات والغارات وصار العرب متحضّرین. فالعلماء قد عُنوا بتألیف کتب قیّمة فی هذا المضمار، وبما أن القرآن الکریم کان أساساً لتطویر التألیف المعجمی، فقد رأینا من خلال دراسة جمع اللغة ومراحل تطویر المعاجم أن الکثیر من هذه المؤلَّفات دُوّنت بداعی فهم القرآن وغریبها، وذلک حینما بدأوا یشرحون القرآن باحثین عن معانی الکلمات الغریبة والصعبة، فانتهى الأمر إلى وضع المعاجم التخصصیة للقرآن الکریم. وقد شرحنا باختصار منهج الکتاب الأخیر من سلسلة المعاجم التخصصیة للقرآن الکریم، وهو کتاب معجم الأفعال المتعدیة واللازمة فی القرآن الکریم. والله ولی التوفیق.
| ||
مراجع | ||
· القرآن الکریم.1. ابن جنی، عثمان. (1405هـ = 1985م). سرّ صناعة الإعراب. (بتحقیق حسن هنداوی). (ط 1). دمشق: دار القلم. 2. ابن الحاجب، عثمان بن عمر. (1404هـ). الکافیة. الکویت: دار الکتب العلمیة. 3. ابن الخشّاب، عبدالله بن أحمد. (1972م). المرتجل فی شرح الجمل. (تحقیق علی حیدر). دمشق: دار التراث. 4. ابن السّرّاج، محمد بن السّریّ. (د. ت). الأصول فی النحو. بیروت: مؤسسة الرسالة. 5. ابن عصفور، علی بن مؤمن. (1403هـ). المقرّب. بغداد: وزارة الأوقاف. 6. ابن عقیل، عبدالله بن عبدالرحمن. (1980م). شرح ابن عقیل على ألفیّة ابن مالک. (بتحقیق محمد محیی الدین عبد الحمید). (ط 20). (ج 1). القاهرة. 7. ابن مالک، محمد. (1967م). تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد. بیروت: دار الکاتب العربی. 8. ابن منظور، محمد بن مکرم. (د. ت). لسان العرب. بیروت: دار لسان العرب. 9. الأردبیلی، محمد بن عبدالغنی. (1990م). شرح الأنموذج فی النحو. الریاض: دار العلوم. 10. سـیبویه، عمرو بن عثمان. الکتـاب. (تحقیق عبدالسلام هارون). (ج 1). القاهرة: د. ن. 11. السیوطى، عبدالرحمن بن أبی بکر. (1394هـ/1974م). الإتقان فی علوم القرآن. (ج 1). (تحقیق محمد أبو الفضل إبراهیم)، القاهرة: الهیئة المصریة العامة. 12. المبرّد، محمد بن یزید. (ا د. ت). المقتضب. (ج 2). بیروت: عالم الکتب. 13. ــــــــــ . (ب د. ت). المقتضب. (ج 3). بیروت: عالم الکتب. 14. ــــــــــ . (ج د. ت). المقتضب. (ج 4). بیروت: عالم الکتب. 15. نجفی، سیدرضا. الصرف المیسر. (1384هـ. ش). إصفهان: کتابنامه نجف. 16. یعقوب، إمیل بدیع. (1992م). المعاجم اللغویة، بداءتها وتطورها. بیروت: دار العلم للملایین. | ||
آمار تعداد مشاهده مقاله: 1,801 تعداد دریافت فایل اصل مقاله: 588 |